«فيلق القدس».. يد إيران «الخفية» ضد الثورة السورية

قوامه 12 ألف عنصر.. ومهمته «تصدير الثورة»

الجنرال قاسم سليماني
TT

يقف «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني كحجر زاوية عند الحديث عن الدعم الإيراني للنظام السوري، حيث تأخذ قوات الفيلق مهمة في سوريا تنحاز للرئيس بشار الأسد، خاصة مع تأكيدات قيادات الحرس الثوري الإيراني وآخرها قائده العام اللواء محمد علي جعفري، أمس (الأحد)، وجود عناصر من الفيلق في سوريا.

و«فيلق القدس»، الذي يقوده الجنرال قاسم سليماني، هو الفرع الخارجي لقوات الحرس الثوري الإيراني، وأقوى أجنحة هذا الجهاز شبه العسكري والأقوى نفوذا في إيران، ونظرا لطبيعة التنظيم المخابراتي له فليس هناك تاريخ علني لإنشائه، مما جعل كثيرا من الروايات تنسج حول ذلك، منها ما يقول إنه تم تشكيله أواخر عهد الخميني بهدف مطاردة الشخصيات والقوى المعارضة داخل البلاد وخارجها، وروايات أخرى تقول إنه قد تشكل إبان الحرب العراقية - الإيرانية (1980– 1988)، وإن نشاطاته قد تطورت تدريجيا، وتغيرت وظائفه وحدود مسؤولياته خلال السنوات الأخيرة خاصة بعد الغزو الأميركي لأفغانستان والعراق، بحيث أصبح اليوم مسؤولا عن شؤون العراق وأفغانستان والبلدان العربية والإسلامية في ما يتعلق بالحرب غير المباشرة مع الولايات المتحدة.

ويشير محللون غربيون إلى تورط «فيلق القدس» في عدد كبير من العمليات السرية حول العالم مثل تفجيرات المركز الثقافي اليهودي في بيونس آيريس عام 1994، ومساعدة الجماعات المسلحة الشيعية في العراق، وفي تسليح حركة طالبان في أفغانستان.

كما ينظر للفيلق على أنه يأتي على قمة الشبكة العسكرية والصناعية للحرس الإيراني الثوري، الذي يدافع عن رجال الدين الشيعة الذين يحكمون إيران ويسيطرون على السلطة.

وتشير تقارير إلى أن «فيلق القدس» يضم حاليا 12 ألف عنصر، ويدير عددا من مراكز التدريب داخل وخارج إيران خاصة في أفغانستان، ولبنان، والسودان، والعراق. وفي أغسطس (آب) من العام الماضي، افتتح «فيلق القدس» مركزا في سوريا، بقيادة الجنرال محمد رضا زاهيدي، الذي أوكل إليه مهمة تدريب القوات السورية في محاولة للسيطرة على الحشود وترهيب المعارضين للرئيس بشار الأسد.

ومهمة الفيلق المعلنة هي «تصدير الثورة» للعالم، أما شعاره فهو «في طريقنا إلى القدس عبر بغداد»، والفكرة الأساسية أن القدس سوف تحرر وإسرائيل سوف تمحى من الخريطة، فالهدف إذن هو أن تنتشر الثورة الخمينية خارج منطقة الشرق الأوسط، أي في العالم بأسره، مع الهدف الأسمى بالنسبة إلى هذه الفرقة وهو تدمير الولايات المتحدة وإزالتها من الوجود.x