سوريا تتهم تركيا بتسهيل دخول آلاف «الإرهابيين» إلى أراضيها

أنقرة تمهل لاجئين سوريين أسبوعا لمغادرة أنطاكيا.. وجولي تواصل لقاءاتها بهم

TT

اتهمت سوريا أمس جارتها تركيا بالسماح لآلاف من المتطرفين الإسلاميين بعبور الحدود ودخول الأراضي السورية.. جاء ذلك، في وقت تخطط فيه أنقرة لترحيل بعض من عشرات آلاف النازحين السورين في مدينة أنطاكيا التركية إلى مدن أخرى وسط مخاوف من توترات طائفية واندلاع صدامات مسلحة.

وقالت وزارة الخارجية السورية في رسالة وجهتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن تركيا سمحت لآلاف الإرهابيين من تنظيم القاعدة و«التكفيريين» و«الوهابيين» بدخول البلاد من أجل قتل السوريين «الأبرياء» وتفجير منازلهم ونشر الفوضى والدمار، حسب ما أوردته وكالة «أسوشييتد برس».

في غضون ذلك، تسعى تركيا، التي تستضيف بالفعل 80 ألف سوري في مخيمات اللاجئين، حاليا إلى ترحيل بعض من عشرات الآلاف الآخرين الذين يعيشون خارج مخيمات الإيواء إلى مناطق أخرى، من أجل تخفيف الضغط على المجتمعات المحلية وتحسين إدارة الأمن في منطقتها الحدودية المليئة بالتوترات. ويعيش كثير من السوريين الذين فروا من العنف الدائر في بلادهم بالقرب من الحدود ولكن خارج المخيمات الـ12، حيث يقيمون إما عند أقاربهم وإما في شقق مستأجرة، ويوجد عدد كبير منهم في مدينة أنطاكيا التي تعد أكبر مدن محافظة هاتاي جنوب شرقي تركيا. وهذا التدفق المستمر منذ أن بدأت الثورة ضد الرئيس السوري بشار الأسد قبل 18 شهرا يسبب ضغطا على موارد البلديات، كما يمثل اختبارا لقدرة الحكومة التركية على مراقبة حركة المرور عبر الحدود، وسط مخاوف من حدوث توترات طائفية ونشاط مسلح في المنطقة.والآن تريد السلطات التركية، التي تدعم المعارضة السورية في حربها ضد نظام الأسد، من اللاجئين الذين يعيشون خارج المخيمات إما أن يدخلوا هذه المخيمات وإما أن ينتقلوا إلى محافظات أخرى. وتشير بعض التقديرات إلى أنه يوجد في تركيا ما يصل إلى 40 ألف سوري يعيشون خارج مناطق الإيواء، في حين تقدر وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة العدد بما يصل إلى 60 ألفا، بالإضافة إلى مئات الآلاف من السوريين الآخرين الذين فروا إلى البلدان المجاورة، مثل الأردن والعراق ولبنان.

ويقول لاجئ سوري يبلغ من العمر 35 عاما ويدعى محمود محمد: «منذ بضعة أيام، جاء رجال الشرطة وأخبرونا أن أمامنا أسبوعا لمغادرة أنطاكيا، وأعطونا أسماء 3 أو 4 أماكن يمكننا الذهاب إليها». ويعيش محمود هو وزوجته وابنهما ذو العامين وأسرة شقيقه داخل شقة مكونة من غرفتين مقابل 150 دولارا (116 يورو) في الشهر. وذكرت زوجته سمر محمد أنهم حاولوا أن يعيشوا في أحد مخيمات اللاجئين، لكنهم وجدوا أن الأوضاع هناك صعبة، وتابعت تقول: «ابني مصاب بالتهاب في الشعب الهوائية ويعاني من مضاعفات، وهو في حاجة إلى غذاء خاص وبيئة نظيفة. المخيم لم يكن يلبي احتياجاتنا، وازدادت حالته سوءا. إننا نعيش في هذه الشقة منذ شهرين، وسوف يكون من الصعب جدا العودة إلى المخيمات».

وقد قام كل من أنطونيو غوتيريس المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ونجمة هوليوود أنجلينا جولي المبعوثة الخاصة لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بزيارة المخيمات بالقرب من الحدود السورية الأسبوع الماضي، ووجها الشكر إلى تركيا لاستقبال وإعالة السوريين الذين فروا من منازلهم، وحثا في الوقت ذاته البلدان المانحة على فعل المزيد من أجل المساعدة. وعبثا ضغطت تركيا كي تقيم الأمم المتحدة «مناطق آمنة» داخل سوريا يستطيع المدنيون اللجوء إليها، غير أن الانقسامات داخل المجتمع الدولي والمخاطر الأمنية لمشروع كهذا تمنع أي خطوة لتنفيذه في الوقت الراهن.

إلى ذلك، التقى رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني صباح أمس سفيرة النوايا الحسنة لدى منظمة الأمم المتحدة أنجلينا جولي، التي كان يفترض وصولها إلى أربيل مساء السبت، ولكن عاصفة رملية مفاجئة هبت على بغداد أخرت سفرها بالطائرة إلى عاصمة الإقليم التي وصلت إليها صباح أمس.

وحضرت «الشرق الأوسط» مراسم لقاء جولي وبارزاني الذي أعرب في بدايته عن سعادته بلقاء السفيرة الأممية، واعتبر زيارتها إلى كردستان «زيارة مهمة» ستعطي دفعة قوية للتعريف بقضية اللاجئين السوريين ومأساتهم الإنسانية لدى الرأي العام العالمي، وستقدم دعما معنويا كبيرا للاجئين الكرد الموجودين حاليا بمخيمات محافظة دهوك الحدودية. وأشار رئيس حكومة كردستان إلى أن «هناك 24 ألفا من اللاجئين السوريين معظمهم من الأكراد السوريين».