الاحتجاجات العنيفة على الفيلم المسيء تتسع في العالم الإسلامي

مظاهرة عنيفة في كابل ضده * السفارتان الأميركية والكندية في الخرطوم تغلقان أبوابهما

يمنيات غاضبات يتظاهرن ضد الفيلم المسيء في صنعاء أمس (أ. ف. ب)
TT

استمرت المظاهرات أمس ضد الفيلم المسيء للإسلام الذي أنتج في الولايات المتحدة، خصوصا في أفغانستان وباكستان، حيث سقط قتيل في صدامات بين الشرطة ومحتجين بينما دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى أسبوع من الاحتجاجات. وقال قائد الشرطة الأفغانية محمد أيوب سالانجي إن مسلحين كانوا بين المتظاهرين أطلقوا النار خلال مظاهرة في كابل. وأضاف أن الشرطة لم ترد حتى لا تؤجج غضب المحتجين. وأضاف سالانجي لوكالة الصحافة الفرنسية أنه تعرض لإطلاق الرصاص «ثلاث مرات» موضحا أنه «محظوظ» ولم يصب سوى بحجارة رشقت على رجال الأمن. وتابع أن ما بين أربعين وخمسين شرطيا أصيبوا بجروح طفيفة بالحجارة أو بضربات عصي. وهي أول مظاهرة تشهد أعمال عنف في كابل وعموم أفغانستان احتجاجا على بث فيلم «براءة المسلمين» الذي أثار غضبا شديدا في عدد كبير من الدول الإسلامية.

ولم تتم التعبئة بسرعة في أفغانستان حيث يؤخذ أي مساس بالإسلام على محمل الجد. وسمحت دعوات إلى الهدوء أطلقتها سلطات سياسية ودينية على ما يبدو إلى تهدئة إلى حد ما في الوضع القابل للانفجار. وكانت أفغانستان شهدت مظاهرات بعد إحراق مصاحف في قاعدة أميركية، سقط خلالها 40 قتيلا وأكثر من مائتي جريح في فبراير (شباط) الماضي. وفي باكستان، أعلنت مصادر في الشرطة مقتل متظاهر وجرح اثنين آخرين أمس في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في مظاهرات احتجاجية على الفيلم المسيء للإسلام شمال غربي باكستان. وفي بيشاور المدينة الرئيسية في شمال غربي باكستان، نزل بين 2500 و3 آلاف طالب إلى الشوارع للاحتجاج على الفيلم وأطلقوا هتافات منددة بالولايات المتحدة وأحرقوا العلم الأميركي.

وقال المسؤول في شرطة بيشاور غل نواز خان لوكالة الصحافة الفرنسية إن ما بين 2500 و3 آلاف طالب وأستاذ وموظف في جامعة محلية تظاهروا في شوارع عاصمة ولاية خيبر باختونخوا. وأضاف أن المتظاهرين تفرقوا بهدوء.

من جهة أخرى اعتبر الحزب الحاكم في السودان سقوط «ضحايا» بين المحتجين على الفيلم المسيء للنبي «صلى الله عليه وسلم» دلالة على حرص السودان على تأمين السفارات الأجنبية.

وقال أمين العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الوطني الحاكم بروفسور إبراهيم غندور لـ«الشرق الأوسط»، إن الاحتجاجات الشعبية على الإساءة للمعتقدات الدينية أمر متوقع، وإن القرارات التي اتخذتها بعض السفارات الغربية بتقليص تمثيلها أو إغلاق مكاتبها غير مبررة. ودعا غندور ما سماها القوى التي أصابها «رزاز» الاحتجاجات لاعتبار الأمر ضمن الحراك الديمقراطي وحرية التعبير. وأضاف: «الضحايا الذين سقطوا كانوا من المحتجين والمتظاهرين، ما يؤكد أن الشرطة وقوات الأمن السودانية قد قامت بواجبها في حماية هذه السفارات». وتابع: «أي إجراءات تقوم بها هذه الجهات غير مبررة ولا داعي لها».

وكانت السفارة الأميركية بالخرطوم قد أغلقت مكاتبها على خلفية الاحتجاجات على الفيلم المسيء للرسول الكريم، وقلصت موظفيها غير الضروريين.

وقالت مصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط» إن السفارة أغلقت مكاتبها دون إشعار، بعد أن أعلنت رسميا في نشرة على موقعها على الإنترنت عن إغلاق القسم القنصلي إلى أجل غير مسمى ابتداء من 15 سبتمبر (أيلول) الجاري. ونقلت تقارير صحافية أن وزارة الخارجية الأميركية هددت بنقل سفارتها إلى دولة مجاورة إثر رفض السودان استقبال قوات خاصة «مارينز» لحماية السفارة.

من جهتها أغلقت الخارجية الكندية مكاتب سفارتها في الخرطوم لمدة يومين لذات الأسباب، فيما قلصت السفارة الألمانية حجم بعثتها بالسودان عقب الاعتداء عليها بالحرق والتحطيم في الاحتجاجات على الفيلم والرسوم الكاريكاتيرية المسيئة. وشهدت جاكرتا صدامات أولى بين الشرطة ومتظاهرين قرب السفارة الأميركية في العاصمة الإندونيسية.

إلى ذلك قرر وزير الخارجية الكندي جون بيرد، بعد إغلاق سفارة بلاده في الخرطوم طوال أول من أمس، تمديد هذا الإغلاق إلى أمس، وفق ما أفاد المتحدث باسمه. وكانت ثلاث سفارات كندية أغلقت يوم الأحد في القاهرة وطرابلس والخرطوم. وقال المتحدث ريك روث لوكالة الصحافة الفرنسية «في إجراء أمني وقائي ولضمان حماية الموظفين الكنديين في الخارج».