عاصفة من الغضب تجتاح خطب الجمعة في مساجد مصر

دعوا لمقاطعة منتجات الشركات الأميركية وأهدروا دم صناع الفيلم المسيء

TT

انفجرت عاصفة من الغضب أمس في خطب الجمعة في مساجد مصر احتجاجا على فيلم عرض في الولايات المتحدة يسيء للرسول صلي الله عليه وسلم. وبينما دعا بعض أئمة المساجد إلى مقاطعة منتجات الشركات الأميركية، أهدر آخرون دم صناع الفيلم المسيء إلى الرسول، وخرجت مسيرات من المساجد تندد بأصوات عالية، «حاكم حاكم يا قرآن.. قادم قادم يا إسلام».

ففي الجامع الأزهر بالقاهرة، أكد الدكتور محمد المختار المهدي، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف في خطبته، أن «هناك فئة مجرمة تتصدى للأنبياء عبر عنهم القرآن مرة بالمجرمين، ومرة أخرى بشياطين الإنس والجن، وهؤلاء يمثلون خطرا على الدين والأمة والهوية، وعلينا أن نستعد لمنازلة هؤلاء المجرمين، لأن الصراع بين الحق والباطل قدر محتوم من الأزل وإلى الأبد، والعداوة التي يحملها أعداء الدين الإسلامي وأعداء الرسول مستمرة إلى يوم القيامة».

وقال المهدي إن «الأمة الإسلامية مطالبة بأن تعرف حجم العداء والهجوم الذي يوجه للإسلام، والحل الوحيد لمواجهة ذلك أن نكون نموذجا فريدا بحق لأخلاق محمد صلي الله عليه وسلم، وهذا يعني أن الغضب للرسول لا يكون بالتخريب والعنف والهجوم على المنشآت؛ بل بمقاطعة منتجات الشركات الأميركية».

وفي ميدان التحرير بوسط القاهرة، وجه الشيخ جمال صابر، المنسق العام لحملة «لازم حازم»، وخطيب التحرير، رسالة إلى المتطاولين على الرسول، قائلا: «إن ما يحدث في الوقت الحالي بمثابة إعداد لحرب على الإسلام». كما وجه حديثه للمصلين، قائلا: «أعدوا أنفسكم للجهاد العسكري لمواجهة العدو الذي منعنا عنه الحكام الظالمون»، مطالبا بالتحرك لنصرة نبينا، بقوله: «أميركا إذا أرادت استرضاء المسلمين لفعلت وحاكمت المجرمين ممن سبوا نبينا الكريم».

ودعا الشيخ حسن سعيد، خطيب مسجد الرحمة بحي الهرم، محافظة الجيزة، في خطبة الجمعة، أن يهلك الله كل من ساهم في صناعة الفيلم المسيء للرسول وأن يحرقهم في نار جهنم يوم القيامة.

وفي الإسكندرية، أهدر الشيخ أحمد المحلاوي، خطيب مسجد القائد إبراهيم، دم المشاركين وأصحاب الفيلم المسيء للرسول، قائلا: «من أهان الرسول مهدور دمه ووجب عليه القصاص»، مطالبا الحكومات العربية بالتوحد والوقوف صفا واحدا للانتقام ممن أساءوا للرسول.

وهاجم المحلاوي في خطبته أمس، أي دعاوى للسكوت على هؤلاء السفهاء بعد أن تمادوا في طغيانهم أكثر من مرة، «لأننا تكاسلنا عن تطبيق حكم الشريعة عليهم منذ حرق المصحف الشريف»، داعيا جميع الشعوب العربية والإسلامية إلى مقاطعة الغرب الذي وصفه بالمعادي للإسلام والمسلمين.

وفي محافظة الزقازيق القريبة من القاهرة، قال الشيخ الدكتور علي محمد الصعيدي، إمام مسجد أنصار السنة ببني عامر: «من تطاول على الرسول فقد كفر ومستباح دمه»، وطالب الحكام المسلمين بالثأر لرسول الله بمحاكمة هؤلاء وقتلهم علانية وإسقاط الجنسيات العربية عنهم، ومقاطعة منتجات أميركا.

وفي أسيوط بصعيد مصر، طالب الدكتور عبد الآخر حماد، مفتي الجماعة الإسلامية، خلال خطبته بمسجد الجمعية الشرعية، كل مسلم أو مسلمة بإعلان الغضب للرسول وآل بيته وأصحابه بكل طريقة مشروعة.