اشتباكات ضارية في حلب وغنائم كبيرة للجيش الحر في إدلب ودرعا

الطائرات الحربية التابعة للنظام تقصف دير الزور ببراميل متفجرة

أحد الناجين من قصف القوات السورية لحي شيخ فارس في مدينة حلب يصل إلى المستشفى أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

تشعب المشهد الأمني في سوريا يوم أمس بين مدينتي حلب ودمشق ومناطق دير الزور التي شهدت أمس، وبحسب ناشطين، على قصف ببراميل متفجرة أوقعت عشرات القتلى. وقال ناشطون إن الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري قصفت دير الزور ببراميل متفجرة. وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة وشبكة «شام» الإخبارية، أن مدينة الصور في الريف شهدت حملة أمنية عنيفة أدت لمقتل العشرات. وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن سقوط ما يزيد على 80 قتيلا في مختلف المناطق السورية.

وفي حلب، اندلعت مواجهات وصفها ناشطون بـ«الضارية» في مختلف أحياء المدينة. وقال محمد الحلبي، الناطق باسم مجلس الثورة في حلب لـ«الشرق الأوسط» إن «المياه انقطعت أمس وبشكل كامل عن المدينة بمختلف أحيائها، مما ينذر بكارثة إنسانية كبرى»، لافتا إلى أن الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام تتركز في أحياء صلاح الدين وسيف الدولة والإذاعة كما في الميدان والعرقوب، وأضاف: «دمار كبير يلف المناطق ويمكن رؤية سحب الدخان تغطي الأحياء الشرقية وهو نتيجة استخدام براميل (تي إن تي) المتفجرة».

وأشار الحلبي إلى سقوط 27 قتيلا في حلب في اليومين الماضيين، سقط 12 منهم برصاص القنص بعدما ركز النظام استخدامه للقناصة الذين باتوا منتشرين في أكثر من حي، وقال: «كما نشر النظام عددا هائلا من الجنود والمدفعية في وسط المدينة وبالتحديد في الجميلية حيث يستخدم السيارات المدنية والعمومية خوفا من استهداف قوات الأمن من قبل الجيش الحر».

بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المواجهات وقعت في حي بستان القصر وحي الإذاعة المجاور اللذين تعرضا لقصف من القوات النظامية، بحسب ما أفاد السكان. كما اندلعت مواجهات في حي السكري حيث يتحصن مقاتلو المعارضة، بحسب السكان. وأوضح المرصد أن مدنيين لقيا حتفهما جراء القصف الذي تعرض له حي الصاخور شرق حلب.

في المقابل، أكدت القوات النظامية أنها سيطرت على حي الميدان بعد اشتباكات استمرت أسبوعا، لكنها نصحت السكان بتجنب بعض جوانب الحي، مشيرة إلى تحصن عدد من القناصة فيها. وكانت صحيفة «الوطن» التابعة للنظام ذكرت أن «وحدات من الجيش تمكنت من تطهير حي الميدان الحلبي من فلول المسلحين، في انتظار إعلانه منطقة آمنة خلال الـ24 ساعة المقبلة»، مما «سيفتح الأبواب أمام تطهير» الأحياء المجاورة، ومنها باب الباشا وسليمان الحلبي والصاخور. لكن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن الوضع في حلب دائم التبدل.. «عندما يقول الجيش إنه يسيطر على حي، فالأمر ليس سوى مؤقتا. يسيطرون على أحياء ولا تلبث أن تندلع مواجهات مع الكتائب الثائرة». وأوضح أن القوات النظامية لم «تستعد» حي الميدان لأنه لم يكن أساسا تحت سيطرة المقاتلين الذين «كانوا يستحوذون فقط على مركز للشرطة وشارعين أو ثلاثة».

وأفاد المرصد أن مدنيين قتلا في قصف على مدينة الباب، كما سجل قصف على مدينة السفيرة وبلدتي قبتان الجبل وحريتان.

وفي ريف حلب، قصفت طائرات سورية بلدة قبتان الجبل ببراميل تحتوي مادة «تي إن تي» المتفجرة وفق ما قالت شبكة شام.

وفي درعا، قالت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل إن عناصر الجيش الحر تمكنوا من تفجير قاعدة الدفاع الجوي الموجودة بين كحيل والطيبة وأسروا ضابطين و25 جنديا.

وأظهر مقطع فيديو نشر على موقع «يوتيوب» مقاتلين من «الجيش السوري الحر» يغنمون دبابات وآليات حربية خلال مواجهة مع القوات النظامية قبل اعتقال ضابط من «الجيش السوري» كان مختبئا داخل حفرة في بلدة باب الهوى. وبدا الضابط السوري مرتعبا داخل الحفرة قبل أن يقول له العناصر: «اخرج عليك الأمان». وفور خروجه طلب الجيش الحر الهوية من الضابط قائلين له: «إذا قررت الاستسلام أو الانتساب للجيش الحر فلا تخف». وبالتزامن، قال ناشطون إن الجيش السوري الحر نفذ عددا من العمليات النوعية في العاصمة دمشق خاصة في الغوطة الشرقية وطريق المطار ثأرا لأطفال سوريا الذين اغتالتهم قوات النظام.

وتحدثت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أيضا عن قصف بمدافع الهاون والدبابات استهدف صباح أمس أحياء العسالي والقدم والحجر الأسود وسط تحليق للطيران المروحي فوق هذه الأحياء التي ينتشر فيها عناصر من الجيش الحر. وتحدثت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل عن «عمليات نوعية قام بها لواء (درع الغوطة) ولواء (أبابيل حوران) وكتائب (أمهات المؤمنين) وعدد من الكتائب الأخرى والألوية في ريف دمشق من خلال استهداف حاجز الجسر الخامس على طريق المطار الدولي وكذلك حاجز الجسر الرابع وحاجز طريق الغوطة الرئيسي». وقالت القيادة إن هذه الجسور دمرت بالكامل وكذلك عدد من النقاط الأمنية على طريق مطار الغوطة.

وفي محيط دمشق، هدم جنود سوريون عشرات المنازل التي تعود إلى ناشطين؛ حسب ما أوردت صفحة الثورة السورية عبر موقع «فيس بوك». وأشار ناشطون إلى قصف على مناطق في ريف دمشق بينها جديدة عرطوز التي استهدفها الفوج 153.

وفي ريف دمشق، أشار المرصد إلى تعرض بلدة معضمية الشام للقصف، بينما سجل سماع أصوات إطلاق نار كثيف في البلدة.

وفي محافظة حمص، تعرضت مدينة الرستن للقصف فجر الثلاثاء، بينما سجلت اشتباكات على أطراف بلدة تلبيسة التي تعرضت أيضا للقصف، بحسب المرصد.

وفي إدلب، أفيد عن قصف عنيف على قرية البشيرية من حاجز المعصرة في بلدة محمبل، وقال ناشطون إن «القصف استهدف مدارس أثناء وجود طلاب بداخلها».

هذا، وتعرضت مدينة كفرزيتا لقصف صاروخي ومدفعي عشوائي تسبب في دمار كبير في بيوت المدنين وأدى، بحسب ناشطين، لسقوط عدد من الجرحى.

ولقي ثلاثة سوريين مصرعهم في غارة نفذتها طائرة حربية، في قريتي «شويرين» و«راعل» بالقرب من الحدود السورية التركية، أدت إلى تدمير مدرسة وجامع ومقبرة، في إطار الهجمات المستمرة التي تنفذها القوات الحكومية السورية.

وأفاد «محمد سليمان»، وهو شاهد عيان، أن الهجوم أثار الهلع في نفوس المواطنين لا سيما الأطفال، الذين كانوا يلعبون خارج منازلهم أثناء الهجوم، مشيرا إلى أن الهجوم دمر مدرسة القرية، وخرب المقبرة والمسجد وبعض بيوت المواطنين، وبقيت فيها عدة قذائف لم تنفجر. وأضاف «سليمان» أن الأهالي اضطروا لقضاء الليل بعيدا عن منازلهم، خشية معاودة القصف، وطالب كل الدول بالتدخل العاجل، لوقف الهجمات الجوية على المدنيين السوريين. واستهدف الهجوم مبنى البلدية القديم في قرية «راعل»، وأدى إلى خراب واسع في منازل المدنيين وجرح العديد منهم.