قتل سبعة أشخاص على الأقل وأصيب 24 بجروح في هجوم انتحاري استهدف صباح أمس أحد مداخل المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد، وفقا لمصادر أمنية وطبية.
وقال مصدر في وزارة الداخلية إن «سبعة أشخاص بينهم شرطي وعسكريان، قتلوا وأصيب 24 بجروح في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة عند مدخل المنطقة الخضراء من جهة الكرادة» وسط بغداد. وأكد مصدر طبي في مستشفى ابن النفيس (وسط) أنه تلقى 7 جثث، 3 منها لعسكريين، ومعالجة 27 شخصا آخرين أصيبوا في الانفجار.
وقال النائب عمار طعمة من حزب «الفضيلة» الشيعي، في اتصال هاتفي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «النائب حبيب الطرفي أصيب بجروح طفيفة في الهجوم»، مؤكدا أن «حالته مستقرة». والنائب الطرفي عضو كتلة «المواطن» الشيعية.
وغالبا ما يعبر هذا المدخل الذي تشرف عليه قوة من الجيش العراقي، كبار المسؤولين في البلاد وبينهم الرئيس جلال طالباني إضافة إلى كبار الموظفين الحكوميين. وتضم المنطقة الخضراء مقر الحكومة ومبنى البرلمان وعددا من السفارات الأجنبية وبينها سفارة الولايات المتحدة. وأفاد شاهد عيان بأن «صوت الانفجار كان ضخما وقد سمعت أصوات إطلاق نار في المنطقة بعيد وقوع الانفجار». وانتشر حطام مركبة عسكرية عند موقع الانفجار الذي يوجد فيه عادة عدد كبير من العسكريين لحماية الطريق المؤدي إلى «جسر 14 تموز» ويدعى بـ«المعلق»، ويعد من بين أهم المداخل المؤدية إلى المنطقة الخضراء. كما تناثرت قطع معدنية وشظايا محترقة على بعد عشرات الأمتار من موقع الانفجار.
في غضون ذلك، انتشر عناصر الأمن من الجيش والشرطة وعربات عسكرية ثبت على متنها رشاشات متوسطة، على جانبي الطريق ذاته. وقامت دوريات الشرطة والجيش بغلق الطريق المؤدي إلى موقع الانفجار ومنع المارة والسيارات من الاقتراب من المكان، لكن البعض احتشدوا رغم ذلك لمشاهدة آثار الحادث.
ويعد الهجوم الانتحاري الذي وقع قرب مبنى البرلمان داخل المنطقة الخضراء في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، آخر هجوم استهدف المنطقة الخضراء. وكانت المداخل المؤدية إلى المنطقة الخضراء، هدفا متكررا لهجمات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة خلال الأعوام الماضية، خصوصا إبان موجة العنف التي اجتاحت البلاد بين عامي 2006 و2008.
ويأتي الهجوم الانتحاري في بغداد أمس غداة هجوم بعبوة ناسفة استهدف مساء أول من أمس مدخلا لكاتدرائية «القلب الأقدس» في كركوك، إحدى أكبر الكنائس في شمال العراق، مما أدى إلى وقوع أضرار مادية كبيرة في المكان، وفقا لمصادر أمنية. وقال مصدر أمني رفيع المستوى إن الهجوم «أدى إلى أضرار مادية كبيرة في الموقع من دون أن يسجل وقوع إصابات».