سيناء: مواجهات عنيفة بين الشرطة ومتشددين

أسفرت عن مقتل جندي مصري وجرح 9 واعتقال 8 مسلحين

TT

في هجوم نوعي يعد الأول منذ بدء العمليات العسكرية المسلحة بسيناء، هاجمت عناصر من الجماعات الجهادية مبنى مديرية أمن شمال سيناء، الذي يقع بمنطقة الضاحية بالعريش، فيما هاجم مسلحون آخرون قسم شرطة الشيخ زويد والحاجز الأمني بمنطقة الريسة.

وأسفرت الهجمات المسلحة أمس عن مقتل مجندا وإصابة 6 آخرون و3 مدنينن، إضافة إلى إعطاب ثلاث مدرعات للشرطة نتيجة قصفها بالقذائف الصاروخية، واعتقال 8 مطلوبين من سكان منطقة المقاطعة بالشيخ زويد. وأكدت وكالة الصحافة الفرنسية مساء أمس خبر وفاة الجندي المصري بناء على مصادر امنية مصرية.

وقالت مصادر أمنية، إن مسلحين من الجماعات الجهادية اعتلوا أسطح العمارات المواجهة لمبنى المديرية وأطلقوا قذائف «آر بي جي» على مبنى المديرية، مضيفا أن إحدى قذائف «آر بي جي» أصابت مدرعة كانت متمركزة أمام مديرية الأمن.

وأضافت المصادر أن ما يشبه حرب الشوارع دارت بين المسلحين وقوات الأمن الذين حاولوا إطلاق الرصاص على عدة مقرات أمنية بالعريش. وقال: «إنه تم العثور على بقايا عبوة ناسفة تم تفجيرها قرب أحد السواتر الترابية التي أقامتها مديرية الأمن لمنع الاقتراب منها، كما عثر على بقايا طلقات نارية كثيرة في محيط المديرية».

وقال شهود عيان: «إن المسلحين الذين كانوا يستقلون شاحنات صغيرة هاجموا أيضا مركزين للشرطة ومبنى محكمة العريش وقسم المرور بالمدينة مما أحدث حالة من الذعر والهلع بين المواطنين الذين كانوا في طريقهم لتوصيل أبنائهم إلى مدارسهم». في حين نفت مصادر أمنية تعرض هذه المقرات إلى هجمات.

ونفى المستشار عبد الناصر التايب، المحامي العام لنيابات شمال سيناء، تعرض مبنى المحكمة بالعريش لأي إطلاق نار من جانب المسلحين الذين استهدفوا مقر مديرية أمن شمال سيناء بالعريش. وأكد التايب عدم صدق ما نشر بخصوص إطلاق نار على المحكمة، وأنه عار من الصحة.

وقالت مصادر أمنية أخرى إن اشتباكات عنيفة دارت فجر أمس في مناطق جنوب الشيخ زويد بين مطلوبين من الجماعات الجهادية وقوات الأمن، استخدمت فيها العربات المدرعة والأسلحة الرشاشة الثقيلة وسط غطاء جوي من جانب طائرة مروحية.

وأصيب في مواجهات الشيخ زويد ثلاثة مجندين نتيجة إطلاق الجماعات لقذائف (آر بي جي) خلال اشتباكات بمنطقة المقاطعة جنوب الشيخ زويد مما تسبب في إعطاب مدرعتين.

وقال شهود عيان: «إن قوات الجيش سحبت المدرعتين إلى منطقة قريبة من القاعدة العسكرية للقوات الدولية بسيناء تمهيدا لنقلها إلى مدينة العريش بعد هدوء الأوضاع».

وتابعوا: «إن مجموعة مسلحة أخرى هاجمت قسم شرطة الشيخ زويد وإن سيدة وطفلتها تصادف مرورهما في مكان الاشتباكات قد أصيبتا في الاشتباكات»، وزادوا يقولون إن «اشتباكات ما زالت جارية الآن في قرية المهدية بين مطلوبين وقوات الأمن».

واشتبكت نحو 30 حاملة جند مدرعة مدعومة بطائرة مروحية مع متشددين في مدينة الشيخ زويد على بعد 30 كيلومترا شرق العريش المطلة على البحر الأبيض المتوسط.

وأطلق مسلحون مجهولون النار على كمين الريسة الواقع على الطريق الدولي (العريش - رفح) مما اضطر أفراد الكمين إلى الرد عليهم، وجرت مطاردتهم دون وقوع إصابات حتى الآن.

وأكد شهود العيان أن مسلحين استهدفوا الكمين من المناطق الجبلية المرتفعة المحيطة به فقامت القوات من الشرطة والجيش بالرد عليهم وقامت بمطاردتهم حتى فروا هاربين.

وتقوم القوات حاليا بمطاردة المسلحين وتمشيط المناطق المحيطة إلى جانب تفتيش السيارات المارة والتأكد من مستقليها.

وتعرض هذا الكمين لإطلاق النار من مجهولين 36 مرة منذ الثورة، وكان آخرها يوم 14 سبتمبر (أيلول) الحالي حيث يقع على الطريق الدولي بمدخل العريش الشرقي المؤدي إلى رفح، ويضم قوات مشتركة من الشرطة والقوات المسلحة. واضطر المسؤولون عن التربية والتعليم بالمحافظة إلى إخلاء عدد من المدارس القريبة من قسم شرطة الشيخ زويد ومديرية الأمن.

وكانت قوات مصرية بدأت الشهر الماضي أكبر عملية أمنية لها منذ عشرات السنين في سيناء بعد أن قتل متشددون 16 فردا من حرس الحدود في الخامس من أغسطس في أعنف هجوم منذ حرب 1973 بين مصر وإسرائيل.

وأرسلت الحكومة مئات الجنود والدبابات والمدرعات وطائرات مروحية في عملية مشتركة بين الجيش والشرطة لمداهمة مخابئ المتشددين والقبض على مشتبه بهم ومصادرة أسلحة.

وانتشرت الفوضى في سيناء منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة شعبية بداية العام الماضي. وصعد إسلاميون متشددون من هجماتهم على قوات الأمن المصرية وعلى الحدود الإسرائيلية. وتعهد الرئيس المصري محمد مرسي بإعادة الأمن إلى سيناء. التي يشكو أهلها منذ فترة طويلة من إهمال الحكومة المركزية لهم.