نتنياهو: إيران ستمتلك قدرة تصنيع قنبلة نووية في غضون 6 أو 7 أشهر

كرر المطالبة بـ«خطوط حمراء» لطهران.. ونفى وجود أزمة مع إدارة أوباما

TT

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس إن إيران ستكون على وشك امتلاك قدرة تصنيع أسلحة نووية في مدة تتراوح بين ستة وسبعة شهور، في مسعى منه لتعزيز مطالبته الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بوضع «خط أحمر واضح» لطهران، ما قد يعمق أسوأ خلاف إسرائيلي أميركي منذ عقود من الزمان.

وقد حذر نتنياهو، في مقابلتين تلفزيونيتين أميركيتين، من أن إيران ستكون قد قطعت 90 في المائة من الطريق نحو امتلاك يورانيوم مخصب بدرجة كافية لتصنيع قنبلة في منتصف عام 2013. وحث الولايات المتحدة على وضع حدود لطهران بحيث لا تتعداها، وإلا واجهت إجراء عسكريا، وهو الخيار الذي لا يزال أوباما يرفضه حتى الآن. وتابع نتنياهو، في مقابلة مع برنامج «واجه الصحافة» الذي تبثه قناة «إن بي سي»: «يجب وضع خط أحمر أمامها (إيران) الآن قبل فوات الأوان»، مضيفا أن مثل هذه الخطوة الأميركية يمكن أن تقلل من الحاجة إلى مهاجمة المواقع النووية الإيرانية، حسب ما أوردته وكالة «رويترز».

وكان الأسبوع الماضي قد شهد جدلا علنيا بين نتنياهو وأوباما، حول ما إذا كان سيتم «وضع خطوط حمراء» لإيران بسبب برنامجها النووي المتنازع عليه. لكن أوباما قال يوم الجمعة الماضي إنه لن يفرض خطوطا حمراء أو يعطي مهلة نهائية لطهران. وفي مؤتمر عبر الهاتف مع 1200 حاخام قبل السنة اليهودية الجديدة، قال أوباما إن «أي زعيم لا يغل يديه»، وفقا لما ذكرته وكالة «تلغراف» اليهودية.

وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن ثقته بأن العالم سيتفهم في النهاية دعواته بضرورة فرض «خطوط حمراء» أمام البرنامج النووي الإيراني، محذرا بأنه «لا ينوي السكوت» على هذا الملف بعد اليوم. وقال نتنياهو في مقابلة معه نشرتها صحيفة «جيروزاليم بوست» التي تصدر بالإنجليزية بمناسبة العام اليهودي الجديد إنه لن يتوقف عن دفع المجتمع الدولي إلى وضع خطوط حمراء أمام إيران، لأن العكس سيعني الاتجاه نحو عمل عسكري.

وقال نتنياهو في تصريح لصحيفة «جورزاليم بوست» الإسرائيلية: «بدأت بالحديث عن التهديد الإيراني قبل 16 عاما مضت». وأضاف: «إذا لم أكن الصوت الوحيد آنذاك فإنني كنت واحدا ضمن قليلين، ثم انضم آخرون. ثم بدأت أتحدث عن الحاجة إلى فرض عقوبات اقتصادية على إيران. والآن أتحدث عن خطوط حمراء لإيران، وحتى الآن أنا واحد من قليلين، وآمل أن ينضم آخرون».

وبينما فسرت الصحيفة هذا على أنه إشارة إلى أن شن هجوم إسرائيلي أحادي ليس وشيكا، أضاف نتنياهو: «يستغرق الأمر وقتا لإقناع الناس بحكمة هذه السياسة».

ورفض نتنياهو في حديث لقناة الأمن القومي التابعة لصحيفة «فورين بوليسي» بصورة غاضبة، اتهامات له بأنه يخلق أزمة مع إدارة الرئيس باراك أوباما قبل الانتخابات الأميركية، وقال إنه «لا أساس لها على الإطلاق». وأوضح أن التعاون الأمني والاستخباراتي بين الولايات المتحدة وإسرائيل «وثيق للغاية» و«مهم للغاية»، لكنه «من الطبيعي» أن يكون هناك «آفاق مختلفة».

وقال، حسب وكالة الأنباء الألمانية، إنه «عندما تكون هناك اختلافات في الآراء لا نضطر إلى إبقاء الأمر في الخفاء. أعتقد أنه يجب رسم حدود واضحة لتقدم إيران تجاه إنتاج الأسلحة النووية، وهذا أمر لا أعتزم التزام الصمت حياله».

وقال نتنياهو في هذا السياق أمس في مقابلة مع برنامج «واجه الصحافة» المذكور آنفا: «أشعر دائما بالسعادة والرضا عندما أجري محادثات مع الرئيس أوباما»، وذلك في سياق التقليل من شأن التقارير التي مفادها أن أوباما قد سعى إلى تجنب لقائه خلال الاجتماع المقبل للجمعية العامة للأمم المتحدة. وسعى نتنياهو إلى اتخاذ موقف أكثر حيادية في الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث نأى بنفسه عن إشارات من المرشح الجمهوري ميت رومني مفادها أن أوباما يتخلى عن إسرائيل على الساحة الدولية. ودعا نتنياهو الحزبين الأميركيين إلى دعم إسرائيل، وأضاف أن اهتمامه الأول ينصبّ على منع إيران من تطوير أسلحة نووية وليس التأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وردا على سؤال حول ما يعنيه بالخط الأحمر، قال نتنياهو: «هناك فرق بين الموعد النهائي الذي يتعامل مع الوقت، والخط الأحمر الذي يتعامل مع العملية ومع التقدم الفعلي في البرنامج النووي. أعتقد أن السؤال هو: ما المرحلة الحاسمة التي سيكون من الصعب بعدها منع إيران من تجميع قنبلة نووية؟». وأضاف: «الخط الأحمر هو شيء تدرك إيران أنها لا تستطيع تجاوزه من دون أن تتحمل العواقب. صدقوني، عندما سيرونه سيتوقفون».

يشار إلى أنه ثار جدل بين إسرائيل والولايات المتحدة حول ضرورة قيام الولايات المتحدة بوضع خطوط حمراء لإيران بشأن برنامجها النووي. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند للصحافيين الاثنين الماضي: «الرئيس (الأميركي) قال بوضوح إنه لن يسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي»، مضيفة أنه «لا فائدة» من فكرة فرض مهل نهائية أو وضع خطوط حمراء.

يشار إلى أن إسرائيل تعتبر إيران المسلحة نوويا خطرا على وجودها في ضوء تصريحات المسؤولين الإيرانيين الداعية إلى ضرورة محو الدولة اليهودية من الخريطة.