أوغلو: نريد أن نستغل العلاقات الإيرانية لإقناع الأسد بوقف «نزف الدم»

مجموعة الاتصال حول سوريا تجتمع في القاهرة.. وتطابق في وجهات النظر التركية ـ المصرية

TT

شدد أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي أمس على ضرورة حل الأزمة السورية بعيدا عن التدخل الأجنبي وفي إطار دول المنطقة، معربا عن تفاؤله ببدء أعمال اللجنة الرباعية المعنية بحل الأزمة السورية، والتي تضم مصر والسعودية وإيران، إضافة إلى تركيا، وفقا لاقتراح الرئيس المصري محمد مرسي، والتي سينضم إليها الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي والأممي في سوريا.

واستقبل الرئيس المصري محمد مرسي أمس بالقاهرة أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي الذي يزور مصر حاليا للمشاركة في أعمال اللجنة الرباعية. وقال المستشار نزيه النجاري نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إنه في إطار التحرك المصري والجهود الهادفة لمواجهة تدهور الأوضاع في سوريا ووضع حد لمعاناة الشعب السوري، اجتمع مساء أمس بمقر وزارة الخارجية المصرية وزراء خارجية مصر وإيران وتركيا لبحث آخر تطورات الوضع في سوريا على الصعيد السياسي والإنساني، ولمناقشة سبل التوصل لتحقيق أهداف هذا التحرك.

وقال أوغلو في مؤتمر صحافي عقده أمس عقب لقاءاته مع الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي، ورئيس الحكومة المصرية الدكتور هشام قنديل، إن اجتماعه مع الرئيس مرسي تناول عمل اللجنة الرباعية وإنه لمس تطابقا في وجهات النظر بين مصر وتركيا حول ضرورة وقف نزيف الدماء في سوريا والتوصل إلى حل سلمي للأزمة، وأهمية اجتماع اللجنة الرباعية باعتباره مبادرة إقليمية ترسخ وتؤكد أن تركيا ومصر تنظران للأزمة السورية بنفس المنظور، وأن المبادرات الإقليمية تساعد على حل المشاكل الإقليمية خاصة في سوريا في إطار الدول التي تنتمي لنفس المنطقة معربا عن أمله أن يسفر الاجتماع عن نتائج إيجابية.

وردا على سؤال حول مشاركة وزير الخارجية السعودي في اجتماع اللجنة الرباعية بالقاهرة قال أوغلو «إن الوزير السعودي أبلغنا بعدم قدرته على الحضور وسنجري مشاوراتنا مع السعودية بشكل مستمر ووثيق وكذلك مع إيران»، معربا عن ترحيبه بانضمام أي دولة في المنطقة في جهود حل الأزمة السورية، مضيفا: «الموقف التركي كان واضحا منذ البداية ويتمثل في أن يكون الحل نابعا من المنطقة مع ضرورة وقف حمامات الدم»، معلنا مساندة بلاده لجهود الجامعة العربية.

وحول فشل الجهود الدولية في حل الأزمة السورية، بينما نجحت في ليبيا قال الوزير التركي إن أحد أسباب هذا الفشل يرجع إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد رفض كافة المساعي الدبلوماسية للحل كما أن هناك خلافات داخل مجلس الأمن من جانب الدول الكبرى، موضحا أن مهمة المبعوث العربي والأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي هي الإسراع بالتوصل إلى حل حتى لا يستغل النظام السوري المبادرة لمنحه المزيد من الوقت لقتل شعبه.

وردا على سؤال حول مشاركة إيران في اللجنة الرباعية رغم أن البعض يراها جزءا من المشكلة، قال أوغلو «إننا نريد أن نستغل العلاقات الإيرانية السورية لإقناع الأسد بوقف نزيف الدم»، معربا عن اعتقاده بإمكانية أن تلعب إيران دورا في حل هذه الأزمة، كما أعرب عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى منهج مشترك حول حل الأزمة السورية أن الشعب السوري يستحق أن يعيش في حرية وكرامة مثلما فعل المصريون بعد الثورة.

وشدد أوغلو على أنه تم خلال المقابلة استعراض تداعيات الفيلم المسيء للرسول الكريم، وقال: «اتفقنا على أن الفيلم يعد استفزازا لمشاعر المسلمين في العالم أجمع ونحن نقف ضد هذا النوع من الإهانة كما نرفض كافة أشكال التهكم والإهانة على جميع الأديان».

وأضاف: «في نفس الوقت ترى مصر وتركيا أن رد الفعل يجب أن يكون بهدوء وتعقل لأن التجاوزات في التظاهر تعطي صورة سلبية عن الإسلام للعالم»، مشددا على ضرورة حماية البعثات الدبلوماسية التي لا تعد مسؤولة عن أفعال الآخرين.

وأعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن الرئيس محمد مرسي سيزور تركيا في النصف الأول من شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، لعقد مباحثات مع الرئيس التركي عبد الله غل وكبار المسؤولين الأتراك حول قضايا المنطقة، وبحث وتأسيس مجلس تعاون استراتيجي رفيع المستوى بين البلدين ودفع العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات العسكرية والاقتصادية والثقافية وإعطائها بعدا أكبر مما تشهده أي علاقات بين الدول.