الأمن المصري يستعد لمواجهات «جديدة وعنيفة» مع الجماعات الجهادية بسيناء

التحقيقات الأولية: 20 مسلحا شاركوا في الهجوم على مديرية أمن العريش

الرئيس المصري محمد مرسي لدى استقباله أمس وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو الذي يزور القاهرة للمشاركة في اجتماع حول الأزمة السورية (إ.ب.أ)
TT

قالت مصادر أمنية بشمال سيناء إن قوات الأمن تستعد لشن سلسة من الحملات الأمنية «الجديدة والمكثفة والعنيفة» على عدد من المناطق التي تأوي مطلوبين لهم صلة بالهجمات على المقرات والحواجز الأمنية بسيناء، وذلك بعد يوم من هجوم شنه متشددون على مديرية أمن العريش شارك فيه عشرون مسلحا وخمس سيارات دفع رباعي وفقا للتحقيقات الأولية.

وأضافت المصادر أن الحملات المدعومة بالعربات المدرعة وغطاء جوي ستشارك فيها قوات من الجيش والشرطة، وستستخدم فيها الأسلحة المتوسطة والرشاشات الثقيلة والقذائف الصاروخية ردا على استخدام العناصر الجهادية التي تطاردها أجهزة الأمن هذه الأسلحة خلال المواجهات التي تمت أمس وأسفرت عن مقتل جندي وإصابة 7 جنود آخرين وسيدة وطفلتها نتيجة تبادل إطلاق الرصاص الكثيف بين الجانبين. وتابعت المصادر: أن حملات المداهمات تستهدف عدة مناطق بالشيخ زويد ورفح حيث تتمركز معظم العناصر الجهادية في هذه المناطق. وقالت المصادر إن عمليات المسح التي قامت بها قوات الأمن لم تكشف عن وجود أي تجمعات للجماعات الجهادية أو معسكر تدريب، وأن المعلومات المتوافرة تشير إلى وجودهم في أماكن متفرقة مأهولة بالسكان.

وأضافت أنهم يستخدمون هواتف محمولة مختلفة لضمان عدم رصدهم، وأن بعضهم يجري مكالمة واحدة من الهاتف ثم يقوم بتغييره لضمان عدم تتبعه. وتابعت أن قلة المعلومات المتوافرة عن هذه العناصر وتمتع بعضها بحماية قبلية من جانب بعد قبائلهم وراء تأخر عمليات القبض عليهم. وأضافت: أن الهجوم الذي شنه المسلحون أمس على مديرية أمن شمال سيناء في قلب مدينة العريش كشف عن امتلاك العناصر الجهادية أسلحة متطورة وقذائف صاروخية حديثة مما يؤكد أن المواجهات المقبلة ستكون عنيفة.

وكشفت التحقيقات الأولية التي تقوم بها أجهزة الأمن بمحافظة شمال سيناء بعد معاينة موقع حادث إطلاق النار على مديرية الأمن بالعريش عن تورط 20 مسلحا في الهجوم علي مبنى المديرية.

وأعلنت مصادر أمنية رفيعة المستوي عن استخدام الجناة الآلاف من طلقات الرصاص وطلقات الرصاص (جرينوف 500 م)، إضافة إلى طلقة واحدة من طلقات «الآر بى جي»، وأن الجناة اعتلوا أحد أسطح العمارات السكنية المقابلة لمديرية الأمن وقت الهجوم الذي استمر نحو 55 دقيقة. وأضافت المصادر: أن المسلحين استخدموا 5 سيارات «لاند كروز» ذات الدفع الرباعي ودراجتين ناريتين دون لوحات معدنية في الهجوم والهرب من موقع الحادث. وتابعت المصادر: أن التلفيات بالمديرية طفيفة للغاية في الجدران الخارجية إضافة إلى تأثر عدد من المنشآت الحكومية ومنازل المواطنين تأثيرا خفيفا جراء إطلاق النار مع المسلحين.

وقتل مجند وأصيب ستة آخرون وثلاثة مدنيين خلال اشتباكات يوم الأحد الماضي بين قوات مشتركة من الجيش والشرطة ومتشددين إسلاميين بمحافظة شمال سيناء. وبدأت الاشتباكات خارج قرية المقاطعة التي تبعد نحو 40 كيلومترا جنوب شرقي مدينة العريش واستؤنفت بعد هجوم متشددين على مبنى مديرية أمن شمال سيناء بالمدينة. وكانت قوات مصرية بدأت الشهر الماضي أكبر عملية أمنية في سيناء منذ عشرات السنين بعد مقتل 16 من أفراد حرس الحدود في الخامس من أغسطس (آب) في أكثر الهجمات دموية بالمنطقة منذ حرب عام 1973 بين مصر وإسرائيل. وأرسلت الحكومة مئات الجنود والدبابات والمدرعات وطائرات مروحية في عملية مشتركة بين الجيش والشرطة لمداهمة مخابئ المتشددين والقبض على مشتبه بهم ومصادرة أسلحة.