نقل آخر مجموعة كبيرة من سكان «أشرف».. و«مجاهدين خلق» تتهم الأمم المتحدة بـ«التواطؤ» مع بغداد

متحدث باسم المعارضين الإيرانيين لـ «الشرق الأوسط» : المعسكر الجديد لا يصلح لإقامة البشر

TT

نقلت السلطات العراقية أمس 680 عنصرا من منظمة مجاهدين خلق الإيرانية المعارضة من معسكر أشرف في محافظة ديالى إلى المعسكر الجديد قرب بغداد، لتتبقى مجموعة صغيرة فقط في المقر القديم.

وأعلن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة مارتن كوبلر في بيان إن 680 عنصرا من المنظمة وصلوا إلى معسكر ليبرتي قرب العاصمة. وأضاف أنه «لم يتبقّ سوى مجموعة صغيرة فقط من جملة السكان الذين كانوا مقيمين أصلا في المخيم، البالغ عددهم 3280، وستقيم هذه المجموعة بشكل مؤقت في المخيم للقيام بالترتيبات اللازمة» لإغلاقه.

واعتبر كوبلر أن عملية النقل الأخيرة هذه التي بدأت قبيل منتصف الليلة قبل الماضية «خطوة مهمة بالنظر إلى اقترابنا من نهاية عملية الانتقال» التي من المفترض أن تدفع نحو توطين هؤلاء العناصر في بلد ثالث. وبحسب متحدث باسم المنظمة، كان نحو 880 من عناصر المنظمة قبيل بدء عملية النقل الأخيرة، ما يعني أن المجموعة الصغيرة المتبقية تضم نحو 200 عنصر.

من جهته قال قائمقام قضاء الخالص حيث يقع معسكر أشرف، غسان الخدران، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «عملية النقل الأخيرة بدأت عن الساعة 23,40 (20,40 تغ مساء السبت)، حيث جرى نقل عناصر المنظمة في 43 حافلة بحماية قوة من الجيش العراقي».

وكان نظام صدام حسين سمح للمنظمة التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية منذ 1997، بالإقامة في معسكر أشرف لحملها على مساندته في محاربة النظام الإيراني خلال الحرب (1980 - 1988). وجرد المعسكر من أسلحته بعد اجتياح الولايات المتحدة وحلفائها العراق في عام 2003. وتولى الأميركيون آنذاك أمن المعسكر، قبل أن يسلموا العراقيين هذه المهمة في 2010. وفي فبراير (شباط) الماضي بدأت منظمة مجاهدين خلق الانتقال من معسكرها في مدينة أشرف إلى مقرها الجديد غرب بغداد، وفقا لاتفاق بين العراق والأمم المتحدة التي تأمل في أن تمهد هذه الخطوة لتوطين عناصر المنظمة خارج العراق.

وجدد كوبلر أمس دعوته «المجتمع الدولي إلى تسريع جهوده لقبول السكان في بلدان ثالثة». وأكد كوبلر أن «مراقبي الأمم المتحدة سيواصلون الإشراف على عملية انتقال الباقين من هؤلاء السكان».

لكن الناطق باسم سكان أشرف، مهدي عقبائي، اتهم كوبلر بالتواطؤ مع الحكومة العراقية. وقال عقبائي في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» إنه «ورغم كل التسهيلات التي قدمتها منظمة مجاهدين خلق على صعيد إتمام عملية النقل من معسكر أشرف الذي يعد بمثابة مدينة متكاملة نسكنها منذ الثمانينات من القرن الماضي إلى المعسكر الجديد، فإنه وفي كل مرة تصادر إرادتنا تماما». وأضاف: «إننا نستغرب استمرار بعثة الأمم المتحدة في العراق في إصدار بيانات الترحيب بعد كل عملية نقل دون أن تكلف نفسها إجراء تحقيق بما يجري من عمليات ترافق عملية النقل التي تتحول إلى عملية نقل قسري بامتياز». وأوضح عقبائي أن «الأمر المستغرب أن الأمم المتحدة تغض النظر عن ممارسات لا يمكن السكوت عنها تقوم بها القوات وأجهزة الأمن والشرطة العراقية بحق السكان المدنيين العزل وجلهم من المرضى وكبار السن»، مؤكدا أن «المعسكر الجديد الذي يتم نقلنا إليه ومثلما قلنا مرارا وتكرارا لا يصلح لإقامة البشر، ومع ذلك فإن الأمم المتحدة لا تملك سوى الترحيب وكأنها تريد أن تنتهي من هذه القضية مهما كانت الظروف وبأية طريقة».

وفي السياق نفسه اتهمت منظمة مجاهدين خلق عناصر من الشرطة وقوات الأمن العراقية بمحاولة اختطاف مجموعة من السكان أثناء عملية النقل. وقال بيان للمنظمة تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «المقاومة الإيرانية تحذر من الجرائم الإرهابية التي يقوم بها النظام الإيراني وجلاوزته في العراق، لا سيما تحت رصد يونامي (بعثة الأمم المتحدة)، وتطالب عشية تكويم جميع سكان أشرف في سجن ليبرتي الأمين العام للأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراء عاجل بهذا الشأن».

إلى ذلك، رحبت الولايات المتحدة بانتقال هذه المجموعة من عناصر «مجاهدين خلق» إلى المعسكر الجديد. وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، في بيان، إن انتقال هؤلاء يمثل «مرحلة مهمة في إطار الجهود لإيجاد حل إنساني لهذه القضية». وثمنت نولاند جهود الحكومة العراقية وقالت «نعول على استمرار العراق بالالتزام بمذكرة التفاهم الموقعة في 25 ديسمبر (كانون الأول) 2011 مع الأمم المتحدة التي تكفل إعادة توطين آمنة لسكان (أشرف) السابقين خارج العراق».