رئيس الأركان الأميركي في أنقرة لبحث الملف السوري

أردوغان انتقد غياب دور واشنطن

TT

وصل رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي إلى أنقرة أمس في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها مسبقا، عنوانها «البحث في الملف السوري» بعيد انتقادات وجهها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لـ«التقاعس الأميركي» في هذا الملف. وتأتي زيارة ديمبسي بعد زيارة مماثلة قام بها مدير جهاز الاستخبارات الأميركية «سي آي إيه» ديفيد بترايوس إلى أنقرة مطلع الشهر الحالي التي حملت عنوانا مماثلا.

وبينما رفض البنتاغون الحديث عن تفاصيل محادثات الجنرال ديمبسي في تركيا قالت مصادر أميركية إن الجنرال بحث في تركيا دعم إيران لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ودور أكراد تركيا وأكراد سوريا في الحرب في سوريا، وإمكانية تأسيس منطقة حظر للطيران في شمال سوريا قرب الحدود مع تركيا. لكن، قالت المصادر إن الجنرال ديمبسي لم يقدم أي التزامات لمساعدة المعارضة السورية، وإنه «في رحلة لجمع المعلومات، قبل وضع استراتيجية محددة، وسط تطورات سريعة ومعقدة، خاصة الدور الإيراني في سوريا». هذه إشارة إلى اعترافات محمد علي الجعفري، قائد الحرس الثوري الإيراني، لأول مرة، بأن قواته موجودة في سوريا ولبنان.

وقالت المصادر إن الجنرال ديمبسي لم يلتزم، في محادثاته مع المسؤولين الأتراك، بأي شيء. وإنه وعد بدراسة الأوضاع، خاصة التطورات الجديدة. وقالت المصادر إن الجنرال يجب أن يعود إلى واشنطن، ويدرس التداعيات السياسية لوجود الحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان. مع وضع اعتبار للحملة الانتخابية الرئاسية، كون أن المرشح الجمهوري ميت رومني ينتظر أي هفوة من جانب إدارة الرئيس باراك أوباما ليستغلها لمصلحته.

وانتقد أردوغان الولايات المتحدة، داعيا واشنطن إلى المساهمة بشكل أكبر في تسوية هذه الأزمة. وقال أردوغان في تصريحات نقلتها الصحف التركية أمس إن «الولايات المتحدة لا تساهم حاليا في حل هذا النزاع. الدول الفاعلة هي روسيا والصين». وأكد أردوغان أن «الولايات المتحدة لا تقوم بما هو متوقع منها» بخصوص الأزمة السورية، موضحا أن الانتخابات الرئاسية في هذا البلد تؤثر على التزام واشنطن.

وتستمر زيارة ديمبسي - وهي الأولى له إلى تركيا - يومين يلتقي خلالهما عددا من المسؤولين الأتراك. وقال مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» إن الزيارة الأميركية كانت مقررة في وقت سابق، وقد تمت بناء على دعوة من رئيس الأركان التركي الجنرال نجدت أوزال، مشيرة إلى أن هدفها هو متابعة آلية التنسيق التي تم الاتفاق عليها في وقت سابق. وقال المصدر إن المحادثات تطرقت أيضا إلى كيفية مواجهة الإرهاب والتحديات التي تواجهها تركيا في هذا الملف والمخاطر الناجمة عن تمدد الحركات الإرهابية في شمال سوريا وتأثيرات ذلك على أمن تركيا، بالإضافة إلى الملف النووي الإيراني. وأوضحت المصادر أن البحث تناول الآلية العملانية للتنسيق بين تركيا وحلفائها في حلف الناتو في مواجهة هذه المخاطر.

وتشكو تركيا من توسع نفوذ تنظيم العمال الكردستاني المحظور الذي تدرجه أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي على لائحة المنظمات الإرهابية، في شمال سوريا وجنوب تركيا، بينما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن القوات الأمنية التركية قتلت نحو 500 من المتمردين الأكراد في عملياتها خلال شهر. وأوضح أن بينهم 123 مسلحا قتلوا خلال الأيام العشرة الماضية في مدينة هكاري جنوب شرقي تركيا.