المظاهرات المناهضة لبوتين تعود إلى شوارع موسكو

المعارضة تنظم أول مسيرة حاشدة منذ الربيع تطالب بالحد من سلطات الرئيس وإجراء إصلاحات سياسية

قوميون روس يحملون علما ضخما خلال المسيرة المناهضة لبوتين في موسكو أمس (إ.ب.أ)
TT

بعد توقف دام أكثر من أربعة أشهر، عادت المعارضة الروسية أمس إلى تنظيم مظاهراتها المطالبة برحيل الرئيس فلاديمير بوتين.. فقد خرجت إلى قلب العاصمة فصائل المعارضة في مسيرة حاشدة قدرت مصادر الأجهزة الأمنية عدد المشاركين فيها بقرابة الـ15 ألفا في الوقت الذي قالت فيه مصادر المعارضة إنها كانت بمشاركة ما يقرب من 150 ألفا. وقد رفع متظاهرو الأمس الشعارات التي تطالب برحيل بوتين والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وإجراء الإصلاحات السياسية، والحد من سلطات الرئيس والإعلان عن انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة تحت رقابة شعبية. وكان المتظاهرون استهلوا مظاهراتهم بتوزيع الأشرطة البيضاء، شعار «الثورة الروسية الملونة»، وإطلاق الحمام الأبيض في سماء ساحة بوشكين في قلب العاصمة غير بعيدة عن الكرملين ومن حيث بدأوا مسيرتهم تحت حراسة ما يقرب من سبعة آلاف من رجال الشرطة والأمن قاصدين ساحة الأكاديمي ساخاروف، أي عبر نفس خط السير الذي شهد مظاهراتهم الأخيرة، حيث نجحوا في الإصرار عليه رافضين ما كانت تطرحه سلطات المدينة من مسارات بعيدة عن أماكن التجمعات الجماهيرية الغفيرة في وسط المدينة.

وقد شارك في مظاهرات الأمس فصائل اليساريين بزعامة سيرغي أودالتسوف الناشط الأشهر في الأوساط المعارضة ومعه ألكسي نافالني وإيليا ياشين، وممثلو القوميين والشيوعيين وحزب «يابلوكو» و«اليمينيين» بزعامة بوريس نيمتسوف نائب رئيس الحكومة الأسبق وجاري كاسباروف بطل العالم الأسبق في الشطرنج، وكذلك أنصار فرقة «بوسي رايوت» الموسيقية التي كان القضاء أصدر حكمه بالسجن على ثلاث من فتياتها بتهمة ازدراء الكنيسة وارتكاب أعمال فاضحة وهو ما كانت الدوائر الغربية شنت بسببه حملة عدائية كاملة العدد ضد النظام في روسيا حيث اتهمته بـ«خنق الحريات والتطاول على حقوق الإنسان». وقد انضم إلى مظاهرات الأمس أيضا غينادي غودكوف عضو كتلة «العدالة الروسية» والعقيد السابق في لجنة أمن الدولة السوفياتية (كيه جيه بي) الذي أقر مجلس الدوما أول من أمس رفع الحصانة عنه تلبية لطلب النيابة العامة التي اتهمته بالجمع بين عضوية مجلس الدوما وممارسة النشاط التجاري والذي قالت إنه يتناقض مع القانون الروسي.

وقد اعتبرت جموع المعارضة التي استقبلته بعاصفة من التصفيق الحاد، مثل هذه الإجراءات والتهديدات محاولة من جانب النظام لترهيب العناصر الأكثر نشاطا بين صفوفها والتي يعتبر غودكوف واحدا من أبرزها وهو الذي سبق أن انشق عن الحزب الحاكم احتجاجا على ممارساته وتوجهاته في الوقت نفسه حيث يتغاضى فيها عن اتخاذ مثل هذه الإجراءات بحق الكثيرين من أعضاء الحزب الحاكم الذين تنطبق عليهم مثل هذه القواعد إلى جانب تناول ذلك من منظور الإجراءات الممنهجة الرامية إلى ملاحقة النشطاء السياسيين المعارضين.

وتعتبر مظاهرات الأمس أكبر مظاهرات جماهيرية منذ مظاهرات الربيع الماضي التي كانت قامت بها فصائل الحركات المعارضة احتجاجا على نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وكانت مصادر عدد من الأحزاب الممثلة في مجلس الدوما ومنها الحزب الشيوعي الروسي ولأول مرة عبرت عن انضمام فصائل الحزب إلى جموع المشاركين في هذه المظاهرات التي تنظمها ما تسمى بـ«المعارضة غير الممنهجة»، في إشارة إلى التنظيمات والحركات المعارضة غير الممثلة في البرلمان الروسي، تضامنا من جانبها مع التوجهات والمطالب التي تطرحها احتجاجا على ما وصفته بالممارسات غير الديمقراطية من جانب أجهزة السلطة والقيادة السياسية. وكانت المصادر الروسية الرسمية أعلنت عن أن المظاهرات خرجت أيضا إلى شوارع العديد من كبرى المدن الروسية.