مبادرة «نلبي النداء» السعودية تنفذ مشاريع إغاثية للسوريين في الأردن ولبنان

حركت حملة مساعدات برية لدعم الاحتياجات للغذاء والأثاث والنظافة والأدوية والإسعافات الأولية

أعضاء المبادرة خلال فعاليات في لبنان والأردن («الشرق الأوسط»)
TT

شرعت مبادرة «نلبي النداء» السعودية لدعم الحالات المستعصية للاجئين السوريين في لبنان والأردن، في تطبيق جملة أهداف لإغاثة النازحين ذوي الحالات المستعصية.

ونظمت المبادرة، التي يرعاها الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز بالتعاون مع قطاعات دولية للإيواء والشؤون الطبية، أعمالها بتحديد مكتب إقليمي في العاصمة الأردنية عمان، للتنسيق للاجتماعات بعنوان واضح، ومكتب آخر يدير العمليات ميدانيا.

واختارت المبادرة مشاريع وصفتها بـ«النوعية»، وقالت إنها «ذات الفعالية القصوى في شتى المجالات، وأظهرت خطط المبادرة»، وذلك بحسب تقرير حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه.

وأظهر التقرير حزمة المساعدات التي نفذتها لتحقيق مشاريع إيواء النازحين، وشملت دعم تنفيذ وحدات سكنية مع الهيئة الخيرية الهاشمية والأمم المتحدة، وإسكان الحالات السكنية المستعصية خارج المخيمات في «المفرق» و«عجلون»، إلى جانب إعداد وتحريك حملـة مساعدات بـرية من الرياض. وفي الجانب الصحي، نفذت المبادرة متابعات طبية للحالات الإنسانية المستعصية في نقل وعلاج المصابين من الجرحى، إلى جانب تنفيذ برنامج دعم نفسي لحالات الاغتصاب.

ولتحقيق أهدافها، فصلت المبادرة المشاريع المنفذة في الأردن إلى 5 مشاريع، نفذت خلالها مباني جاهزة بحديقة الملك عبد الله الحسين في المزهرة بمنطقة الرمثا بالاشتراك مع المفوضية السامية للاجئين والهيئة الخيرية الهاشمية، ملحقة إياها بخدمات متعددة، مع مراعاة تناسب الإسكان صحيا.

ولفتت المبادرة إلى توافق المساكن مع معايير الأمم المتحدة، فضلا عن نقل 1000 شخص.

كما نقلت المبادرة خلال مشروع دعم الإسكان في المفرق وعجلون لاجئين من أماكن غير صحية على الحدود السورية، إلى مساكن مؤثثة، سعيا إلى تخفيف معاناة الحالات المستعصية من اللاجئين.

وقالت المبادرة في تقريرها: «شرعنا في تنفيذ المبادرة، استشعارا للمعاناة التي يقاسيها المهجرون السوريون جراء الأعمال الدموية التي يمارسها النظام هناك، وتجاوبا مع الدعوات العربية والدولية لتقديم العون للمنكوبين الذين اضطروا لترك مدنهم وقراهم ومدنهم».

وشكلت المبادرة فرقا طبية مكونة من أطباء استشاريين قدموا من السعودية، وفريق متخصص مقيم في لبنان، فضلا عن فريق متخصص مقيم في الأردن.

كما أشارت مبادرة «نلبي النداء» إلى إرسال فريق استطلاع لتحديد أفضل الشركاء ذوي مصداقية على المستوى الدولي والحكومي والأهلي في كل من الأردن ولبنان.

وقامت المبادرة بإعداد وتحريك حملة مساعدات برية من الرياض، لدعم الاحتياجات الماسة من ناحية الغذاء، والأثاث، والنظافة، والأدوية والإسعافات الأولية.

وصحيا، رصدت المبادرة الحالات المستعصية في المستشفى التخصصي ومستشفى الملك المؤسس، كما خصصت برنامجا نفسيا للعائلات من جهة، والأطفال من جهة أخرى.

وقالت المبادرة إن المشروع يسعى إلى التحري ورصد الحالات النفسية المستعصية، وخصوصا حالات الاغتصاب من النازحين الناتجة عن الأزمة في سوريا، من خلال مسح ميداني، ومن ثم تحديد الحالات وعلاجها، بالتعاون مع الجهات المختصة، عن طريق توفير الدعم النفسي والتدريب والتأهيل والتركيز على الطفل، بمشاركة المركز الوطني لحقوق الإنسان.

ودعمت المبادرة جمعية المركز الإسلامي بالمفرق، رامية إلى دعم ومساندة إنشاء عيادات طبية متخصصة في النساء والتوليد، وعيادة أخرى للأسنان، تخدم وتعالج النازحين السوريين في المحافظة.

وتعرف المبادرة نفسها بشعار، تقول فيه: «نحن مجموعة حريصة على تلبية نداء الواجب الإنساني أينما وكيفما كان، بسقف حده قدراتنا وطاقاتنا، ابتداء ببلادنا مرورا ببلداننا العربية وانتهاء إلى حيث توجد المعاناة الإنسانية، أساس عملنا الصدق والجدية، ومنهجنا التخطيط المدروس والتنفيذ الدقيق والمتابعة الميدانية».

إلى ذلك، نفذت المبادرة 5 مشاريع مماثلة في لبنان، شملت جانبي الإيواء والصحة، متعاونة مع منظمة الغذاء العالمية، ومؤسسة إنقاذ الطفل، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إلى جانب قطاعات صحية أخرى في قرى ومدن لبنانية، يوجد بها نازحون سوريون.

ودعمت المبادرة برنامج الغذاء العالمي (WFP)، وأمّنت قسائم شراء للمواد الغذائية تكفي نحو 1200 أسرة سورية نزحت إلى لبنان في مناطق البقاع وطرابلس وجنوب لبنان وصيدا، ويشار إلى أن تكلفة القسيمة الشرائية نحو 25 دولارا.

كما دعمت الحملة مشروع «أنقذوا الأطفال»، الذي يسعى لتخفيف معاناة الأطفال وتوفير الاحتياجات الأساسية بدعم منظمة «Save the children». مشاركة في الدعم بالاحتياجات المرسلة من قبل المنظمة.

من ناحيته، شهد مشروع دعم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنشاء مساكن لإسكان النازحين السوريين الأشد حاجة، والذين يسكنون في أماكن غير صالحة للسكن، وتشمل تأهيل عدد من الملاجئ في البقاع وعكار وعرسال وعدد من المساجد وعدد من المنازل المستضيفة، ودعمت المبادرة المشروع، مقدرة تحديد أوجه دعم مبادرة «نلبي النداء» لاحتياجات المفوضية، ومن ثم تحديد نسبة المشاركة المادية بحسب بنود المفوضية.

بينما شهد مشروع «الضنية» تهيئة مبنى مدرسة ببلدة ايزال الضنية الواقعة شمال لبنان، وإقامة موقع لاستضافة أكبر عدد من الأسر السورية النازحة إلى لبنان، وخاصة الأرامل والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، بحيث تسهل مساعدتهم ورعايتهم صحيا وتعليميا وغذائيا بأقل التكاليف.

وفي الجانب الصحي بلبنان، نفذت مبادرة «نلبي النداء السعودية» في لبنان، مشاريع صحية في كل من قرى عرسال، وعكار، وطرابلس، ووادي خالد.

وجهزت الفرق الطبية الميدانية، إلى جانب العيادات المتنقلة التي قدمت المعونات الطبية للاجئين السوريين القادمين عبر الحدود اللبنانية السورية.

يشار إلى أن المبادرة لا تقتصر على دعم اللاجئين السوريين فحسب، إذ تنفذ أيضا حملة مشاريع إنسانية أخرى في السعودية، كقضايا إصلاح ذات البين في القصاص، ومتابعة علاج الحالات المرضية المستعصية، وبناء المساكن للفئات ذات الاحتياجات الشديدة.

وكانت المبادرة نفذت ثلاث حملات إغاثية سابقة لغزة في 2008، و2009 إبان الحرب على غزة، وعام 2010. كما شاركت الحملة في تسيير أكثر من ثلاث قوافل مساعدات إلى لبنان وقت الحرب عام 2006.