وزير الدفاع الأميركي يحذر: نزاعات الأراضي بآسيا قد تتسبب في حرب

اتساع المظاهرات في الصين ضد اليابان.. وطوكيو تطالب بحماية رعاياها

متظاهرون يحملون أعلاما صينية وصورا للزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ أمام القنصلية اليابانية في شانغهاي أمس (رويترز)
TT

حذر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، أمس، من أن النزاعات على الأراضي بين عدد من دول آسيا، بما فيها الصين، يمكن أن تؤدي إلى حرب إذا لم يتم التخفيف من حدتها. وجاء تحذير بانيتا في مستهل جولة آسيوية من شأنها تقديم الدعم لحلفاء واشنطن في آسيا، وعلى رأسها اليابان المتنازعة مع الصين على جزر في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي. وقال الوزير الأميركي: «أنا قلق لأنه عندما تدخل هذه الدول في استفزازات لبعضها بشأن هذه الجزر المختلفة، فإن ذلك يزيد من احتمال اتخاذ قرار خاطئ من جانب أو آخر يمكن أن يقود إلى العنف وينتج عنه نزاع».

وأضاف ردا على الخلاف المتفاقم بين الصين واليابان بشأن عدد من الجزر: «هذا النزاع يمكن أن يتسع». وفي تصريح للصحافيين قبل وصوله إلى طوكيو في المرحلة الأولى من جولته الآسيوية، دعا بانيتا إلى ضبط النفس، وسط تزايد التوتر بسبب الحقوق على الأراضي في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد عبرت عن المخاوف الأميركية من الاستفزازات في المنطقة خلال جولة آسيوية قبل أسبوعين، وبحثت القضية مع قيادات صينية، ولكن من دون جدوى.

وتأخذ القضية بعدا شعبويا مهما في الصين واليابان، إذ تظاهر آلاف في مدن عدة في الصين، أمس، احتجاجا على شراء طوكيو الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي، التي تطالب بها بكين غداة محاولة لاقتحام سفارة اليابان في العاصمة الصينية. وأثارت اليابان الأسبوع الماضي غضب الصين بإعلانها شراء الجزر.

وتمنع السلطات الصينية التظاهرات عادة، لكن التجمعات أمس جرت في عدد من المدن الصينية بمواكبة من الشرطة. وتحدثت معلومات أولية عن وقوع أعمال عنف. ففي إقليم شينزن الجنوبي، اشتبك المتظاهرون الذين رفعوا لافتة تدعو إلى «حمام دم» في طوكيو، مع شرطة مكافحة الشغب التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشد، كما ذكر تلفزيون هونغ كونغ.

وعرض لقطات لأكثر من ألف متظاهر يحرقون الإعلام في مدينة غوانغجو الجنوبية، ويهاجمون فندقا قريبا من القنصلية اليابانية.

ودعا رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا الصين، أمس، إلى ضمان أمن الرعايا اليابانيين والمصالح الاقتصادية لبلده، غداة مظاهرات عنيفة احتجاجا على شراء طوكيو جزرا تطالب بها بكين.

وأكدت وكالة الصحافة الفرنسية أن مئات المتظاهرين تجمعوا مجددا أمام سفارة اليابان في العاصمة الصينية. وقام المحتجون الذين يحيط بهم عدد كبير من رجال الشرطة برشق عبوات مياه على مبنى السفارة، وهم يرددون هتافات معادية لليابان، وينشدون النشيد الوطني الصين ويلوحون بأعلام الصين.

وفي شنغهاي، سار أكثر من مائتي متظاهر باتجاه القنصلية اليابانية، وهم يهتفون: «لتسقط اليابان». إلا أن الشرطة أغلقت الطرق المؤدية إلى المبنى بحواجز من الحاويات. وذكرت وسائل الإعلام اليابانية أن نحو 40 ألف متظاهر شاركوا أول من أمس في الاحتجاجات في جميع أنحاء الصين. إلا أن السلطات منعت المدونات الصينية من الحديث عنها، ولم يشر إليها التلفزيون الصيني.

وفي مدن صينية أخرى، هاجم متظاهرون غاضبون مطاعم يابانية وسيارات من إنتاج شركات يابانية. وفي كينغداو (شمال شرق) استهدفت حرائق متعمدة وعمليات تخريب 10 مصانع مرتبطة بشركات يابانية، بينها المجموعة العملاقة للصناعات الإلكترونية «باناسونيك»، كما ذكرت صحيفة «يوميوري شيمبون»، نقلا عن سفارة اليابان في بكين.

وقال رئيس الوزراء الياباني لشبكة التلفزيون فوجي إن «هذا الوضع يشكل خيبة أمل كبيرة لنا، ونحن نحتج» لدى السلطات الصينية. وأضاف: «نريد أن تعيد الصين النظر في الوضع والعمل على ألا يتعرض المواطنون والشركات اليابانية لأي خطر».

وكان شراء الحكومة اليابانية من عائلة 3 جزر في أرخبيل دياويو، الذي يسمى سينكاكو باللغة اليابانية، أثار هذا الأسبوع تجمعات أمام السفارة والقنصليات اليابانية في الصين، لكنها جرت حتى الآن بهدوء.

وأرسلت الصين يوم الجمعة الماضية ست سفن مراقبة إلى أرخبيل دياويو لفرض «احترام القانون»، كما قالت بكين، مما اضطر طوكيو إلى استدعاء السفير الصيني للاحتجاج على ما تعتبره اليابان توغلا في أراضيها.

والصين واليابان هما أكبر اقتصادين في آسيا، وتقيمان علاقات وثيقة اقتصادية وتجارية. لكن السيادة على هذه الجزر غير المأهولة والمحاطة بمياه تكثر فيها الأسماك، والشهيرة بأعماقها الغنية بالغاز، باتت موضوع احتكاك متواتر بينهما. وطلبت اليابان من رعاياها في الصين التزام الحذر بعد الاعتداء على 6 يابانيين في شنغهاي هذا الأسبوع، بينما تقترب ذكرى «حادث موكدن» في 18 سبتمبر (أيلول)، الذي حمل اليابان في 1931 على اجتياح منشوريا (شمال شرق).