عزت الرشق لـ «الشرق الأوسط» : يسعدنا وجود مكتب للحركة بالقاهرة.. والرئاسة المصرية تنفي أي ترتيبات للقاء مع مشعل

رئيس وزراء مصر هشام قنديل مستقبلا رئيس حكومة غزة في مكتبه بالقاهرة مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

غداة اللقاء الذي تم بين رئيس الوزراء المصري هشام قنديل ورئيس الوزراء المقال في قطاع غزة إسماعيل هنية، استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في مقر الرئاسة بمدينة رام الله السفير المصري ياسر عثمان، للتعبير عن احتجاج مبطن على الاستقبال الرسمي لهنية ومشعل في القاهرة. وأكد أبو مازن في هذا اللقاء «ضرورة التمسك بوحدة التمثيل الفلسطيني، والتنبه والحذر من كل المحاولات الرامية إلى العبث بهذه القضية المصيرية، لأنها تشكل تأييدا ودعما لمخططات الانقسام والحلول المشبوهة للقضية الفلسطينية».

ونقل عثمان لأبو مازن رسالة تؤكد أن مصر متمسكة بوحدة التمثيل الفلسطيني، وبالمشروع الوطني الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967. وأكد السفير المصري حرص بلاده على التخفيف من وطأة الحصار على الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة، وفي نفس الوقت حرصها، كما كانت دائما، على أن تظل غزة جزءا من المشروع الوطني والوحدة الجغرافية والسياسية للشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية المستقلة.

وأعلن طاهر النونو، المتحدث باسم الحكومة المقالة، أن هنية بحث مع قنديل الليلة قبل الماضية ملفات مهمة تتعلق بإنهاء معاناة غزة، مؤكدا أن «الاجتماع إيجابي، وبحث هنية إمكانية إقامة منطقة تجارية حرة على الحدود بين غزة ومصر بما يضمن إغلاق الأنفاق المنتشرة على طول الحدود». ووصف النونو هذا اللقاء، الذي يعد الأول من نوعه مع رئيس الوزراء المصري، بالإيجابي. وأكد أن «هذه اللقاءات ستتواصل لتنفيذ ما تم نقاشه وبحثه بين رئيسي الوزراء، خاصة في ظل وجود نوايا إيجابية لدى القيادة المصرية».

في غضون ذلك وخلافا لما أشيع عن لقاء مرتقب بين الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، أعلنت الرئاسة المصرية أنه ليست على أجندة الرئيس مرسي حاليا أية لقاءات مع وفود فلسطينية. وقال ياسر علي، المتحدث باسم الرئاسة، في تصريحات للصحافيين بمقر رئاسة الجمهورية، أمس، إن مرسي ليست لديه أية لقاءات مع وفود فلسطينية، سواء من السلطة الفلسطينية أو حماس.

وكان عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحماس، قد قال لــ«الشرق الأوسط» إن «لقاء مرسي - مشعل اليوم الذي سيشارك فيه أعضاء المكتب السياسي للحركة من الداخل والخارج، سيتركز حول ملفين: الأول هو سبل توحيد الصف الفلسطيني وإنجاز ملف المصالحة الفلسطينية، والثاني ملف غزة وكيفية تقديم التسهيلات في معبر رفح».

وقال الرشق إن «هذه هي الزيارة الثانية لوفد حماس مع الرئيس محمد مرسي، فالزيارة الأولى كانت زيارة تأسيسية، أما هذه الزيارة فهي للبناء على ما تم، ومتابعة تطوير العلاقة الثنائية، وبحث الملفات الرئيسية المشتركة»، وتابع قائلا: «مصر بالنسبة لنا هي التي تمسك الملفات الرئيسية للقضية الفلسطينية ولا سيما ملف المصالحة، وتتعامل معها بجدية كاملة، ونحن معنيون بمواصلة التعاون والتنسيق المشترك لإنجاز الملفات المختلفة»، مشيرا إلى أن الخطاب الذي صدر مؤخرا من مسؤولين في حركة فتح، وعلى رأسهم أبو مازن، لم يكن مناسبا ولا يخدم ملف المصالحة الفلسطينية، معربا عن أمله أن يتمكن الراعي المصري من تجاوز كافة العقبات والوصول لنتائج ملموسة يشعر بها المواطن الفلسطيني. وأضاف الرشق أنه خلال لقاء قيادات الحركة الرئيس مرسي في الزيارة السابقة، استمعوا إلى تأكيدات من جانبه على حرص مصر على توحيد الصف الفلسطيني وإنجاز ملف المصالحة، لافتا إلى أنه «كانت هناك خطوات عملية وعدوا بها، وبالفعل بدأت على الأرض من خلال دور أكثر فاعلية للمسؤولين المصريين في متابعة التوافقات والاتفاقات على الأرض». وقال الرشق: «إن الملف الآخر الذي سيتم بحثه خلال اللقاء هو ملف غزة وكيفية التعامل مع حركة الناس ومعيشتهم، ومتابعة الخطوات الإيجابية التي بدأها الرئيس مرسي سابقا، من خلال تنفيذ وإنجاز تسهيلات حقيقية وكبيرة بالنسبة لحركة الناس من وإلى قطاع غزة»، مؤكدا أن «الحركة تتابع مع المسؤولين في مصر الإجراءات الخاصة بالمعابر وترتيبات الحركة وتسهيلها، وكل القضايا الخاصة بالكهرباء وحركة البضائع وغيرها من القضايا التي سيتم مناقشتها بالتفصيل مع المسؤولين في مصر».

وعن إمكانية دعوة مصر للقاء قريب بين فتح وحماس لعقد جولة أخرى من المفاوضات، أوضح الرشق أن المهم بالنسبة له هو النتائج، سواء من خلال دعوة الطرفين أو من خلال تحرك مشترك بغض النظر عن الشكل، مضيفا: «كان خطأ كبيرا من أبو مازن أن يحصر المصالحة في ملف الانتخابات، فهو ملف مهم، ولكنه جزء من الاتفاق وليس كل الاتفاق، فالاتفاق يجب أن يحترم كله ونذهب لتطبيقه بشكل كامل وسليم ومتوازن، ونحن سنذهب للانتخابات، ولكن كجزء من عملية مصالحة متكاملة وليس فقط اختزالها في هذا الملف».

وبشأن الملف الأمني والتنسيق بين الحركة ومصر، خاصة في ظل الاتهامات التي وجهت لحماس بتورطها في حادث رفح الذي أسفر عن مقتل 16 جنديا وضابطا مصريا، قال الرشق: «هذا الملف يعالج بتنسيق على أعلى مستوى بين مصر وغزة، ونحن متعاونون مع مصر، ولا نرضي المساس بأمنها أو بأي جندي مصري، فالتعاون في هذا الشأن مستمر، وهذا الموضوع سيكون من المواضيع المطروحة خلال هذه الزيارة».

وقال عن سعي حماس لفتح مكتب لها في القاهرة على غرار حركة فتح: «العلاقة مع حماس أوسع من قضية مكتب، ونحن نتصل الآن بكل أركان الدولة المصرية: الرئيس والحكومة والخارجية والمخابرات العامة، فكل القنوات مفعلة بشكل جيد، ولكن حتى الآن لا يوجد مكتب رسمي لحماس، ونرجو أن يكون هناك مكتب، في الوقت الذي تكون فيه الظروف مواتية للإخوة في مصر، وسيسعدنا أن يكون هناك مكتب للحركة في القاهرة، ولكننا لا نريد أن نحرج أحدا».

وأكد الرشق أن «ثمة رغبة لدى قيادات الحركة في أن يستمر مشعل في موقعه، خاصة أن اللوائح التنظيمية تتيح له الاستمرار لدورة جديدة، لكن مشعل أبدى رغبته في عدم الترشح في انتخابات رئاسة المكتب السياسي، ونحن طالبناه بأن يصرف النظر عن هذا التوجه، وأن يترك الأمر للإخوة في مجلس الشورى»، لافتا إلى أن «عملية الانتخابات الداخلية للحركة صارت على قدم وساق، وتعطلت بسبب ظروف وتعقيدات الانتخابات في حماس ما بين الداخل والخارج في الضفة والقطاع، ولكن مع ذلك تسير عملية الانتخابات وتم إنجاز معظمها، وأمامها وقت ليس بطويل لإنجاز المرحلة الأخيرة منها».