الهند: صحافي وطبيب ومتخصص بتكنولوجيا المعلومات هم الوجه الجديد للإرهاب

اعتقال 18 شابا مسلما بتهمة التخطيط لشن هجمات إرهابية

TT

صحافي وطبيب ومهندس ومتخصص بتكنولوجيا المعلومات وعالم، هؤلاء المحترفون البارعون هم الوجه الجديد للإرهاب في الهند، فعلى النقيض من صورة الجهاديين الذين تلقوا تعليمهم في المدارس الدينية أو بالكاد يجيدون القراءة والكتابة، بات التطرف اليوم يأتي من نخبة المجتمع الهندي.

قامت قوات الشرطة الهندية مؤخرا بإلقاء القبض على 18 شابا مسلما ينتمون إلى مدن مختلفة بتهمة التخطيط لشن هجمات إرهابية، الأمر الذي يعكس بوضوح أن الأشخاص المتعلمين والمثقفين الذين ينتمون إلى الأحياء الراقية قد أصبحوا الوجه الجديد للتطرف الإسلامي.

وإذا ألقينا نظرة على الشبان المقبوض عليهم، فسنجد من بينهم معطي الرحمن صديقي، الذي يعمل صحافيا وكان يقوم بتغطية أخبار التعليم العالي لصحيفة «ديكان هيرالد» الهندية اليومية الناطقة باللغة الإنجليزية، وشهيب ميرزا الذي يدرس للحصول على درجة الماجستير في تطبيقات الحاسوب، وشقيقه إعجاز ميرزا، وهو عالم مبتدئ في «منظمة أبحاث الدفاع والتطوير» الهندية. أما باقي المحتجزين، فهم أشخاص متعلمون أيضا وميسورو الحال إلى حد ما ولا يعتبرون من المنتجات النمطية للمدارس الدينية في الهند.

كان هؤلاء الأشخاص يخططون لاغتيال بعض أبرز المشرعين والزعماء الدينيين وكتاب الأعمدة في الصحف.

أدلى أحد المشتبه فيهم الذي ألقت قوات الشرطة القبض عليه منذ بضعة أشهر، باعترافات مثيرة للغاية أثناء استجوابه حول استراتيجيات التجنيد الجديدة.

تقول المصادر إن هذا المشتبه فيه قال: «تحاول الجماعات الإرهابية جاهدة البحث عن شبان صغار السن يتحدثون اللغة الإنجليزية بطلاقة ويجيدون استخدام الإنترنت والحاسوب، والأهم من ذلك كله أن مظهرهم ينبغي أن يكون مختلفا، حيث يجب أن يكون هؤلاء المجندون الجدد في المنظمات الإرهابية يرتدون ملابس عادية، سراويل جينز وقمصانا، مثل باقي الشبان الآخرين».

وعند الاطلاع على سيرته الشخصية، نظر إليه صاحب العمل المحتمل - رئيس تحرير صحيفة «الكانادا نيوز» اليومية الشهيرة - نظرة حادة للغاية وقذف بسيرته الذاتية عبر الطاولة، مؤكدا أنها تشبه السير الذاتية لأعضاء حركة طالبان. كانت هذه هي المحاولة الأولى لمعطي الرحمن صديقي للتقدم للحصول على وظيفة، حيث شعر بالغضب الشديد لأنه كان مستهدفا فقط لكونه بارعا في اللغة الأردية وتعاليم الدين الإسلامي، حسب ما كان يعتقد.

ومنذ نحو أسبوعين، قامت قوات الشرطة بإلقاء القبض على هذا الصحافي، الذي يعمل في إحدى الصحف اليومية الشهيرة الناطقة باللغة الإنجليزية والذي يبلغ من العمر 26 عاما وينتمي في الأساس إلى ولاية أوتار براديش، إلى جانب زملائه الخمسة في الغرفة بسبب تورطهم المزعوم في التخطيط لاغتيال بعض السياسيين اليمينيين والصحافيين المنحازين للدفاع عن الحق. تحول صديقي، الذي يتصف بالورع والإشراق والتحفظ، إلى نقطة الخلاف الرئيسية في المناقشات بين المتطرفين والمجتمع المدني ووكالات إنفاذ القانون في الهند.

سافر اثنان من الشبان المقبوض عليهم، عبد الحكيم جامادار، (25 عاما)، وظافر إقبال، وهو طبيب مؤهل يبلغ من العمر 27 عاما، بصورة سرية إلى باكستان في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي على أمل أن يتمكنوا من الوصول إلى أفغانستان للانضمام إلى الجماعات الإسلامية التي تحارب القوات متعددة الجنسيات هناك، حسب ما يؤكد المحققون.

قام العملاء الباكستانيون بتوقيف هذين الشابين في مدينة كراتشي الباكستانية للاشتباه في كونهم عملاء هنودا، ثم طلبوا منهم العودة مجددا إلى الهند للحصول على الوثائق الرسمية الخاصة بهم.

سافر الشابان إلى العاصمة الإيرانية طهران من مدينة بنغالور على متن طائرة شركة «العربية للطيران» في شهر ديسمبر عام 2011، بتأشيرة لمدة شهر، حيث قضوا ثمانية أيام في إيران قبل أن يقوموا بالعبور إلى ميناء جوادر في باكستان بعد رحلة طويلة على متن إحدى الشاحنات من مدينة ناوبانديان الإيرانية.