كينيا تعلن إحباط سلسلة هجمات انتحارية قبل يومين من تنفيذها المفترض

الشرطة تصادر أحزمة ناسفة وتوقف مشبوهين وتواصل البحث عن 8 آخرين

متحدث باسم الشرطة يعرض أسلحة ومتفجرات تمت مصادرتها في منزل بنيروبي أمس (رويترز)
TT

أعلنت الشرطة الكينية أمس، أنها أحبطت سلسلة هجمات انتحارية كانت ستستهدف كنائس، وخصوصا غدا (الأحد)، بتوقيف شخصين مشبوهين ومصادرة 6 أحزمة ناسفة.

وتم توقيف الكينيين من أصل صومالي فجرا أثناء عملية في حي إيستلي الصومالي في العاصمة الكينية أدت أيضا إلى ضبط 12 قنبلة يدوية و4 رشاشات إيه كيه - 47 و480 قطعة ذخيرة، كما أفاد مساعد قائد شرطة نيروبي موزيس نياكواما أومباتي. وأضاف أن «القنابل تم تركيبها على سترات وربطت بهواتف جوالة» وكانت بذلك جاهزة للاستخدام، موضحا أن الهجمات كانت تستهدف «مباني استراتيجية» في العاصمة الكينية. وقال: «نعتقد أنهم كانوا ينوون شن عملية كبيرة، فأحبطنا مخططهم».

وذكر شرطي في جهاز مكافحة المخدرات شارك في العملية، طالبا عدم كشف هويته، أن المشبوهين كانا ينويان الانتقال إلى التنفيذ الأحد خلال قداديس في كنائس. وقال المتحدث باسم الشرطة إريك كيرايث من جهته «إننا نبحث عن ثمانية مشبوهين آخرين لهم علاقة بالمواد المتفجرة (التي عثر عليها) في الصباح».

وقد شهدت كينيا، ولا سيما نيروبي، هجمات عدة بالقنابل منذ أن أرسلت هذه البلاد في أكتوبر (تشرين الأول) 2011 قوة لمحاربة حركة الشباب المتشددة في جنوب الصومال المجاورة. وهددت حركة مرات عدة كينيا بأعمال انتقامية، لكنها لم تتبن مطلقا بشكل صريح الهجمات التي ضربت البلاد.

وقد استهدفت كنائس عدة، ففي 29 أبريل (نيسان) الماضي أطلقت قنبلة على كنيسة بروتستنتية أثناء قداس في العاصمة، مما أسفر عن سقوط قتيل ونحو 15 جريحا. وفي 31 مارس (آذار) أطلقت قنبلة يدوية على مجموعة من المصلين لدى خروجهم من كنيسة في متوابا على الساحل الكيني للمحيط الهندي، مما أسفر عن مقتل شخص. وفي الأول من يوليو (تموز) فتح مسلحون ملثمون النار وألقوا قنابل يدوية على كنيستين في مدينة غاريسا على بعد 140 كلم من الحدود الصومالية أثناء قداس الأحد مما أدى إلى سقوط 18 قتيلا في أكثر الاعتداءات دموية منذ تدخل الجيش الكيني في الصومال.

وأفادت تقارير للأمم المتحدة بأنه تم تجنيد مئات الشبان الكينيين في السنوات الأخيرة للذهاب من أجل القتال إلى جانب الشباب في الصومال بدافع العقيدة أو الدين، أو بدافع الكسب أو الإحباط الناجم عن غياب أي أفق في بلادهم. وتخشى الشرطة الكينية أن يرتكب هؤلاء الشباب اعتداءات على الأرض الكينية.

والشهر الماضي اغتيل عبود روغو محمد الداعية الإسلامي الكيني المتشدد الذي تتهمه الأمم المتحدة والولايات المتحدة بالمشاركة بشكل ناشط في عمليات التجنيد، بالرصاص في مدينة مومباسا الساحلية.

ونددت منظمات إسلامية كينية عدة بعملية القتل. وأثارت عملية الاغتيال اضطرابات خلال أيام عدة أسفرت عن أربعة قتلى بينهم ثلاثة شرطيين في مومباسا، فيما دعت حركة الشباب المسلمين الكينيين إلى «اتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية دينهم في مواجهة أعداء الإسلام». وأخرج الجيش الكيني الشباب من بلدات عدة في جنوب الصومال وأعلن منذ أشهر هجوما على مرفأ كيسمايو المعقل الإسلامي الرئيسي.

ومنذ عام ألحقت قوة من الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) التي ضمت كينيا جنودها إليها، وقوة إثيوبية سلسلة من الهزائم العسكرية بالمتمردين الذين ردوا باعتداءات مثل ذلك الذي نجا منه الأربعاء في مقديشو الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود. وقد شهدت كينيا لتوها أعمال عنف أخرى غير مرتبطة بذلك بل مدفوعة بالعداء بين مجموعتين متنازعتين في منطقة دلتا نهر تانا، أوقعت مائة قتيل في هذا المنطقة بجنوب شرقي البلاد.