4 قذائف في الدقيقة على الزبداني.. والنظام يدمر جسرا في دير الزور

تجدد القصف على دمشق.. وإعدامات ميدانية في مخيم اليرموك.. والجيش الحر يهاجم مطارا في إدلب

جانب من مظاهرة مناوئة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في بلدة عربين قرب دمشق مساء أول من أمس (رويترز)
TT

عادت العمليات العسكرية والمعارك إلى العاصمة السورية دمشق في موازاة استمرارها على جبهات مختلفة في معظم المناطق السورية ولا سيما منها حلب. وأعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن عدد قتلى أمس وصل كحصيلة أولية إلى مائة شخص أغلبهم في دمشق وريفها وعشرة منهم في مخيم اليرموك وآخرون في درعا وحمص وحلب وإدلب والرقة.

وفي العاصمة دمشق وريفها، أشارت لجان التنسيق المحلية إلى سقوط عدد من الجرحى في تجدد القصف على أحياء القدم والعسالي والحجر الأسود، كما أكد المسؤولون في تنسيقية اليرموك لـ«الشرق الأوسط» أن قوات النظام قامت بإعدام ثمانية شبان بالرصاص المباشر في حي دير ياسين في مخيم اليرموك، مضيفا «أن أحياء الحجر الأسود والتقدم والعروبة والزين تتعرض منذ أكثر من 10 أيام لقصف جنوني يؤدي إلى تهديم المنازل»، لافتا إلى أن معارك طاحنة منذ أيام عدة تقع في الحجر الأسود بين كل من الجيش الحر والجيش النظامي الذي لا ينجح في التقدم أكثر من 200 متر وذلك بمساندة المروحيات التي تطلق المتفجرات، ليعود وينسحب ليلا بعد المواجهة العنيفة التي يقوم بها عناصر الجيش الحر، مشيرا إلى أن النظام قام بإقفال مداخل الحجر الأسود لمنع الجيش الحر من التحرك، ويعتمد سياسة الأرض المحروقة انتقاما من المدنيين وأهالي المنطقة. مع العلم أن لواء الفاتحين في الجيش الحر كان قد أصدر بيانا منذ يومين أعلن فيه أن مركز القيادة العامة الموجود في الحجر الأسود سيكون عرضة للاستهداف.

كما تعرضت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان بلدة عرطوز في ريف دمشق، لقصف عنيف من قبل القوات النظامية أدى لسقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل كما عثر في بلدة معضمية الشام على جثماني مواطنين اثنين من حي ركن الدين أحدهما طبيب والآخر فلسطيني وقد قتلا بإطلاق رصاص مباشر وقامت القوات النظامية بإطلاق النار عشوائيا من الحواجز المتمركزة في مدينة دوما، في حين كان القصف مستمرا على حي الحجر الأسود في محاولة لاقتحامه من شارع الـ30.

وفي حين ذكرت وكالة الأنباء السورية سانا «أن حي الميدان» بات خاليا من المسلحين، لفت نائب رئيس الأركان في الجيش الحر العقيد عارف الحمود لـ«الشرق الأوسط» إلى «أنه ومما لا شك فيه أن النظام لا يزال قويا في العاصمة دمشق، وهو بات يستقدم إليها الشبيحة الذين ألبسهم الزي العسكري من مختلف المناطق الموالية للمشاركة في العمليات العسكرية.

من جهتها، قالت لجان التنسيق المحلية، إن 16 جريحا، كحصيلة أولية، سقطوا في المعضمية جراء استهداف قوات النظام تشييعا بقذيفة هاون، لافتة إلى أن العدد مرشح للازدياد بعد تجدد القصف من المدفعية الثقيلة على أحياء المدينة، كما تعرضت مدينة الزبداني للقصف من قبل القوات النظامية السورية.

واعتبر مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، أنه وبعد القصف المستمر لليوم الثالث والسبعين على منطقة الزبداني لم تعد الاستغاثات ولا النداءات تكفي، مشيرا إلى أن القتلى والجرحى بالعشرات والقصف مستمر بمعدل بمعدل أربع قذائف في الدقيقة.

وفي إدلب، قالت عناصر من كتائب «شهداء سوريا» التابعة للجيش الحر إن الكتيبة هاجمت مطار أبو الظهور العسكري، وذكر الناشطون أن الكتيبة دمرت طائرة ميغ داخل المطار وتصدت لبعض الطائرات في الجو.

بدورها قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن من بين قتلى أمس ثلاثة من عائلة واحدة قضوا بنيران الشبيحة في بلدة التمانعة بإدلب. كما أسفر هجوم شنته طائرة مروحية على بلدة كفر عويد بإدلب عن مقتل خمسة أطفال وامرأة على الأقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» جثث أطفال موزعة في غرفة صغيرة. كما تعرضت بلدة بينين لقصف صاروخي من المروحيات.

وفي دير الزور دخل القصف المدفعي والصاروخي من طائرات الميغ يومه الـ95. وذكر المتحدث باسم المجلس الثوري للمدينة أن قوات النظام ألقت براميل متفجرة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين أدت إلى تسوية منازل عدة بالأرض.

وأشار إلى أن القوات النظامية قصفت جسرا حيويا في المدينة لمنع مرور المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى محتاجيها في المدينة.

وأضاف أن الجيش السوري الحر انتقل من مرحلة الدفاع إلى الهجوم على المقرات التي ما زالت تحت سيطرة الجيش النظامي، والسيطرة على أحياء ومناطق جديدة في المدينة. من جهته، أكد العقيد الحمود لـ«الشرق الأوسط» أن عمليات الجيش الحر انتقلت منذ أكثر من شهرين من الدفاع إلى الهجوم في مختلف المناطق السورية وأصبح يخوض حربا حقيقية تستخدم فيها كل أساليب القتال، لافتا إلى أن هذه العمليات كبدت النظام خسائر فادحة ولا سيما منها الاستيلاء على الحواجز والأسلحة.

وفي حلب: في غضون ذلك قال ناشطون إن الجيش الحر اقتحم مبنى البحوث العلمية في حي حلب الجديدة الذي تعرض لقصف عنيف من الطائرات الحربية. وذلك بعد اشتباكات وقعت ليلا بين الجيشين النظامي والحر حول مبنيي المخابرات الجوية والبحوث العلمية كما شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من مبنى البحوث رافقها تحليق طيران كثيف فوق المنطقة كما قامت الكتائب المقاتلة بمهاجمة حاجز المنصورة في حلب الجديدة وأنباء عن إصابات في صفوف الجيش النظامي، كما قصف جيش النظام حي بستان الباشا المجاور لحي الميدان، إضافة إلى أحياء العامرية والصاخور وقاضي عسكر والفردوس. وفي حمص تجدد قصف قوات النظام للرستن بالطيران وراجمات الصواريخ، بحسب لجان التنسيق التي قالت: إن قصفا عنيفا تعرضت له بلدات تسيل وسحم الجولان وجلين.

وذكر المرصد أن أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء حمص القديمة تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية السورية وقتل عنصر من الجيش الحر الملقب بـ«عاشق الحور» إثر كمين نصب له في القرى الشرقية بحمص مع آخرين كما تعرضت بلدة تلبيسة وقرية النقيرة ومدينة الرستن للقصف من قبل القوات النظامية السورية.

وفي درعا، حيث قتل خمسة مواطنين بينهم اثنان إثر إطلاق نار عشوائي في بلدة غباغب، قامت القوات النظامية باقتحام منطقة اللجاة بعدد كبير من الآليات رافقه اشتباكات وقصف بينما تعرضت بلدات بصرى الشام والكرك الشرقي وأم ولد للقصف.