نوه الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وحرصه على ما يسعد البشر ويسهم في حل الأزمات ويحقق الأمن والاستقرار والتعاون ورعايته ودعمه وجهوده البارزة للعيان على المستويين الإسلامي والعالمي في مجال الحوار مع الآخر.
وبين الدكتور التركي في كلمته التي ألقاها أمس في افتتاح الندوة العالمية «الدين وبناء السلام في دول آسيان» التي تنظمها رابطة العالم الإسلامي في العاصمة التايلندية «بانكوك»، وافتتحها نائب رئيس وزراء تايلاند يونغ يود ويشاي، بمشاركة 200 شخصية، أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والحضارات ورعايته للمؤتمرين العالميين للحوار اللذين عقدتهما الرابطة «تعد دعما كبيرا لهذا المسعى النبيل الذي لقي ترحيبا من كثير من الشخصيات والهيئات الممثلة للأديان والثقافات السائدة في العالم».
وأفاد أن الحوار في القضايا الإنسانية والبيئية بين مختلف الفئات يعد وسيلة تسهم في التهيئة لهذا التفاهم والتغلب على العوائق التي تعترض الطريق إلى توسيع نطاقه وتثبيته على قواعد متينة، مشيرا إلى أن وعي المجتمع الإنساني بالمشكلات العويصة التي تحدق به وتهدد مستقبله يحتاج إلى تكامل في الرؤية وإدراك ضرورة التعاون في الاضطلاع بمعالجة هذا النمط من المشكلات، إلى جانب إتاحة الفرصة لكل أمة لتقديم ما لديها من رؤى وتدابير في تجنيب البشرية ما يشقيها وتبصيرها بما يُسعدها، وأن هذا الأمر يحتاج إلى ممارسة حوار حر ومسؤول بين مختلف الفئات الدينية والحضارية.
وأكد الدكتور التركي أن رابطة العالم الإسلامي «تدين بشدة الفيلم الذي صدر مؤخرا في أميركا عن الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم وتستهجن افتراءه على الإسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم والقرآن الكريم، وتعده من أكثر الإساءات فجاجة»، داعيا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية وهيئات حقوق الإنسان العالمية الرسمية منها والشعبية لإصدار قرارات تجرم الإساءة إلى الأديان ورموزها، وتمنع استغلال الحريات الثقافية والإعلامية بطريقة تقوض التعايش والأمن الدوليين.
وقال «إن الرابطة تبدي أسفها الشديد واستنكارها لما يحصل في ميانمار من اضطهاد للأقلية المسلمة، داعية إلى إعطاء الأقلية المسلمة حقها ورفع الظلم عنها»، وأوضح أن الرابطة تركز على إبراز الصورة الصحيحة للإسلام والفصل بينها وبين أشكال الغلو والتطرف والإرهاب التي تُلْبس بها جهلا أو خطأ مع التوعية بأن المسالك الإرهابية التي تصدر من أفراد من المسلمين مسالك لا تقرها الشريعة الإسلامية بل ترفضها وتحاربها وتعزيز مسار الحوار والتواصل بين المسلمين وغيرهم من أجل الوصول إلى موقف يعارض دعاة الصراع الحضاري الذين ينطلقون من نزعات أنانية في النظر إلى جهود غيرهم وإسهامهم في بناء الحضارة الإنسانية العامة.
وأعرب نائب رئيس الوزراء التايلاندي في كلمته عن أمله أن يحقق المؤتمر التعارف وتبادل التجارب في حل النزاعات وتحقيق السلام للدول عامة، وأن يكون هناك أيضا إسهام مؤثر في عملية تحقيق السلام، بينما ألقى الأمين العام لمجلس الأديان للسلام في الولايات المتحدة الأميركية الدكتور وليام فندلي كلمة أوضح فيها أن الندوة تهدف إلى التأكيد على أهمية الحوار والوصول إلى السلام والتحاور بين أتباع الأديان، مشيرا إلى أنه لا بد أن يكون هناك مجلس مشترك لجميع الأديان بهدف تحقيق السلام لدول آسيان والتكاتف لمد جسور التعاون بين أتباع الأديان، مشددا على أهمية احترام الآخر وأنه لا بد من استشعار أهمية السلام والاستقرار للشعوب.
من جانبه قدم رئيس الجامعة الإسلامية في جالا الدكتور إسماعيل لطفي تقريرا موجزا عن الندوة وأهدافها، مبينا أنها ستكون تمهيدا لتحسين العلاقات بين المنتمين لمختلف الأديان في آسيان التي تهدف إلى تبادل الخبرات والتجارب بين أتباع الأديان في إدارة الحوار مع إنشاء شبكة للتعاون الديني بين دول الآسيان.