رومني يهاجم حل الدولتين.. ويسبب إحراجا لحملته الانتخابية

في فيديو للمرشح الرئاسي الجمهوري: إحلال السلام ليس ممكنا وإقامة دولة فلسطينية غير مجدية

TT

ألقى شريط فيديو للمرشح الجمهوري ميت رومني ظلالا من الشكوك حول رؤيته للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وحل إقامة الدولتين، حيث شكك رومني في احتمالات التوصل إلى سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأكد أن التوصل إلى حل في المنطقة لا يمكن تصور إنجازه.

وأظهر الموقع الإلكتروني لمجلة «الام جونز» اليسارية شريط فيديو لرومني خلال حملة جمع تبرعات لحملته الليلة قبل الماضية، يتحدث فيه عن اعتقاده بأن إحلال السلام في الشرق الأوسط ليس ممكنا، وأن الحديث عن إمكانية قيام دولة فلسطينية ليس مجديا.

ونشرت المجلة هذا الفيديو صباح أمس والذي يقول رومني فيه «أنا كنت ممزقا بين منظورين لقضية السلام، واحد وهو الذي أتبناه منذ وقت وهو أن الفلسطينيين ليس لديهم اهتمام على الإطلاق بإقامة السلام، وأن الطريق إلى إرساء السلام هو أمر لا يمكن التفكير بإمكانية إنجازه». ويمضي رومني متحدثا عن العوائق التي يراها تعوق حل ما يسمى بإقامة دولتين والذي من شأنه أن يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل.

ويشير رومني إلى معوقات جغرافية منها قرب تل أبيب من الحدود المحتملة بين الدولتين. ويقول «البعض يقول دعوا الفلسطينيين يحصلوا على الضفة الغربية ويقيموا دولتهم، لكن جغرافيا، فإن الحدود بين إسرائيل والضفة ستكون قريبه من تل أبيب، العاصمة المالية والصناعية لإسرائيل، وستكون الحدود على بعد سبعة أميال، والجانب الآخر من الضفة الغربية والدولة الفلسطينية الوليدة سيكون إما سوريا أو الأردن، وبالطبع فإن الإيرانيين سيريدون القيام في الضفة الغربية بمثل ما قاموا به في لبنان، وجلب صواريخ وأسلحة لتهديد إسرائيل، وهنا ستقول إسرائيل إن هذا لا يمكن أن يحدث، وهذا يعني مراقبة إسرائيل للحدود مع سوريا والأردن، وهنا سيقول الفلسطينيون نحن دولة مستقلة ونقوم بمراقبة حدونا بأنفسنا».

ويضيف رومني «ماذا عن الطيران في هذه الدولة، هل ستسمح لطائرات عسكرية تحمل أسلحة أن تدخل وما الذي يضمن أنها لن تسمح بدخول أسلحة».

ويؤكد رومني في الفيديو «هذه المشكلات صعبة جدا لإيجاد حلول لها، أليس كذلك؟ أنا أنظر إلى الفلسطينيين وهم لا يريدون أن يروا مسارا للسلام لأغراض سياسية، وهم ملتزمون بتدمير إسرائيل والقضاء عليها وفي هذه القضايا الشائكة أقول (لا يوجد أي حل)».

ويؤكد رومني لمناصريه أنه إذا فاز فإنه سيعمل على تحريك الأمور بأفضل طريقة يستطيع القيام بها، ويقول «سنأمل في تحقيق درجة من الاستقرار، لكنكم تدركون أنها ستظل مشكلة مستعصية على الحل». وأضاف «سنركل الكرة إلى الملعب ونأمل في نهاية المطاف أن شيئا ما سيحدث، وستجد طريقها للحل، لكننا لن نذهب إلى الحرب في محاولة لحلها قريبا».

ويؤكد رومني أنه ضد فرض أي ضغوط على إسرائيل ويقول «إن فكرة دفع إسرائيل لإعطاء أي شي للفلسطينيين لدفعهم للتصرف، هي أسوأ فكرة في العالم».

وأثار هذا الفيديو ردود أفعال واسعة وأثار تساؤلات حول سياسات رومني الخارجية واتجاهاته تجاه القضايا الأساسية في منطقة الشرق الأوسط في الوقت الذي يحاول فيه المرشح الجمهوري أن يعيد التركيز في حملته الانتخابية على خطة الإنقاذ الاقتصادي.

وقال أندريا سول المتحدث باسم حملة رومني الانتخابية «إن الفيديو يظهر رومني وهو يضع وصفا مفصلا لعدد من القضايا الصعبة التي يجب أن تحل من أجل التوصل إلى حل الدولتين». وأضاف «كما يقول رومني كثيرا، إن هناك حقيقة واحدة وهي أن السلام لا يمكن تحقيقه إذا كان هناك عناصر متطرفة من الجانب الفلسطيني ترفض الجلوس إلى طاولة المفاوضات والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود». وأكد سول أن «إقامة حكومة وحدة بين حماس، التي تعد منظمة إرهابية في غزة، وحركة فتح في الضفة ستقضي على احتمالات إرساء السلام. ويؤمن رومني بأن الطريق إلى حل الدولتين هو التأكيد على أمن إسرائيل وعدم فرض أي حواجز على قدرة الطرفين على خوض مفاوضات مباشرة».

وفي موقع حملة رومني على الإنترنت لا يشير المرشح الجمهوري في شرح سياسته الخارجية لأي دعم صريح لحل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. لكن الموقف المعلن للحزب الجمهوري يشير إلى تصور إقامة دولتين؛ إسرائيل مع القدس عاصمة لها ودولة فلسطين، والعيش معا في سلام وأمن. ويؤكد الحزب الجمهوري سعي الولايات المتحدة إلى إقامة سلام شامل ودائم في الشرق الأوسط عن طريق التفاوض بين الأطراف نفسها بمساعدة الولايات المتحدة.

وكان المرشح الجمهوري قد أعلن دعمه لحل إقامة الدولتين في مقابلة سابقة مع شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية في يوليو (تموز) الماضي عقب زيارته للقدس كجزء من جولة تضم ثلاث دول أجنبية. وقال رومني في مقابله مع المذيع وولف بليتزر «بالنسبة لقرار تحديد الحدود ونحن نمضي قدما في حل الدولتين، الذي أؤيده، لا بد أن يخرج قرار ترسيم الحدود من خلال عمل يقوم به الإسرائيليون والفلسطينيون». وأضاف «آمل ذلك، والعملية مستمرة بنجاح الآن، لكن الترسيم الدقيق للحدود هو أمر سأتركه للأطراف المتفاوضة أنفسها».

وينتقد رومني طريقة تعامل الرئيس أوباما مع إسرائيل، وقال في عدة مناسبات انتخابية إن أوباما لم يكن حليفا قويا بما يكفي لإسرائيل في معارضة طموحات إيران النووية. وينشد رومني حشد الأصوات الموالية لإسرائيل وكسب أصوات الناخبين اليهود في الولايات المتحدة.