البورصة المصرية تواصل انطلاقها وتربح 1.6 مليار دولار

تقترب من مستويات قبل الثورة بدعم من عودة الثقة إلى المستثمرين

TT

ربحت البورصة المصرية نحو 9.65 مليار جنيه (1.6 مليار دولار) بنهاية تعاملات أمس لتواصل ارتفاعها للجلسة الثامنة على التوالي، وتجاوز مؤشرها الرئيسي مستوى المقاومة القوي الذي حدده المحللون عند 5800 نقطة، مع نشاط ملحوظ في قيم التداولات التي جاوزت المليار جنيه، ليصل رأسمالها السوقي إلى 401.518 مليار جنيه (66 مليار دولار).

وبلغ إجمالي قيم التداولات نحو 1.024 مليار جنيه (168 مليون دولار)، بعد التداول على أسهم 183 شركة، ارتفعت منها أسهم 168 شركة، فيما تراجعت أسعار أسهم 10 شركات، ولم تتغير أسهم خمس شركات.

وقال محللون إن أداء السوق أمس جاء متأثرا بالأنباء الإيجابية التي تم إعلانها مؤخرا، وسعي الدول العربية والأجنبية إلى دعم الاقتصاد المصري. وقال المحلل الاقتصادي محمد عبد المطلب إن الإعلان عن تقديم تركيا دعما إلى البلاد بقيمة ملياري دولار، والمباحثات المتقدمة مع الكويت والإمارات لتقديم مساعدات، كل هذا أثر على أداء السوق وساعد في زيادة ثقة المستثمرين في البورصة، خاصة الأجانب الذين بدأوا يتجهون إلى الشراء خلال الفترة الماضية، بعد أن وصل إجمالي مبيعاتهم في السوق منذ بداية العام نحو 3.8 مليار جنيه (624 مليون دولار).

وارتفع مؤشر البورصة الرئيسي «EGX30»، بنسبة 2.82 في المائة ليغلق عند 5821.75 نقطة ليصل إلى أعلى مستوى له منذ إعادة التداول بعد ثورة يناير، فيما ارتفع مؤشر الشركات المتوسطة «EGX70» بنسبة 4.54 في المائة ليغلق عند 567.41 نقطة. واتجه المستثمرون المصريون أمس نحو البيع بصافي بيع بلغ 38.958 مليون جنيه (6.4 مليون دولار)، فيما اتجه العرب والأجانب نحو الشراء بصافي شراء بلغ 18.9 مليون جنيه (3.1 مليون دولار) و20 مليون جنيه (3.3 مليون دولار) على التوالي.

وقال إيهاب سعيد إن الفترة القصيرة الماضية شهدت العديد من التحركات الإيجابية من قبل الحكومة الجديدة، بالإضافة للعديد من الأحداث الإيجابية والتي كان آخرها إعلان تركيا تقديم حزمة مالية لمصر بقيمة ملياري دولار، إلى جانب زيارة الوفد الأميركي لمصر لبحث سبل الاستثمار المختلفة، وكذلك ورود بعض الأنباء عن نية الولايات المتحدة الأميركية لمنح مصر 450 مليون دولار، إلى جانب إسقاط ديون بقيمة 650 مليون دولار، بالإضافة إلى إعلان المسؤولين عن سعي دول خليجية تقديم مساعدات للبلاد وكل تلك الأنباء أدت إلى عودة الثقة لدى المستثمرين خاصة الأجانب الذين بدأوا يتجهون للشراء داخل السوق.

وقال محسن عادل العضو المنتدب بشركة بايونير لإدارة صناديق الاستثمار إن نسبة الاستثمار متوسطة وطويلة الأجل آخذة في الازدياد بالبورصة مقارنة ببدايات العام، وهو ما لوحظ في الأسواق مؤخرا، حيث توجد شريحة من المستثمرين يستهدفون الاحتفاظ بأسهمهم عاما أو أكثر، وليس المضاربة اليومية، الأمر الذي يعتبر إيجابيا للبورصة التي تحتاج إلى مثل هذه النوعية من المستثمرين، بهدف تمكين مؤشراتها من التماسك ومواصلة مسارها الصاعد.

وأضاف أن زيارات وفود رجال الأعمال من بعض الدول مؤخرا من شأنها أن تنعكس إيجابيا على الاقتصاد المصري بصفة عامة، والبورصة المصرية بصفة خاصة، حيث ستكون بوابة لجلب المزيد من الاستثمارات التي يجب أن تركز على قطاعات تولد فرص عمل خلال فترة قصيرة، وتعتمد بدرجة كبيرة على مدخلات إنتاج محلية.

وقال المحللون إن تزايد اهتمام المسؤولين بالاقتصاد المصري وتقديمه الدعم لرجال الأعمال ينعكس إيجابيا على الرؤية للاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة، واستقبل الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء بمكتبه أمس رئيس شركة بلتون المالية القابضة، علاء سبع. ودعا سبع أمس هشام قنديل لافتتاح اللقاء الاستثماري السنوي الأسبوع المقبل. ويهدف المؤتمر بحسب سبع إلى جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى السوق المصرية وتدفق رؤوس الأموال العربية والأجنبية لدعم الاقتصاد المصري، وقال سبع إن اللقاء من شأنه توضيح الرؤية المستقبلية للاقتصاد المصري أمام المستثمرين العرب والأجانب والصناديق السيادية والمؤسسات المالية الإقليمية والعالمية، بالإضافة إلى الاستماع بشكل مباشر إلى خطط ورؤية المسؤولين المصريين ورؤساء الشركات لدعم الاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة، كما يعطي اللقاء الفرصة للصناديق الاستثمارية في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية للاطلاع على آخر التطورات والخطط المستقبلية للاقتصاد المصري، وهو ما يعد أفضل الطرق للحصول على كل التفاصيل والمعلومات سواء فنية أو مالية لجذب واستثمار رؤوس الأموال العربية والأجنبية في السوق المصرية ودعم الاقتصاد.