أنباء غير مؤكدة عن مقتل زعيم طالبان في غارة لـ«الأطلسي»

سقوط 51 بينهم نساء وأطفال في حادث تصادم بأفغانستان.. وبريطانيا قد تسحب قواتها قبل الموعد

طبيب أسنان يفحص رجلا في شارع بمدينة شامان الحدودية بين باكستان وأفغانستان أمس (أ.ب)
TT

تحدثت أنباء غير مؤكدة عن مقتل زعيم حركة طالبان الأفغانية الملا محمد عمر في مدينة كويتا الباكستانية. وأفادت قناة «تولو» التلفزيونية الأفغانية أمس بأن الملا عمر قتل في غارة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أثناء مغادرته المدينة متوجها إلى وزيرستان الشمالية قبل يومين.

ونقلت القناة عن لطف الله مشعل المتحدث باسم مديرية الأمن القومي الأفغانية أنه كان برفقة الملا عمر أثناء تعرضه للغارة. وأكد مشعل تداول «إشاعات قوية» عن مقتل زعيم طالبان، مع إشارته إلى عدم وجود أي دلائل تثبت صحة هذه المعلومات. وذكر مشعل أن كل الاتصالات مع الملا عمر انقطعت منذ عدة أيام، مضيفا أن السلطات الأفغانية كانت لديها «معلومات خاصة» بشأن مكان وجود الملا عمر نقلتها إلى الاستخبارات الباكستانية.

من جهتها، امتنعت الحكومة الأفغانية عن تأكيد مقتل الملا عمر رسميا، بينما قالت حركة طالبان باكستان إنه لا صحة لهذه الإشاعات. وجرى تداول هذه الأنباء بينما قتل 51 شخصا بينهم نساء وأطفال وأصيب كثيرون بجروح في اصطدام حافلة بصهريج وقود بوسط أفغانستان. ووقع الحادث صباح أمس في منطقة آب باند في ولاية غزنة (وسط) التي يعبرها الطريق العام الرئيسي بين كابل وقندهار، كبرى مدن جنوب البلاد. وقال مسؤول إن الشاحنة هي صهريج يملكه تاجر أفغاني بينما تقع غزنة على الطريق الرئيسي لنقل الإمدادات إلى قوات حلف شمال الأطلسي. وقال محمد علي محمدي نائب حاكم الولاية إن «حافلة اصطدمت نحو الساعة السادسة والنصف بصهريج وقود مما أدى إلى اشتعال الآليتين». وأضاف أن «51 شخصا قتلوا وجرح 6 آخرون في الحادث»، موضحا أن سائقي الآليتين قضيا نحبهما في الحادث. وذكر أحمدي أنه لا يمكن التعرف على معظم الضحايا. وتحدث الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية عن 50 قتيلا. وتفيد العناصر الأولية للتحقيق بأن تهور سائق الحافلة هو سبب الحادث على ما يبدو. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن زيراور زاهد قائد شرطة غزنة قوله إن «الوضع الأمني جيد في هذه المنطقة. والقيادة المتهورة والطرق الضيقة هما سبب هذا الحادث المأساوي». وقال باز محمد همت رئيس أكبر مستشفى في غزنة إن 5 جرحى أدخلوا إلى هذا المستشفى بعد الحادث، لكنه لا يملك أي معلومات عن القتلى. وأكد الراكب سردار، 18 عاما، بأحد مستشفيات غزنة الذي نقل إليه للمعالجة من جروح في رأسه، أن «السائق كان يقود بسرعة جنونية عندما اصطدمت الحافلة بالشاحنة. ثم اندلعت النار في الحافلة، وبدأ الركاب يصرخون. واستطعت الخروج من الحافلة لأني كنت جالسا في الصف الخلفي، لكني رأيت أشخاصا يحترقون. كان الأمر مرعبا».

وتتعرض شاحنات الوقود في هذه الولايات لهجمات باستمرار. لكن قائد شرطة غزنة زاهد صرح قائلا «أعتقد أن القيادة بلا انتباه والطريق الضيق هما سبب هذا الحادث المفجع». ولا تسيطر الحكومة على قسم كبير من هذه الولاية، لكن المسؤولين أكدوا أنه ليس هناك ما يشير إلى تورط متمردين في حادث أمس. وخلال هجوم شنه متمردون في غزنة، قتل أول من أمس جندي من القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) التي تدعم الحكومة الأفغانية في كابل ضد هجمات المتمردين التي تشنها حركة طالبان.

وشبكة الطرق الأفغانية في حالة مزرية على الرغم من الوجود الدولي المستمر منذ عقد. ويسير عليها عدد كبير من السيارات، حيث تعود إلى 15 أو 20 سنة، وتكثر عليها الحوادث المميتة.

وعلى صعيد متصل، أعلن وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند أن القوات البريطانية قد تنسحب قبل الموعد المحدد من أفغانستان، وذلك في مقابلة نشرت مساء أول من أمس على الموقع الإلكتروني لصحيفة «الغارديان». وقال الوزير خلال زيارة لمعسكر باستيون في إقليم هلمند بجنوب أفغانستان «أعتقد أن الرسالة التي تلقيتها بوضوح من الجيش هي أنه من الممكن سحب القوات في عام 2013»، لكنه أضاف أنه «يجب تقييم عدد الجنود الذين سنكون بحاجة لهم حاليا، وقد تكون هناك إمكانية لمزيد من المرونة في ما يتعلق بالانسحاب».

وتنوي الحكومة البريطانية سحب قواتها من أفغانستان قبل نهاية عام 2014. ويشار إلى أن المملكة المتحدة، بـ9500 جندي، تعد ثاني دولة من حيث عدد الجنود في القوة الدولية للمساعدة على حفظ الأمن (إيساف) في أفغانستان، بعد الولايات المتحدة.