الطيران الحربي السوري يقصف بعمق 700 متر داخل الأراضي اللبنانية

تحليقه المكثف فوق وادي خالد يثير الرعب في نفوس السكان

TT

شهد الوضع الأمني على حدود لبنان الشرقية، وتحديدا في جرود بلدة عرسال المتاخمة للأراضي السورية، تطورا قد يكون الأكثر خطورة منذ بدء الأحداث في سوريا، وتمثل بإطلاق الطيران الحربي السوري صواريخ على الأراضي اللبنانية بعمق 700 متر عن الحدود السورية.

وأوضح نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن طائرة «ميغ» حربية سورية «أطلقت فجر أمس صاروخين على وادي الشاحوط الواقع داخل منطقة خربة داود والتي تقع على ارتفاع 2310 أمتار عن سطح البحر، فيما أطلقت طائرة أخرى صاروخا على منطقة عين غراب السورية الملاصقة للحدود اللبنانية».

وردا على سؤال عمّا إذا كان استهداف المناطق اللبنانية هو بسبب وجود عناصر من الجيش السوري الحر فيها، جزم الفليطي بأنه «لا وجود للجيش الحر في عرسال»، مذكرا بأن «الجيش الحر أنشئ ليقاتل في سوريا لا ليختبئ في عرسال»، لافتا إلى أن «هناك وسائل إعلام لبنانية مغرضة تسوق لروايات كاذبة عن تسلل مقاتلين من الجيش الحر من عرسال إلى الداخل السوري، من أجل استدراج عدوان سوري على عرسال وأهلها».

وطالب الفليطي رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وكل المسؤولين بـ«اتخاذ موقف حاسم وأن يستدعوا السفير السوري (لدى لبنان علي عبد الكريم علي) الذي هو مجرد ضابط مخابرات سوري، ويسألوه ماذا يفعل الطيران السوري فوق عرسال، ومن يستهدف بقصفه للأراضي اللبنانية؟»، معتبرا أن «استهداف عرسال له خلفية سياسية، وهو تأييدها للثورة السورية واحتضانها لأكثر من 1400 عائلة سورية، وإيواء أكثر من 2000 طالب سوري في مدارسها، الذين تنأى الحكومة اللبنانية بنفسها عنهم وعن تقديم أي مساعدة إنسانية لهم».

أما على الحدود الشمالية، فلا يقل الوضع خطورة، إذ أعلن الناشط في وادي خالد أحمد السيد، أن «الوضع بات مقلقا مع اتساع رقعة المواجهة في الأراضي السورية القريبة جدا من الحدود اللبنانية»، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «الطيران الحربي السوري لم يغب ليل أمس (الأول) عن سماء وادي خالد حيث كان ينفّذ غارات على قلعة الحصن القريبة من مدينة تلكلخ، التي تبعد 4 كيلومترات عن وادي خالد».

ولفت إلى أن «تكثيف الطلعات الجوية للطيران السوري بات يشكل هاجسا في الفترة الأخيرة، لا سيما أن أصوات الطيران السوري سواء الهليكوبتر أو الـ(ميغ)، الذي يحلق على علو منخفض ويخرق الأجواء اللبنانية، باتت تثير الرعب في نفوس السكان، خصوصا بعدما سمعنا عن قصف أراضي بلدة عرسال في البقاع».