هادي يدعو إلى نسيان الماضي.. ومسيرة مسلحة لـ«القاعدة» في رداع

مستشار الحكومة لـ «الشرق الأوسط»: وجود المارينز الأميركي بصنعاء مؤقت.. وهناك أطراف تستغل الموضوع سياسيا

جنود يمنيون في إحدى نقاط التفتيش في صنعاء أمس وذلك بعد كشف النقاب عن خطط لتنظيم القاعدة للهجوم على المواقع العسكرية ونقاط التفتيش (إ.ب.أ)
TT

قالت الحكومة اليمنية إن وحدة المارينز الأميركي التي وصلت إلى صنعاء، قبل يومين ستغادر خلال فترة قصيرة، متهمة بعض الأطراف باستغلال الموضوع لكسب سياسي، فيما دعا الرئيس عبد ربه منصور هادي اليمنيين إلى ترك التغني بالماضي بكل ما فيه من إخفاقات ومآس، وإنجازات، والنظر إلى المقبل الجديد للبلاد.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون إرسال 50 جنديا إلى صنعاء، قالت: إنه إجراء «احترازي»، بعد اقتحام يمنيين غاضبين مجمع السفارة بصنعاء الخميس الماضي، وقتل خلال الاقتحام أربعة متظاهرين وجرح 50 آخرون.

وقال المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء اليمني راجح بادي لـ«الشرق الأوسط»،: «إن الحكومة اليمنية ترفض أي وجود عسكري أجنبي على أراضيها، لأي غرض كان، لكن وبسبب الانقسام الحاصل في صفوف الجيش وقوات الأمن، تم السماح بوجود عدد قليل، من قوات المارينز الأميركي، من أجل حماية السفارة الأميركية فقط وموظفيها داخلها، وبقاؤها في اليمن، لفترة زمنية مؤقتة، وسيغادرون اليمن بعدها». وأضاف بادي: «إن هناك بعض الأطراف المعروفة، تحاول استغلال هذا الموضوع من أجل كسب سياسي، لا يخدم استقرار المرحلة التي يعيشها اليمن».

وكشفت مصادر رسمية أن واشنطن كانت تدرس إغلاق سفارتها بصنعاء، إذا لم تسمح اليمن بوجود المارينز في سفارتها، خاصة بعد اتهامات للقوات الأمنية، اليمنية التي تحرس مقر السفارة، بالتقصير والتواطؤ، والسماح للمتظاهرين بالدخول إلى السفارة. وكان البرلمان اليمني، والذي يشكل فيها حزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح الأغلبية داخله، طالب الحكومة بإخراج وحدة المارينز، وقال: «إنه لا يقبل أي وجود أجنبي على أراضي اليمن، سواء كان صغيرا أو كبيرا، تحت أي ذريعة». على صعيد متصل أوضح تقرير حديث صادر عن مركز أبعاد للدراسات والبحوث، أن اقتحام السفارة الأميركية بصنعاء، محاولة لضرب العلاقات اليمنية الأميركية، وذكر في تقريره الذي حصل «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «إن عملية الاقتحام تقف وراءها قوى الثورة المضادة والمناهضة للتغيير والتي ستواصل الاستفادة من حادثة الإساءة للرسول الكريم ومن تعزيز تواجد المارينز الأميركي في السفارة لتوسيع حالة الكراهية ضد الأميركيين وزيادة الغضب والاحتقان في الشارع اليمني لتفجير الوضع السياسي والأمني».

واستغل تنظيم القاعدة المظاهرات الاحتجاجية ضد الفيلم الأميركي المسيء للرسول الكريم، ونظم أتباعه مسيرات مسلحة في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، وسط البلاد، لليوم الثالث على التوالي، حيث جابت المسيرة شوارع المدينة رافعين أعلامهم، وشعاراتهم، فيما قال سكان محليون في المدينة إن عددا من عناصر «القاعدة» أطلقوا الرصاص الحي على محلات تجارية في شارع المستشفى، وحطموا واجهات عدد منها. وكان الرئيس هادي عين مؤخرا الظاهري الشدادي محافظا جديدا، في البيضاء، وهو شخصية عسكرية، كان يشغل منصب قيادة المنطقة العسكرية الوسطى. وبدأت السلطات القضائية، أمس التحقيق مع 11 شخصا، من عناصر تنظيم القاعدة، ونقل موقع الجيش اليمني «سبتمبر نت» عن مصدر قضائي: «إن المتهمين ألقي القبض عليهم في محافظة أبين، وأحيلوا إلى أجهزة الأمن بصنعاء لاستكمال التحقيقات معهم وإحالتهم إلى أجهزة القضاء للمحاكمة».

إلى ذلك دعا الرئيس عبد ربه منصور هادي اليمنيين إلى ترك التغني بالماضي بكل ما فيه من إخفاقات ومآس، وإنجازات، والنظر إلى المستقبل الجديد للبلاد. وقال هادي في مقال صحافي نشرته صحيفة «الجمهورية» الرسمية، أمس إن «على اليمنيين النظر إلى مستقبل، يكون فيه الولاء المطلق لليمن، دون تمييز عنصري أو مذهبي أو مناطقي أو جنسي». ويحتفل اليمن في 26 سبتمبر (أيلول) الجاري، باليوبيل الذهبي للثورة اليمنية التي قامت عام 1962. وطالب هادي «بأن لا يتخذ من الماضي، مادة للتغني بانتصاراته وإنجازاته أو موضوعا للتباكي على إخفاقاته وتعثراته ومنغصاته، وإنما على اليمن أن يتخذ من المستقبل قبلة ييمم وجهه شطرها». وشدد الرئيس اليمني على أهمية «التأسيس لثقافة شبابية ووطنية جديدة، تقتلع الثقافة القديمة المشوهة من جذورها»، موضحا بأن «الأولوية ستكون للقضايا الوطنية المهمة والملحة، وعلى الجميع - قيادة وشعبا - العمل الجاد والمخلص لإنجازها خلال الفترة المتبقية من المرحلة الانتقالية»، وتابع: «أولى الأولويات في الوقت الراهن، العمل الجاد لاستكمال بنود المبادرة الخليجية وفق آليتها التنفيذية، وفي مقدمة هذه القضايا العمل على إنجاح مؤتمر الحوار الوطني، وإعادة هيكلة مؤسستي الدفاع والأمن على أسس وطنية حديثة، بعيدا عن شوائب الولاءات الشخصية والحزبية والمناطقية والقبلية وغيرها».