ليبيا: خلاف بين رئيس البرلمان ووزير الداخلية حول تحقيقات هجوم بنغازي

مصدر رسمي: إقالة قيادات أمنية من شرق البلاد

TT

برز أمس خلاف علني بين الدكتور محمد المقريف، رئيس المؤتمر الوطني الليبي (البرلمان)، ووزير الداخلية فوزي عبد العال, الذي انتقد بشكل لافت للانتباه إعلان المقريف عن اعتقال 50 شخصا على خلفية الهجوم الذي استهدف مؤخرا القنصلية الأميركية في بنغازي، وأودى بحياة 4 أميركيين، من بينهم السفير الأميركي لدى ليبيا، كريس ستيفنز.

وقال عبد العال وزير الداخلية في الحكومة الانتقالية المنتهية ولايتها إن عدد المعتقلين 4 أشخاص, في تناقض واضح مع تصريحات المقريف.

ولم يكتف عبد العال بهذا التناقض, بل وجه انتقادا حادا وعلنيا للمقريف، حيث اعتبر في تصريحات تلفزيونية، أمس، في العاصمة الليبية طرابلس، أن الحديث عن عدد المعتقلين في التحقيقات التي تتم حاليا بمعرفة السلطات الأمنية المختصة في ليبيا «لا يخدم الحقيقة ويمثل استباقا لنتائج التحقيقات».

وأوضح عبد العال أن عدد المعتقلين فعليا 4 أشخاص فقط لم يفصح عن هوياتهم، لكنه قال في المقابل إن هناك قائمة أخرى تضم مستهدفين بالاعتقال والتحقيق.

وعلى الرغم من أن وزير الداخلية الليبي الذي تراجع عن استقالته مؤخرا على خلفية انتقادات من أعضاء البرلمان لأدائه, مرشح مع بقية أعضاء حكومته لمغادرة مناصبهم تمهيدا لتدشين الحكومة الانتقالية الجديدة, فإن عبد العال قرر أمس إقالة مسؤولين أمنيين اثنين على خلفية الهجوم الذي استهدف مقر القنصلية الأميركية.

وقال مصدر رسمي المصدر إن وزير الداخلية «أقال مساعده في مناطق شرق ليبيا ونيس الشارف ومدير الأمن الوطني في مدينة بنغازي العميد حسين بوحميدة»، مشيرا إلى أنه تم تعيين العقيد صلاح الدين دغمان خلفا له وتكليفه مؤقتا مهام الشارف، مساعد أول وكيل وزارة الداخلية.

ونقل نفس المصدر عن وزير الداخلية الليبي قوله إن قراراته جاءت «لما تقتضيه مصلحة العمل». وكان المقريف رئيس البرلمان الليبي قد لفت أول من أمس إلى أن السلطات الليبية اعتقلت نحو 50 شخصا لصلتهم بالهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي الأسبوع الماضي، الذي قال إنه من تدبير أجانب على صلة بتنظيم القاعدة.

وقال المقريف في مقابلة مع تلفزيون «سي بي إس» الأميركي إن بعض المعتقلين ليسوا ليبيين، وعلى صلة بتنظيم القاعدة. ووصف المقريف الآخرين بأنهم منتسبون أو متعاطفون معهم.

وأضاف المقريف أن الوضع الأمني في ليبيا ما زال «صعبا» بالنسبة للأميركيين، فضلا عن الليبيين. وتريد الولايات المتحدة أن يتولى مكتب التحقيقات الاتحادي التحقيق في الهجوم على القنصلية، لكن المقريف قال إنه قد يكون من المبكر للغاية إرسال محققين, معتبرا أنه قد يكون من الأفضل للأميركيين أن يقفوا بعيدا لفترة حتى تقوم السلطات الليبية نفسها بما ينبغي القيام به.

إلى ذلك، رجح مسؤول عسكري في السلاح الجوي الليبي أن نحو 20 طائرة دون طيار أميركية جابت الأجواء الليبية طيلة 24 ساعة متواصلة منذ عدة أيام، موضحا أن المسؤولين الأميركيين قد بدأوا في تقليص طائرتهم واعتمدوا على 4 طائرات أمس.