تونس: إعادة فتح السفارة الأميركية

بعد 3 أيام من الإغلاق وإجلاء عدد من الدبلوماسيين

TT

عادت السفارة الأميركية بتونس يوم أمس إلى سالف نشاطها بعد ثلاثة أيام من الإغلاق بعد الأحداث التي عرفتها نهاية الأسبوع الماضي. وقالت مصادر دبلوماسية إن السفارة قد أجلت مساء الأحد أكثر من 100 أميركي بين دبلوماسيين ومواطنين أميركيين مقيمين في تونس، بعد 24 ساعة من تاريخ اتخاذ القرار بإجلاء موظفيها غير الأساسيين من السفارة. ورجحت نفس المصادر أن تكون وجهتهم إحدى العواصم الأوروبية إما في انتظار توضح الرؤية حول الأوضاع الأمنية في تونس أو المغادرة المباشرة في اتجاه الولايات المتحدة الأميركية. وينتظر كذلك أن تفتح المدرسة الأميركية التي حرقت ونهبت تجهيزاتها أبوابها أمام التلاميذ خلال الأسبوع المقبل حسب مصادر من السفارة الأميركية وأن الحكومة التونسية ستتكفل بكل مصاريف إعادة بناء المدرسة.

وبشأن تعقب «أبو عياض» شيخ السلفيين في تونس من قبل قوات الأمن التونسية بعد توجيه أصابع الاتهام إلى مجموعة «أنصار الشريعة» التي يتزعمها بالوقوف وراء الأحداث الأخيرة نفت مصادر أمنية بوزارة الداخلية حضور «أبو عياض» مراسم دفن أحد ضحايا أحداث السفارة بمقبرة «الجلاز» بالعاصمة التونسية مساء الأحد. وقال لطفي الحيدوري من مكتب الإعلام بوزارة الداخلية إن قوات الأمن لم تكن على علم بوجود «أبو عياض» بين المشيعين للجنازة وإن مراسم الدفن تمت في هدوء دون أن يحدث ما يعكر الصفو العام، وأضاف أن «أبو عياض» لا يزال على قائمة المفتش عنهم.

وكان مراسل لإحدى الإذاعات المحلية التونسية قد أكد حضور «أبو عياض» مراسم دفن أحد الضحايا وسط حراسة مشددة من أنصاره وأنه غادر المقبرة من جهة خلفية بعد الدفن دون أن يثير انتباه قوات الأمن.

من ناحية أخرى ظهر «أبو عياض» في صورة تناقلها أمس أنصاره وهو يخطب في جامع الفتح وسط العاصمة التونسية في تحدٍ لقوات الأمن التونسية التي تتعقبه منذ يوم السبت الماضي. وبرأ «أبو عياض» في كلمته أنصاره وبرأ أنصار السلفية الجهادية مما حدث في محيط السفارة الأميركية. كما دعا أنصاره إلى تهدئة الوضع وعدم مواجهة قوات الأمن التونسية وحمل المسؤولية لوزارة الداخلية والحكومة وقال إنها تبحث لها عن مخرج من المأزق الذي تعيشه قبل حلول موعد 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2012 بعد تهديدها بفقدان الشرعية في مواصلة قيادة تونس.

وكانت السلطات التونسية قد أعلنت القبض من جديد على 11 شابا ممن شاركوا في عمليات حرق ونهب السفارة الأميركية نهاية الأسبوع الماضي، وبذلك يرتفع عدد الموقوفين إلى حدود 91 موقوفا معظمهم من الفئات الشابة. وكانت المواجهات في محيط السفارة الأميركية قد خلفت أربعة قتلى في حصيلة مرشحة للارتفاع إلى جانب 110 جرحى من بينهم 66 عون أمن.