قتيلان في هجوم على معسكر الأمير هاري في أفغانستان

الأطلسي: المهاجمون تمكنوا من دخول القاعدة الجوية الحصينة > طالبان: جاء انتقاما بسبب الفيلم المسيء

الأمير هاري خلال خدمته كقائد طيار في معسكر باستيون في هلمند بأفغانستان (رويترز)
TT

اقتحم متمردون مسلحون برشاشات وصواريخ قاعدة جوية محصنة في أفغانستان، مما أدى إلى مقتل اثنين من جنود مشاة البحرية وسبب أضرارا في طائرات خلال هذا الاختراق الأمني الكبير لمعسكر يخدم فيه الأمير هاري نجل ولي العهد البريطاني.

وأعلنت حركة طالبان التي تخوض تمردا منذ عشر سنوات ضد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان مسؤوليتها عن الهجوم، موضحة أنه جاء انتقاما بسبب الفيلم المسيء للإسلام الذي أثار غضبا في العالم العربي والإسلامي. وقال الناطق العسكري الميجور آدم وجاك إن الهجوم على معسكر باستيون في ولاية هلمند (جنوب) بدأ في الساعة 22.15 (17.45 بتوقيت غرينتش) من أول من أمس، لكن القاعدة هدأت صباح أمس. وأكد مسؤول آخر أن الأمير هاري لم يصب بأذى ولم يتأثر بالهجوم. وأوضح وجاك أن المهاجمين تمكنوا من دخول القاعدة الجوية الحصينة التي تستخدمها طائرات أميركية وبريطانية، لكن لم يعرف ما إذا كانوا تسلقوا الجدار لدخولها أم شقوا طريقهم بمتفجرات.

ورفض وجاك تحديد نوع الطائرات التي تضررت وعددها. وأضاف أن تقديرات أولية تشير إلى مقتل ما بين 15 و20 متمردا، لكن العدد النهائي لم يعرف بعد. وفي واشنطن، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية طالبا عدم كشف هويته أن الجنديين اللذين قتلا أول من أمس خلال الهجوم على معسكر باستيون جنوب أفغانستان من مشاة البحرية الأميركية.

من جهتها، قالت القوة التابعة للحلف الأطلسي (إيساف)، في بيان تسلمت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه، إن مباني وطائرات في «القاعدة» تضررت من دون أن يضيف أي تفاصيل. ويثير هجوم أول من أمس تساؤلات عن طريقة دخول المتمردين القاعدة التي تتمتع بإمكانيات لوجيستية هائلة وتقع في الصحراء، وهي تضم آلاف الجنود. وقال ناطق باسم حركة طالبان إن الهجوم جرى للانتقام للفيلم المسيء للإسلام «براءة المسلمين» الذي أدى إلى مظاهرات احتجاجية عنيفة في عدد من الدول العربية والإسلامية، قتل خلال واحدة منها السفير الأميركي لدى ليبيا وثلاثة أميركيين آخرين.

وصرح قاري يوسف أحمدي، في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية، بأن «عددا من المجاهدين شنوا هجمات انتحارية على معسكر باستيون في هلمند الليلة الماضية انتقاما لفيلم الأميركيين المهين».

وأرسل الأمير هاري إلى القاعدة كطيار عسكري لمروحيات. وكانت حركة طالبان أعلنت أول من أمس أنها مصممة على قتله. وصرح المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، لوكالة الصحافة الفرنسية «سنبذل ما في وسعنا لقتل الأمير هاري وغيره من عناصر القوة البريطانية في هلمند» الولاية الجنوبية التي تعتبر معقلا لتمرد طالبان. وأضاف في حديث هاتفي «لا نريد خطفه.. بل قتله»، موضحا أن طالبان وضعت «خطة بالغة الأهمية» لمهاجمته.

وقال السرجنت بوب باركو، من القوة التابعة لحلف شمال الأطلسي (إيساف)، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن قوة إيساف تدرس حجم الأضرار في القاعدة الواقعة في ولاية هلمند التي تعد واحدة من أكثر الولايات اضطرابا. لكن الأمير هاري لم يتأثر بالهجوم. وأضاف أن «المعلومات التي لدينا تفيد بأنه لم يتعرض لأي خطر».

ووصل الأمير هاري، البالغ من العمر 27 عاما والملقب بـ«كابتن ويلز»، الأسبوع الماضي إلى قاعدة كامب باستيون في ولاية هلمند في مهمة من أربعة أشهر كقائد مروحية «أباتشي»، بحسب الجيش البريطاني. وهذه المهمة هي الثانية له في البلاد، لكنها الأولى التي تعلن عنها السلطات البريطانية. فقد تم التكتم على مهمته الأولى التي بدأت في ديسمبر (كانون الأول) 2007 إلى أن تم اختصارها بعد 10 أسابيع في مارس (آذار) 2008 لدواع أمنية بعد كشف وسائل إعلام عن وجوده في البلاد.

وبريطانيا هي الدولة المساهمة الثانية في القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن (إيساف) في أفغانستان بـ9500 جندي، بعد الولايات المتحدة. وقد خسرت 425 رجلا منذ اندلاع النزاع في أفغانستان في 2001، وتنوي سحب قواتها بحلول نهاية 2014. إلا أن وزير الدفاع فيليب هاموند صرح مساء الخميس بأن القوات البريطانية قد تنسحب قبل الموعد المحدد من أفغانستان. وقال في مقابلة نشرت على الموقع الإلكتروني لصحيفة «الغارديان» أجريت معه خلال زيارة لـ«القاعدة» نفسها في ولاية هلمند «أعتقد أن الرسالة التي تلقيتها بوضوح من الجيش هي أنه من الممكن سحب القوات في 2013». لكنه أضاف أنه «يجب تقييم عدد الجنود الذين نحن بحاجة لهم حاليا، وقد تكون هناك إمكانية لمزيد من المرونة في ما يتعلق بالانسحاب».