إسلام آباد تطلب من واشنطن وقف غارات طائراتها من دون طيار

طالبان تقتل 14 قرب الحدود مع أفغانستان

TT

طالب الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري واشنطن مجددا بوقف الغارات التي تشنها بطائرات من دون طيار على مسلحين في مناطق القبائل الباكستانية، ودعا إلى إزالة «انعدام الثقة» مع الولايات المتحدة. وتأتي تصريحات زرداري بعد محادثات مع المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان مارك غروسمان الذي وصل إلى العاصمة الباكستانية أول من أمس لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الباكستانيين.

وصرح المتحدث باسم الرئاسة الباكستانية فرحة الله بابر للصحافيين بأن الجانبين «ناقشا المحادثات الثنائية والقتال ضد المسلحين والوضع الإقليمي وتجارة المخدرات والهجمات بطائرات من دون طيار». وقال إن زرداري «جدد دعوته إلى إنهاء الهجمات بطائرات من دون طيار التي قال إنها تؤدي إلى نتائج عكسية في القتال ضد المسلحين وفي المعركة لكسب القلوب». وأضاف أن زرداري قال: «نحتاج إلى مناقشة البدائل عن تلك الغارات الجوية». ونقل عن زرداري قوله إن «هدف إيجاد معادلة طويلة الأمد ومستدامة بين باكستان والولايات المتحدة لا يزال غير ممكن التحقق إلا بعد معالجة مشكلة انعدام الثقة بشكل فعال».

وتثير الهجمات الأميركية بطائرات من دون طيار استياء كبيرا في باكستان التي تقول إنها تنتهك سيادتها كما تثير المشاعر المعادية للولايات المتحدة, إلا أن مسؤولين أميركيين يقولون إنها من الأهمية بحيث لا يمكن وقفها.

وأجرى رئيس الوزراء الباكستاني رجا برويز كذلك محادثات مع غروسمان وقال إن بلاده تعتبر العلاقات مع الولايات المتحدة «مهمة جدا»، وإن باكستان تعتبر واشنطن شريكا رئيسيا في التنمية. وجاء في بيان أصدره مكتب أشرف: «لدينا هدف مشترك في مكافحة الإرهاب ونحتاج إلى التعاون بشكل أكبر للتخلص من هذه الآفة». وأضاف البيان أن غروسمان قال إن العلاقات المستقبلية بين باكستان والولايات المتحدة يجب أن تقوم على مبدأ الدخول إلى الأسواق والتجارة.

وقال البيان إن الحكومة الأميركية تعمل على وضع معاهدة استثمار مشترك «لتسهيل» الاستثمارات الأميركية في باكستان وتحسين الدخول إلى الأسواق, مضيفة أن واشنطن وعدت بتخصيص 200 مليون دولار لبناء سد ديامر باشا في شمال باكستان.

وقال بيان للسفارة الأميركية في إسلام آباد إن غروسمان أجرى كذلك محادثات مع وزيرة الخارجية هينا رباني خار وقائد الجيش أشفق كياني, ومسؤول وزارة الخارجية جليل عباس جيلاني وعدد من نواب البرلمان. كما أثار المبعوث الأميركي قضية الطبيب الباكستاني شكيل أفريدي الذي حكم عليه في مايو (أيار) بالسجن 33 عاما بعد اعتقاله عقب مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في غارة أميركية في وقت سابق من هذا العام. إلا أن البيان لم يذكر رد المسؤولين الباكستانيين.

واعترفت الولايات المتحدة في وقت سابق بأن أفريدي عمل مع الاستخبارات الأميركية وجمع عينات حمض نووي ريبي (دي إن إيه) لتأكيد وجود بن لادن في مدينة أبوت آباد شمال أفغانستان, إلا أنه اعتقل لاتهامه بالارتباط بأحد أمراء الحرب. وناقش غروسمان كذلك خلال المحادثات مسالة الفيديو المسيء للإسلام المنتج في الولايات المتحدة والذي يبث على الإنترنت وأدى إلى مظاهرات غاضبة في عدد من الدول. وأكد على تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن «حكومة الولايات المتحدة ليست لها علاقة مطلقا بالفيلم».

من ناحية أخرى أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية أن الوزيرة خار ستزور الولايات المتحدة في 18 - 22 سبتمبر (أيلول)، وستجري خلال الزيارة محادثات مع كلينتون وعدد من كبار المسؤولين الأميركيين، كما ستلتقي عددا من أعضاء الكونغرس والأكاديميين وتزور عددا من المؤسسات الفكرية, بحسب البيان.

وبعد ذلك ستتوجه إلى نيويورك للانضمام إلى وفد برئاسة زرداري للمشاركة في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة, بحسب البيان.

إلى ذلك قال مسؤولون في الشرطة الباكستانية إن قنبلة زرعتها حركة طالبان قتلت 14 شخصا في شمال باكستان أمس عندما انفجرت تحت شاحنة كانت تقل قرويين لسوق قرب الحدود مع أفغانستان.

وقال متحدث باسم حركة طالبان الباكستانية إن الهجوم الذي وقع في منطقة جندول في دير السفلى جاء انتقاما بعد أن شكل قرويون ميليشيا موالية للحكومة. وأضاف أن مثل هذه الهجمات ستستمر. وقال سراج الدين أحمد، المتحدث باسم طالبان في مكالمة هاتفية من مكان لم يكشف عنه: «أبلغناهم بعواقب دعم الحكومة لكنهم لم يتوقفوا عن دعم القوات المسلحة». وذكر مسؤول حكومي من المنطقة أن جميع القتلى من المدنيين وأن أيا منهم ليس عضوا في ميليشيا أو في القوات المسلحة. وصرحت الشرطة بأن بين القتلى ثلاث نساء وثلاثة أطفال وأصيب سبعة آخرون. ويقول محللون إن دعم طالبان تراجع في بعض المناطق في الشمال وذلك إلى حد ما؛ لأن التفجيرات التي تشنها أودت بحياة عدد كبير من المدنيين.

ومنذ عام 2009 زاد الجيش من سيطرته على مناطق كثيرة من المناطق القبلية الباكستانية، ولكن هجمات المتمردين ما زالت شائعة.