شفيق: حزب الحركة الوطنية سيشكل جبهة معارضة ضد النظام الحاكم

المرشح الرئاسي السابق لـ«الشرق الأوسط»: الجميع يعلم براءتي.. و«الإخوان» سيندمون على أخطائهم ضدي

وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لدى لقائه شيخ الأزهر أحمد الطيب في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

قال الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق في مصر، إن حزب الحركة الوطنية المصرية الذي أعلن عن تأسيسه مؤخرا، سيهدف من خلاله إلى السعي لإقامة دولة مدنية، مؤكدا أن الحزب لكل المصريين، وبرنامجه الأول هو أن تكون مصر دولة عصرية وعادلة ورائدة.

وتحدث شفيق لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من الإمارات العربية المتحدة، حيث يقيم حاليا، قائلا «الحركة الوطنية هي حركة شاملة، فنحن نجتمع حول مائدة واحدة لتوحيد الأفكار بين التوجهات السياسية التي تتفق معنا في الرأي».

وقال إن الحزب سيعمل على إنقاذ البلاد من حكم الحزب الواحد، الأمر الذي وجد على مدار 60 عاما، كما سيعمل على تشكيل تكتل يضغط كمعارضة مؤثرة وقوية بعيدا عن المعارضة السطحية، التي تعبر عن أحجام صغيرة من الأحزاب تضحك على أنفسها.

وناشد شفيق جميع المصريين الوقوف بكل قوة والتصدي لمحاولات أن تكون قيادات الدولة من حزب واحد أو من «الإخوان المسلمين»، قائلا «لا يجب أن يقتصر دور الأحزاب الأخرى على إكمال الصورة فقط، فلا بد أن يكون لدينا قوة تنافس النظام الحاكم، بل تكون أقوى منه»، مشيرا إلى أن حزبه لن يسمح بالانفراد بالحكم من خلال حزب واحد، وراهن في ذلك على المواطن المصري، موضحا أنه لا بد أن يتم تثقيفه لكي يفهم ما يدور حوله من تغييرات، يترجمها عند نزوله على صندوق الانتخابات.

وبسؤاله عن تقديم حزب الحركة الوطنية المصرية مرشحا في الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال شفيق باقتضاب: «وارد ومحتمل بشكل كبير أن نقدم مرشحا يمثل الحزب».

وحول معايير الانضمام للحزب، قال شفيق: «لا توجد أي معايير ولا أي قيود، نحن نرحب بالجميع ونبتعد عن إقصاء أي شخص، وسيكون الحكم على أي شخص ينضم للحزب من خلال عمله وتفاعله وتقديمه إنجازات لصالح البلد». وعما يثار عن انضمام أعضاء في الحزب الوطني (المنحل) للحزب الجديد أجاب: «هذه الأفكار انتهينا منها، وأبدي انزعاجي ممن يفكر بهذه الطريقة، وأدعوه إلى التخلص من هذه الأفكار، والنظر نظرة مشرقة ومستقبلية».

ونفى الفريق شفيق تولي عضو مجلس الشعب السابق محمد أبو حامد رئاسة حزب الحركة الوطنية المصرية، مؤكدا أنه ليس إلا شخصا ضمن أعضاء الحركة. وأشار إلى الانتقادات التي تثار حول أبو حامد بالقول: «سيكون مختلفا معي».

وأشار إلى أن الحزب في الفترة الأولى له سيعقد جلسات عمل مكثفة، يرأسها الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون لحقوق الإنسان، وأستاذ علم الاجتماع السياسي. أما بخصوص أولويات الحركة في الفترة المقبلة، فقال: «بمنتهى الأمانة ما زلنا ندرس وضع الأولويات بعيدا عن كل المصالح الشخصية، وبعيدا عن الانفراد بالبرامج لأي شخص، ولكن البرنامج الوحيد المتفق عليه هو مصلحة مصر». وعقب شفيق على إدارة الحزب وهو خارج مصر، قائلا «أنا مشارك من مكاني هنا، وأمثل فردا من ضمن الأفراد الموجودين في الحركة، وأتحدث كمواطن عادي منضم لهذه الحركة فقط».

من ناحية أخرى، علق شفيق على اتجاه الكثير من المواطنين المصريين بإقامة دعاوى قضائية ضده بشكل مكثف خلال الأيام الماضية، قائلا «هذه سمة النظام الحاكم اليوم، يعتقدون أنهم بذلك يستطيعون أن يهدموني ويبعدوني عن الساحة، كما أن من يريد الآن أن يرضي المسؤولين أو يتملقهم يقوم برفع دعوى قضائية ضدي».

وعن تطورات قضية الطيارين التي تشهدها ساحات القضاء حاليا، قال شفيق: «أريد أن أسأل (الإخوان المسلمين) لماذا وضع اسمي كمتهم أول في القضية؟ وأنا أتحدى أي شخص منهم أن تكون لديه إجابة عن هذا السؤال، ولكن هكذا تسير الأمور في مصر اليوم، وما أريد قوله إنهم سيندمون أشد الندم على كل خطأ قاموا به ضدي، والأيام المقبلة ستثبت صحة كلامي».

وأشار شفيق إلى أنه استقبل بالضحك البيان الذي صدر من رئاسة الجمهورية المصرية والذي أشار إلى أن تحويله للجنايات ليس مسيسا. وتابع: «الجميع يعلم براءتي، وأؤكد أن (الإخوان) لن ينجحوا فيما يفكرون فيه بشأني». وحول رؤيته للأوضاع الداخلية في مصر، توقع شفيق عودة مجلس الشعب المنحل بنسبة قليلة، وفي حال رجوعه تنبأ بحدوث كارثة حقيقة، مؤكدا أن القانون يقول إنه لا وجود لشرعيته.

أما عن رؤيته للتعامل المصري مع أزمة الفيلم المسيء للرسول، صلى الله عليه وسلم، وأحداث اقتحام السفارة الأميركية، فقال: «إن المسؤولين لم يتعاملوا بالشكل المناسب مع الموقف، ولم يتم التصرف بعقلانية»، معلقا على كيفية التعامل السليم من وجهة نظره مع الأزمة بالقول: «هذا دور الدولة وليس دوري، فهذه أزمتهم ولا بد أن يقوموا بحلها».

وفيما يخص التصريحات التي تناولتها وسائل الإعلام مؤخرا عن إبداء «الإخوان» رغبة في التصالح مع أفراد النظام السابق في حالة عودة الأموال المنهوبة من الدولة، قال: «أطالبهم بالتصالح مع أنفسهم أولا، كي يستطيعوا التصالح مع أي شخص آخر». وعن تصريحاته السابقة عن استعداده مقابلة الرئيس محمد مرسي في دبي، قال: «ما زالت أؤكد أنني على أتم الاستعداد وإذا تمت دعوتي لمقابلته سأفعل ذلك».