نقل نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مخاوفه من تطورات الوضع السوري إلى السفير التركي في بغداد، وأكد أن «حكومته تؤيد كل قرار يتخذه الشعب السوري لتقرير مصيره، ولكن من المهم أيضا أن تتحقق الأماني والمطالب التي حرم منها الشعب الكردي في سوريا».
جاء ذلك أثناء لقاء بارزاني مع السفير التركي في بغداد يونس دميرر، حيث تركزت مباحثاته حول الشأن السوري والتطورات الأخيرة التي تشهدها سوريا وخاصة ارتفاع وتيرة القمع وتزايد الضغوط الدولية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ونقل مصدر في المكتب الإعلامي لرئيس حكومة كردستان، أن «مباحثات بارزاني والسفير التركي ركزت على تطورات المنطقة إلى جانب بحث تعزيز العلاقات الثنائية، وخاصة في الجانب الاقتصادي والتجاري والطاقة، وتحدث بارزاني عن تطورات الموقف من المشاكل والخلافات القائمة بين أربيل وبغداد، في إطار الأزمة السياسية العامة التي تعصف بالعراق، مؤكدا أن موقف قيادة وحكومة الإقليم يركز على ضرورة وحتمية الالتزام بمبادئ وأسس الدستور العراقي لحل الخلافات، وأن الحوار هو الطريق الأسلم لفض المنازعات بدل اللجوء إلى لغة التهديد واستخدام أوراق الضغط السياسي والاقتصادي».
وفي الشأن السوري نقل المصدر الإعلامي، أن «بارزاني أعرب عن مخاوفه وقلق قيادة إقليم كردستان من تطورات الملف السوري، خاصة مع تفاقم الأوضاع هناك والتصاعد الخطير في وتائر القمع السلطوي ضد الشعب»، وقال «نشعر بقلق بالغ من إراقة هذا الكم الهائل من دماء السوريين بشكل يومي، ولدينا مخاوف من تداعيات هذه الأحداث على منطقتنا، وفي ما يتعلق بموقف قيادة وحكومة الإقليم فإننا ندعم ونؤيد كل قرار يتخذه الشعب السوري لتقرير مصيره ومستقبله، ولكن في المقام الأول نحن يهمنا أن يحقق الشعب الكردي هناك حقوقه ومطالبه الوطنية والقومية التي حرم منها لعقود طويلة، ونرى أن النظام الديمقراطي التعددي هو النظام الأنسب لقيادة سوريا نحو المستقبل».
وفي سياق متصل، بحث محافظ السليمانية مع مسؤولة بمنظمة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أوجه التعاون والتنسيق المشترك لافتتاح مخيم جديد في المدينة لإيواء اللاجئين السوريين الذين تتزايد أعدادهم في إقليم كردستان.
ونقل بيان صدر عن المكتب الخاص لمحافظ السليمانية وأرسلت نسخة منه إلى «الشرق الأوسط»، أن بهروز حمة صالح محافظ السليمانية عقد اجتماعا مع الدكتورة كلير بورجوس ممثلة منظمة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس للتباحث حول وضع اللاجئين السوريين بشكل عام في كردستان، وأولئك الذين اختاروا مدينة السليمانية للإقامة فيها.
وقال البيان إن «مفوضية شؤون اللاجئين بصدد إجراء مراجعة عامة لأوضاع اللاجئين السوريين في كردستان العراق وتوفير مستلزماتهم الحياتية، وإن محافظ السليمانية أبدى استعداد حكومة الإقليم لتقديم كل ما بوسعها لتحسين أحوال اللاجئين، وأشار المحافظ أثناء اللقاء إلى أنه على الرغم من العدد المحدود من اللاجئين المتوجهين إلى محافظة السليمانية، ولكن يتوقع أن يزداد عددهم في كردستان خصوصا مع استمرار تطورات الوضع الميداني بسوريا، ولذلك قدم المحافظ اقتراحا يقضي بإنشاء مخيم جديد لإيواء النازحين لكي تتمكن سلطات المحافظة من تقديم خدمات أفضل لمن يقيم فيها حاليا أو الذين يتوقع لجوؤهم إلى المدينة في المرحلة القادمة، وعرض على المسؤولة الأممية التعاون والتنسيق المشترك بين دوائر المحافظة ومكاتب المنظمة من أجل إقامة هذا المخيم وتأمين مستلزماته الأساسية»، ونقل المصدر أن «محافظ المدينة قال إن هناك عددا من اللاجئين السوريين موجودين حاليا في المدينة، ولكن لا يمكن للسلطات المحلية أن ترحلهم إلى مخيم دهوك، وبدلا من ذلك تقترح المحافظة فتح مخيم ثان للسوريين في مدينة السليمانية لكي تتمكن حكومة الإقليم من خدمتهم ورعايتهم بشكل أفضل وتحسين مستوى الخدمات الصحية والتعليمية المقدمة لهم».