رايس: هجوم بنغازي لم يكن مدبرا مسبقا.. ولا تغيير في علاقتنا مع مصر

عضو كونغرس: إعادة النظر في المساعدات لمصر

TT

عكس تصريحات مسؤولين في ليبيا، وتصريحات قادة في الحزب الجمهوري الأميركي بأن الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في الأسبوع الماضي كان مخططا، قالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، سوزان رايس، غير ذلك.

غير أنها قالت إن الولايات المتحدة ليست «عاجزة» في مواجهة الاحتجاجات العنيفة التي اجتاحت العالم الإسلامي، والتي تستهدف المصالح الأميركية. وأضافت: «نحن لسنا عاجزين، ولم نكن أقل شعبية لتحدي هذا التقييم (المعادي)». وقالت، «ما حدث هذا الأسبوع في القاهرة، في بنغازي وكثير من أجزاء أخرى من المنطقة كان نتيجة مباشرة لفيديو بشع وهجومي، ووزع على نطاق واسع. وليست للحكومة الأميركية علاقة به. ونحن قلنا في وضوح إن الفيديو يدعو لأن يشجب، ويثير الاشمئزاز».

وتحدثت رايس، في مقابلة في تلفزيون «آي بي سي»، عن سياسة الرئيس باراك أوباما نحو العالم الإسلامي. وأشارت إلى الخطاب الشامل الذي كان وجهه للمسلمين سنة 2009، في أول سنة له في البيت الأبيض. وأنه ظل يعمل على إصلاح العلاقات التي قالت إنها أصيبت بأضرار أثناء إدارة الرئيس بوش الابن. وفي مقابلة تلفزيونية أخرى، نفت وجود خلافات مع إسرائيل حول منع إيران من إنتاج قنبلة نووية. وفي إجابة عن سؤال من مقدم البرنامج التلفزيوني في «آي بي سي» إذا كان أوباما يريد إرسال «رسالة مباشرة» إلى الرئيس المصري محمد مرسي عندما قال أوباما، في الأسبوع الماضي، إن «مصر ليست حليفة، وليست عدوة»، وهو التصريح الذي آثار ضجة في الولايات المتحدة وفي مصر، نفت رايس أن أوباما يريد ذلك. وقالت، «لم يكن الرئيس يشير إلى أي تغيير في طبيعة علاقتنا. كان واضحا أن الرئيس أجرى محادثات مع الرئيس مرسي، وكانت مثمرة للغاية. وركز الرئيس أوباما على أنه، بطبيعة الحال، تقع المسؤولية على الحكومة المصرية، كمضيفة، لحماية الموظفين الدبلوماسيين والمرافقين لهم، بما في ذلك دبلوماسيينا والمرافقين لهم».

وقالت رايس: «رأينا أن الرئيس مرسي، فورا بعد المحادثات، اتخذ خطوات كبيرة لتحسين أمن منشآتنا في القاهرة، وفي أماكن أخرى. ثم أعلن، مرارا وتكرارا، عددا من البيانات المهمة، والقوية جدا، تدين أعمال العنف. وأن هذا الفيديو، مهما كان بغيضا، لا يبرر على الإطلاق العنف ضد الولايات المتحدة، أو غيرها من الشركاء الغربيين».

وفي مقابلة في تلفزيون «فوكس» اليميني، في سلسلة مقابلات تلفزيونية أجرتها أمس، قالت، إن «سبب العنف الذي انتشر إلى عشرين بلدا عبر العالم الإسلامي هو الفيديو المعادي للإسلام، والذي أنتج في الولايات المتحدة». ويعارض هذا الرأي آراء آخرين قالوا إن سبب العنف هو مظالم متراكمة ضد الولايات المتحدة بسبب سياساتها على المدى الطويل في الشرق الأوسط.

وقالت، «لا شك، كما شاهدنا في الماضي مع أشياء مثل كتاب آيات شيطانية (الذي كتبه البريطاني الهندي سلمان رشدي)، والرسوم الكاريكاتورية (في الدنمارك) للنبي محمد، تسببت مثل هذه الأشياء في إثارة السخط والغضب. هذا كان السبب المباشر لما رأينا (مؤخرا في دول إسلامية)». وأضافت: «أننا نرى أن هذا ليس تعبيرا عن العداء بمعنى أوسع تجاه سياسة الولايات المتحدة، أو الولايات المتحدة. إنه رد فعل على هذا الفيديو»، وفي نفس البرنامج في تلفزيون «فوكس»، قال النائب مايك روغرز (جمهوري من ولاية ميتشيغان) ورئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، ومسؤول سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، «العنف في ليبيا فيه جميع بصمات هجوم على غرار هجمات القاعدة». وأضاف: أن «طبيعة الهجوم المنسق، وحقيقة أنه جاء بمناسبة الذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر، واستهدف دبلوماسيين أميركيين، تثير كثيرا من الأسئلة».

وقال، «هناك معلومات أخرى، ومعلومات سرية، تجبرك على التوقف لدقيقة لتفكر في هذه النقطة». وقال إن «إدارة الرئيس أوباما ترتكب خطأ بالتركيز، في نطاق ضيق جدا، على الفيلم». وأوضح أن الكونغرس يمكن أن يضع مزيدا من الشروط على المساعدات الأميركية إلى بلدان مثل مصر، والتي تحصل على مساعدات عسكرية سنوية تبلغ مليارا ونصف المليار تقريبا. وقال، «لا ينبغي فقط أن نعطي المال، ثم نأمل في مستقبل أفضل. لن ينجح هذا. إنها أموالنا، إنها أموال دافعي الضرائب، ونحن يجب أن نقول للذين يتسلمون مساعداتنا، (هذا ما نريد حقا أن يحدث)».

وعن إيران، قالت رايس إنه لا توجد مشكلة بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول إدانة جهود إيران لإنتاج قنبلة نووية، وحول أهمية مواجهة هذه الجهود. ولم ترد مباشرة على سؤال عن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الأسبوع الماضي بأن إدارة أوباما لم تحدد «خطوطا حمراء» لإيران حتى لا تعبرها إيران. أوضحت أنه لا يوجد اختلاف بيننا حول منع إيران من الحصول على سلاح نووي. هذا هو الخط الأدنى لم نقل (الأحمر) ، والرئيس لا يمكن أن يكون أكثر وضوحا حول ذلك.