المقريف يعلن اعتقال 50 متهما بالتورط في الهجوم على القنصلية الأميركية

كتيبة أنصار الشريعة تنفي علاقتها بـ«القاعدة»

TT

أعلن الدكتور محمد المقريف، رئيس المؤتمر الوطني الليبي (البرلمان) أمس عن اعتقال نحو 50 شخصا لهم علاقة بالهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، وقال المقريف في مقابلة أجرتها معه قناة «سي بي إس» الأميركية: «إن هناك من الأدلة ما يقطع لدينا أي شكوك بأن العمل كان مدبرا بشكل مسبق»، لافتا إلى أن هذا العمل كان عملا مخططا له من قبل أجانب وأشخاص دخلوا إلى البلاد قبل بضعة أشهر، وكانوا يخططون لهذا العمل الإجرامي منذ وصولهم.

واعتبر المقريف أن المشتبه فيهم مرتبطون بتنظيم القاعدة أو لهم علاقة به أو متضامنون معه، مضيفا: «نحن لا نعلم النوايا الحقيقية لهؤلاء المتآمرين، لقد دخلوا إلى ليبيا من اتجاهات مختلفة وبعضهم من مالي والجزائر».

ووصف المقريف الهجوم على القنصلية الأميركية بـ«الفعل القبيح والإجرامي»، وأنه لا يعكس بأي حال مشاعر الليبيين تجاه الولايات المتحدة والمواطنين الأميركيين. وقال المقريف إنه على الرغم من صعوبة الأوضاع الأمنية في ليبيا سواء بالنسبة لليبيين أو الأجانب فإنه لا يوجد خطر محدد ضد أي أميركي أو أجنبي في ليبيا في الوقت الحالي.

في غضون ذلك، أكد اللواء يوسف المنقوش رئيس أركان الجيش الليبي تأجيل الحملة التي كان مقررا أن تبدأ لتجميع السلاح في بنغازي وطرابلس إلى يوم السبت المقبل.

وأرجع المنقوش في رسالة تلفزيونية هذا التأجيل إلى ما وصفه بأسباب لوجيستية وأمنية، معتبرا أن تمديد الوقت يستهدف إتاحة الفرصة لكل من يرغب في تسليم سلاحه.

إلى ذلك، بينما أقدمت ثلاث شركات ومواقع رئيسية هي «غوغل» و«ياهو» و«فيس بوك» على إغلاق حسابات وإيميلات تابعة لكتيبة أنصار الشريعة إحدى كتائب الثوار في مدينة بنغازي الليبية على شبكة الإنترنت، نفى الناطق الرسمي باسم الكتيبة لـ«الشرق الأوسط» أي علاقة لها بالهجوم الذي تعرض له مؤخرا مقر القنصلية الأميركية في المدينة ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص أميركيين، من بينهم السفير الأميركي في طرابلس، كريس ستيفنز.

كما نفى عمران الشين، المسؤول الإعلامي للكتيبة والناطق الرسمي باسمها في تصريحات خاصة عبر الهاتف من بنغازي، أن تكون الكتيبة محسوبة بأي شكل على تنظيم القاعدة، الذي تتهمه الولايات المتحدة بالمسؤولية عن الهجوم الذي استهدف قنصليتها في بنغازي.

وقال الشين لـ«الشرق الأوسط» إن الاتهامات الموجهة للكتيبة هي اتهامات إعلامية مسؤول عنها بعض المواقع والقنوات ذات التوجه العلماني، مؤكدا في المقابل أن أي جهة رسمية سواء أمنية أو عسكرية في ليبيا أو خارجها لم تقدم أي اتهامات مماثلة للكتيبة.

وأضاف الشين: «حتى الآن لم توجه إلينا أي تهمة لا من الدولة ولا من الأميركيين أنفسهم، فالتهمة موجهة من وسائل الإعلام التي يسيطر عليها بعض المنسوبين إلى التيار العلماني والليبرالي، وهم سبب هذا الهجوم، وليس لنا مصلحة في محاربة الشباب الملتزم دينيا».

ولفت إلى أن الكتيبة سارعت إلى نفي تورطها في الهجوم على القنصلية الأميركية بعد حدوثه بساعات، مضيفا: «ليس لدينا أي علاقة، فنحن نعمل في عملنا، وأحد أعمالنا حماية وتأمين مستشفى الجلاء، وتفاجأنا بوصول حالات إصابة جراء أحداث السفارة إلى هذا المستشفى». وأكد الشين إقدام موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» على إغلاق معظم الصفحات الرسمية للكتيبة، وقال: «نعم منذ الأمس الـ(فيس بوك) و(ياهو) و(غوغل) أغلقوا جميع حساباتنا ولم يدلوا بأي سبب أو تنبيه أو تحذير. فالأمر مفاجأة».

وسئل عن المسؤول عن هذه الإجراءات فقال: «لا نعرف، فشركة الـ(فيس بوك) أحد أساسياتها عند إنشاء أي حساب أن يعطي لك تنبيها عبر بريد إلكتروني في حالة الغلق، ولكن حتى البريد الإلكتروني تم إغلاقه». واستنكر الشين في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» ما سماه بـ«دأب بعض وسائل الإعلام على دمغ كتيبة أنصار الشريعة بالإرهاب والتطرف»، وقال: «عندما يسمع أي شخص اسم الكتيبة المركب يتصور أنها تضم الصوفيين والسلفيين و(الإخوان)».