الإدارتان الأميركية والمصرية.. خطوة للخلف

بعد تلاسن عبر «تويتر» بين نائب مرشد «الإخوان» ومسؤول بالسفارة في القاهرة

TT

بعدما سخر مسؤول بالسفارة الأميركية من تغريدة لنائب مرشد «الإخوان» خيرت الشاطر على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلا «نتمنى أن تعرفوا أننا نقرأ بالعربية أيضا»، خرجت في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس تصريحات صحافية من البيت الأبيض، في محاولة للتقليل من تأثير تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما التي قال فيها إن إدارته لا تعتبر المصريين حلفاء كما لا تعتبرهم أعداء. ومع صباح يوم أمس، وبينما اتجه مصريون غاضبون للمشاركة في مليونية دعت لها جماعة الإخوان المسلمين، كان الأمين العام للجماعة يعلن مشاركة «الإخوان» بشكل رمزي في فعاليات الأمس.

ويبدو أن هناك عزما لدى الإدارتين المصرية والأميركية على تهدئة الأجواء السياسية قبل الزيارة المتوقعة للرئيس المصري محمد مرسي إلى الولايات المتحدة نهاية الشهر الحالي. ونقلت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» الرسمية تصريحات للمتحدث العسكري للقوات المسلحة، قال فيها إن الفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، تلقى أمس اتصالا هاتفيا من وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، أكد فيه أن الفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم) يعد عدوانا على الإسلام، ويستهدف النيل من العلاقات بين البلدين، واصفا الفيلم بالمقزز الذي لا يعبر إلا عن رأي من صنعه. وقال إن الشعب الأميركي وقياداته يحترمون جميع الأديان السماوية خاصة الدين الإسلامي، مشددا على أهمية التصدي لمثل هذه الأفعال المسيئة.

وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة إن بانيتا أبدى تفهمه لحالة الغضب التي تجتاح الشارع المصري، وقدم شكر الإدارة الأميركية على الجهود الأمنية المبذولة لحماية البعثة الدبلوماسية الأميركية في مصر، والتي تمثل رسالة طمأنة على أرواح أعضاء البعثة. وأضاف أن هذا الاتصال يأتي في إطار حزمة من الإجراءات الأميركية التي تستهدف الإشادة بقوة العلاقات ومتانة الشراكة بين البلدين والتي كانت محور الاتصالات التي تمت مع الرئيس المصري محمد مرسي، ورئيس مجلس الوزراء هشام قنديل، مؤكدا حرص بلاده الكامل على تدعيم وتنمية العلاقات العسكرية بين البلدين.

من جانبه، أكد السيسي الرفض الكامل للإساءة للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، مطالبا الولايات المتحدة الأميركية بضرورة وضع ضوابط قانونية لمنع الإساءة للأديان السماوية. وأكد خلال الاتصال رفض العنف بكل أشكاله، والتزام القاهرة الواضح بحماية البعثة الدبلوماسية الأميركية في مصر، وتوفير القوات الأمنية الكافية لتأمين مقار البعثة بشكل كامل.

ونقلت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية عن المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور، أمس، قوله إن «الإدارة لا تشير إلى تغيير في هذا العلاقات مع القاهرة»، مضيفا أن كلمة حليف مصطلح قانوني، وأوضح «ليس لدينا معاهدة دفاع مشترك مع مصر، مثل حلفاء أميركا من الناتو، لكن كما قال الرئيس (أوباما)، فإن مصر شريك مقرب منذ فترة طويلة للولايات المتحدة، وقمنا على هذا الأساس بدعم انتقال مصر إلى الديمقراطية والعمل مع الحكومة الجديدة».

لكن الولايات المتحدة الأميركية التي اعتادت أن تظل سفارتها بمنأى عن الاحتجاجات طوال ثلاثة عقود حكم خلالها الرئيس السابق حسني مبارك البلاد، باتت اليوم في حاجة لتأكيدات بشأن حماية بعثتها الدبلوماسية في القاهرة.

وحاول «الإخوان» تلطيف التوتر الواضح مع الإدارة الأميركية خوفا من تدهور العلاقات المصرية - الأميركية، ووجه موقع «إخوان ويب» النسخة الإنجليزية لموقع «إخوان أونلاين» رسالة من خلال حسابهم على موقع «تويتر» إلى الحساب الرسمي للسفارة الأميركية بالقاهرة على لسان المهندس خيرت الشاطر، نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين قال فيها «إننا نشعر بارتياح لعدم إصابة أي من العاملين بالسفارة الأميركية في القاهرة بأي أذى، ونتمنى أن تتجاوز العلاقات المصرية - الأميركية الاضطرابات التي حدثت في أحداث يوم الثلاثاء».