نصر الله في ظهور علني نادر يدعو إلى مواصلة الاحتجاج حول الفيلم المسيء

هدد أميركا قائلا: بث الفيلم كاملا ستكون له تداعيات خطيرة جدا

امين عام حزب الله حسن نصر الله بين عناصر من حمايته قبل القاء خطابه في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس (رويترز)
TT

ظهر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أمس في مظاهرة حاشدة لأنصاره في الضاحية الجنوبية لبيروت بناء على دعوة منه للاحتجاج على فيلم «براءة المسلمين». وكانت المرة الأخيرة التي ظهر فيها علنا لوقت قصير جدا في مسيرة عاشوراء في الضاحية الجنوبية في 12 ديسمبر (كانون الأول) 2011. وهي المرة الخامسة التي يظهر فيها علنا منذ 2006 في احتفال أقامه الحزب احتفاء بـ«الانتصار» في حرب يوليو (تموز) مع إسرائيل، والمرة الأولى التي يتوجه فيها مباشرة إلى أنصاره وليس عبر شاشة منذ 2008.

ولدى ظهوره، أصيب الناس في مكان التجمع في منطقة الكفاءات الحدث في الضاحية الجنوبية بالذهول، وراحوا يصرخون ويهتفون ويحاولون الاقتراب منه، بينما أحاطه مرافقوه عن قرب. وهدد نصر الله الولايات المتحدة الأميركية بأن بث الفيلم المسيء للإسلام كاملا سيكون له تداعيات خطيرة، مشددا على وجوب «الضغط على المجتمع الدولي لإصدار قرار دولي وقوانين وطنية في كل العالم تجرم الإساءة إلى الأديان السماوية، وإلى أنبياء الله إبراهيم وموسى وعيسى المسيح». وبينما أكد نصر الله أن «مظاهرة أمس ليست إلا بداية التحرك الذي يجب أن يستمر لخدمة أهداف واضحة منها وقف نشر المقاطع ومنع نشر الفيلم كاملا وسد الباب نهائيا على إمكان الإساءة إلى نبينا ورسولنا»، اعتبر أن «البعض حتى الآن لم يدرك مستوى الإهانة التي تعرض لها الرسول من خلال بعض هذه المشاهد»، مشيرا إلى أنهم «طعنوا في إيمانه وقرآنه وزوجاته، وهذا بمقطع من 12 دقيقة من الفيلم»، متسائلا: «أما إذا خرج فيلم الساعتين، فماذا ستكون النتيجة؟».

وأشار نصر الله إلى أنه «يكفي أن تقوم كل حكومة أو دولة بحجب هذه المواقع وأن يقاطعوا مواقع الإنترنت التي تصر على بث المقاطع المسيئة»، مشددا على «وجوب أن تفهم أميركا التي تحتج وتخادع تحت شعار الحرية أن بث الفيلم كاملا ستكون له تداعيات خطيرة جدا». واستغرق وجوده والكلمة التي ألقاها أقل من ربع ساعة غادر بعدها المكان مسرعا، بينما كانت الحشود تهتف له في ما يشبه موجة من الهستيريا.

وشكر نصر الله الذي اعتاد إلقاء خطابات مطولة في كلمة مقتضبة المشاركين في المظاهرة. وقال «نحن هنا لنعلن رفضنا» للفيلم المسيء للإسلام، و«بداية التحرك الذي يجب أن يستمر» إلى أن يتم «وقف نشر المقاطع المسيئة» في الفيلم، و«محاسبة منتجي الفيلم، ومنع نشر الفيلم الكامل من قبل الأميركيين»، أي «سد الباب نهائيا على إمكانية الإساءة إلى نبينا ورسولنا وقرآننا ومقدساتنا».

وفيلم «براءة المسلمين» قصير، من إنتاج هاو مع دبلجة سوقية. وذكر أن هذا جزء من الفيلم الأساسي الذي يمتد لساعتين والذي لم ينشر بعد. ورفض موقع «يوتيوب» الإلكتروني حجبه نهائيا، إلا أنه وافق على منع بثه في دول شهدت اضطرابات وسقوط قتلى بسبب التحركات الاحتجاجية على الفيلم.

وطالب نصر الله الحكومات والدول بـ«حجب المواقع التي تنشر هذه المقاطع المثيرة، وأن تقاطع مواقع الإنترنت التي تصر على نشر هذه المقاطع المسيئة».

إلى ذلك، بدأ دبلوماسيون في السفارة الأميركية ببيروت في تدمير وثائق سرية كإجراء احترازي أمني وسط مظاهرات معادية لأميركا يشهدها لبنان وغيره من البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وذكر تقرير عن الأوضاع تم إرساله إلى وزارة الخارجية الأميركية وحصلت وكالة «أسوشييتد برس» على نسخة منه أمس أن السفارة «قامت بمراجعة إجراءات الطوارئ المتبعة بها وبدأت في تدمير الحيازات السرية»، كما أشار التقرير إلى أنه تم السماح للموظفين اللبنانيين المحليين بالعودة إلى منازلهم مبكرا بسبب المظاهرات التي تنظمها منظمة حزب الله المسلحة بسبب فيلم معاد للإسلام تم إنتاجه في الولايات المتحدة.