«القاعدة» تؤكد مقتل الجزائري «أبو علقمة» الباتني «في حادث سير» شمال مالي

مصادر أمنية لـ «الشرق الأوسط»: مخلوفي واحد من 5 قياديين مسلحين في الصحراء الكبرى

TT

أكد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مقتل أحد أبرز قادته في الصحراء الكبرى اسمه نبيل مخلوفي، وهو أقدم العناصر التي التحقت بمعاقل الإرهاب بالجزائر. وفي سياق متصل، حرض التنظيم الجزائريين والمغاربة والتونسيين والموريتانيين على «قتل سفراء أميركا وممثليها»، على خلفية الفيلم المسيء للرسول الكريم.

وذكر التنظيم المسلح في بيان نشره أمس موقع إلكتروني قريب من الجماعات الإسلامية المسلحة، أن قياداته «تلقت بقلوب راضية بقضاء الله وقدره، نبأ استشهاد بطل من أبطالنا وفارس من فرساننا وأمير من خيرة أمرائنا، الفارس المقدام والبطل الهمام نبيل أبي علقمة الصحراوي، نائب أمير منطقة الصحراء». وأشار البيان إلى أنه توفي في حادث سير في شمال مالي الأسبوع الماضي، وأضاف أن عددا من أفراد التنظيم أصيبوا بجروح خلال الحادث، دون تقديم تفاصيل أخرى.

وذكر البيان أن «أبو علقمة»، واسمه الحقيقي نبيل مخلوفي، «سبق حبسه في الجزائر، وكان من بين أوائل المقاتلين الذين انضموا للتنظيم في منطقة الصحراء في عقد التسعينات من القرن الماضي، وكان شابا في عقده الثاني». وكتبت صحف الأسبوع الماضي أن «أبو علقمة» قتل في عملية للاستخبارات العسكرية الجزائرية شمال مالي. واعتبر مراقبون حينها أن السلطات الجزائرية وجهت ضربة قوية لـ«القاعدة المغاربية» التي خرجت من عباءة «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» مطلع 2007.

وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن مخلوفي أو «نبيل الباتني» (نسبة إلى منطقة باتنة التي يتحدر منها وتقع بالشرق الجزائري)، هو أحد خمسة قياديين يشرفون على الكتائب الإرهابية بجنوب الجزائر، وجزء من شمال مالي (الصحراء الكبرى)، وهم عبد الحميد أبو زيد، ومختار بلمختار (الملقب خالد أبي العباس)، وشخص يلقب «يحيى أبو الهمام» وآخر اسمه «عبد الكريم الطرقي»، وهو من مالي.

وأفادت المصادر بأن مخلوفي كان أحد المعتقلين الذين فروا من سجن تازولت في باتنة عام 1994، وهي حادثة شهيرة تمثلت في فرار أكثر من ألف سجين، أغلبهم حاكمهم القضاء بتهمة الانتماء إلى الجماعات الإرهابية، ضمنهم «أبو علقمة». وتقول الأجهزة الأمنية إن الفارين من السجن عززوا صفوف «الجماعة الإسلامية المسلحة» آنذاك، مما أعطاها نفسا جديدا.

من جهة أخرى، أشاد تنظيم القاعدة بحادثة مقتل السفير الأميركي في ليبيا، أثناء اقتحام مسلحين القنصلية الأميركية في بنغازي، احتجاجا على الفيلم المسيء للنبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم).

ونقلت «وكالة نواكشوط» الإخبارية الموريتانية عن بيان أصدره التنظيم، أن قتل السفير الأميركي «هو أحسن هدية تقدمونها لحكومته المتغطرسة الظالمة، لعلهم يفيقون من غيهم ويعودون إلى رشدهم ويدركون حقيقة معركتهم مع أمة محمد صلى الله عليه وسلم». وجاء في البيان: «فعلها مرة أخرى عباد الصليب.. أنتجوا فيلما عن رسول الإسلام أساءوا فيه لنبينا (صلى الله عليه وسلم)، كما أساءوا من قبل إلى موسى وعيسى ابن مريم وزكريا وسليمان، عليهم جميعا من الله الصلاة والسلام. وقد شجعهم على فعلتهم المنكرة ما يلقون من أميركا من حماية وتأييد ورضا بما يفعلون».

وحرض البيان المسلمين على مواصلة الاحتجاج وتصعيده، داعيا شباب الإسلام «إلى اقتفاء أثر أسود بنغازي بإسقاط أعلام أميركا في سفاراتها في عواصمنا كلها، وإحراقها بعد دوسها بالأقدام، وقتل سفرائها وممثليها أو طردهم وتطهير أرضنا من رجسهم، انتقاما لعرض خير الأنام عليه الصلاة والسلام، ونخص بالذكر في هذا المقام إخواننا في الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا».