فتح تدعو لإيداع ليبرمان السجن أو مصحة نفسية

حذرت العالم من التعامل معه ردا على تهجمه على أبو مازن

TT

بعد أن شن هجوما شخصيا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ووصفه بأقذع الأوصاف، حذرت حركة فتح المجتمع الدولي من مواصلة التعامل مع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان. وفي بيان صادر عن مفوضية الإعلام في الحركة، وصف فايز أبو عيطة، الناطق بلسان فتح، ليبرمان بـ«الشخصية الخطرة على الأمن والاستقرار في المنطقة»، معتبرا استمرار التعاطي معه من قبل المجتمع الدولي «عارا سياسيا».

وقال أبو عيطة إن المكان الطبيعي لليبرمان هو «السجن أو الحجر أو المصحة النفسية، وليس وزارة الخارجية، لإنقاذ المنطقة من شروره وجرائمه وإرهابه». وأضاف: «هجوم وزير خارجية الاحتلال على الرئيس محمود عباس وألفاظه النابية، (هو بحد ذاته) إرهاب دولة وتحريض منظم على العنف يقتضي مواجهته بحزم ومسؤولية قبل فوات الأوان».

وكانت صحيفة «هآرتس» قد نقلت في عددها الصادر أول من أمس عن ليبرمان قوله إن عباس «لا يمكنه البقاء في السلطة أكثر من عام أو عامين وأنه كذاب وجبان وبعوضة». وأضاف ليبرمان: «لو كان لديه إحساس بالكرامة بالحد الأدنى لاستقال، لكن كل ما تبقى له هو اتهام إسرائيل، وكل ما يفعله إرهاب سياسي صرف، هو وحكمه يعيشان على زمن مستقطع، ومثلما لا يمكن إنقاذ أنظمة عفنة في الدول العربية، لا يمكن إنقاذ نظام أبو مازن العفن، فقد فقدَ كل حظوة له لدى الفلسطينيين، ليس شأننا من يأتي بعده، إذا كان حليفته يرغب في أن يجري معنا حوارا، فسنجري حوارا». وطالب أبو عيطة أعضاء المجتمع الدولي، دولا ومنظمات، بالوقوف عند مسؤولياتهم في «توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من جرائم حكومة ليبرمان العنصرية، معتبرا استمرار التعاطي معه كوزير خارجية يتناقض مع قواعد الأخلاق الدولية التي استقرت في الضمير العالمي». واعتبر أبو عيطة أن هجوم ليبرمان على عباس جاء ردا على «مواقفه الثابتة المتمسكة بحقوق شعبنا»، مؤكدا التفاف حركة فتح وجماهير الشعب الفلسطيني حول قيادته الشرعية.

من ناحية ثانية، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين، الدكتور صائب عريقات: «إن صمت المجتمع الدولي إزاء الاعتداءات الإسرائيلية والإجراءات غير القانونية وأحادية الجانب وعدم مساءلة إسرائيل قانونيا وسياسيا، أدى إلى خلق ثقافة الإفلات من العقاب التي تهدد بتدمير حل الدولتين». وفي بيان صادر عن دائرة المفاوضات في منظمة التحرير بمناسبة مرور 19 عاما على توقيع اتفاقية أوسلو، قال عريقات: «أمل الشعب الفلسطيني للعيش بسلام وعدل وأمن قد دمرته الجرافات الإسرائيلية المحملة بثقافة العنصرية والحقد والكراهية التي تفشت في المجتمع الإسرائيلي الذي تغذيه الحكومة اليمينية الإسرائيلية، بالإضافة إلى تفاقم الأوضاع بسبب الحصانة التي منحت لإسرائيل من قبل المجتمع الدولي».

وشدد عريقات على أن المشاكل التي يواجهها الشعب الفلسطيني تزداد بسبب عدم وجود إرادة سياسية حقيقية لدى المجتمع الدولي للتدخل لوقف السياسات الإسرائيلية ومساءلتها على انتهاكاتها للقانون الدولي وحقوق الإنسان. وأكد أن «اتفاقية أوسلو كان من المفترض لها أن تستمر لخمس سنوات فقط، وإن ما نراه اليوم، بعد عقدين من الزمن، هو تأصل لسياسة الفصل العنصري بدلا من الحرية للشعب الفلسطيني». وأشار إلى «أن معظم المستوطنات والبنى التحتية المرتبطة بها قد تم بناؤها خلال السنوات الـ19 الماضية لاتفاقية أوسلو، وازداد معها عدد المستوطنين إلى أكثر من الضعف، في حين تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي وبواقع يومي في فلسطين بعمليات التهجير القسري، وهدم المنازل، وإلغاء الهويات، بالإضافة إلى مصادرة أراضي المواطنين الفلسطينيين».