أفغانستان: مقتل 12 في هجوم انتحاري استهدف حافلة قرب مطار كابل

الأمير هاري في أمان بعد استهداف المعسكر الذي يمكث فيه

واجهة صالة أفراح في طريق مطار كابل تحولت إلى قطع متناثرة بفعل التفجير الانتحاري الذي أدى إلى قتل تسعة موظفين أجانب وثلاثة أفغان صباح أمس (إ.ب.أ)
TT

قتل 12 شخصا على الأقل، بينهم تسعة أجانب، في كابل أمس، في عملية انتحارية بالسيارة المفخخة، تبنتها مجموعة متمردة انتقاما للفيلم المسيء للإسلام الذي أثار بثه موجة مظاهرات عنيفة في العالم الإسلامي.

ووقع الاعتداء صباح أمس على طريق يؤدي إلى مطار كابل ونفذته امرأة انتحارية، بحسب ما أفاد «الحزب الإسلامي» الذي تبنى العملية.

وأعلنت الشرطة في بيان أنه في نحو الساعة 6:45 (2:15 بتوقيت غرينتش) فجر انتحاري سيارته على طريق المطار في المنطقة 15، وقتل تسعة موظفين أجانب وثلاثة أفغان، كما أصيب شرطيان بجروح. وقال مصدر أمني أفغاني إن الأجانب موظفون في شركة خاصة تعمل في المطار، من دون أن يحدد جنسية الأجانب التسعة. إلى ذلك، أعلن متحدث باسم وزارة خارجية جنوب أفريقيا أن ثمانية من القتلى الـ12 مواطنون من جنوب أفريقيا يعملون لحساب شركة طيران خاصة. وقال المتحدث نيلسون كغويتي: «إن بعثتنا في إسلام آباد بباكستان المعتمدة أيضا لأفغانستان، أبلغتنا أن ثمانية جنوب أفريقيين هم بين القتلى جراء التفجير الذي وقع في كابل أمس». كذلك أفادت مصادر أمنية غربية بمقتل تسعة أجانب وأفغاني أو أفغانيين.

وشاهد مصور وكالة الصحافة الفرنسية في الموقع هيكل الحافلة الصغيرة متفحما ومن حوله جثث الضحايا، بعضها أشقر الشعر، عادا ست جثث على الأقل تشير ملامحها إلى أنها جثث غربيين.

ووقع الاعتداء على طريق يؤدي إلى المطار على مقربة من قصور الأعراس التي يقصدها الأفغان لأحياء حفلات الزفاف. لكن مصدرا أمنيا لفت إلى أن هذا لا يعني أن قصور الأعراس كانت الهدف، لأنه لم يكن هناك أي زفاف في هذا الوقت من النهار، مضيفا: «لم تقع أي عملية انتحارية منذ وقت طويل في هذا الحي». وأعلن «الحزب الإسلامي» أنه نفذ الاعتداء ردا على الفيلم المسيء للإسلام وللنبي محمد، الذي أدى بث مقاطع منه على موقع «يوتيوب» إلى موجة مظاهرات وأعمال عنف في العالم الإسلامي. وقال زبير الصديقي، المتحدث باسم المجموعة، في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية: «إن الاعتداء نفذته امرأة تدعى فاطمة. إنه رد على إهانة نبينا». ويعتبر «الحزب الإسلامي» ثاني أكبر مجموعة متمردة بعد حركة طالبان وهو بزعامة رئيس الوزراء الأسبق قلب الدين حكمتيار.

وخلال احتلال القوات السوفياتية أفغانستان من 1979 إلى 1989 كان حكمتيار واحدا من أبرز قادة الحرب الذين قاتلوا الجيش الأحمر والمستفيد الأول من المساعدة المالية ومن الأسلحة التي قدمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في تلك الفترة.

و«الحزب الإسلامي»، الذي ينشط خصوصا في شرق أفغانستان وفي محيط كابل، أبدى في الماضي انفتاحا أكبر من حركة طالبان على إجراء مفاوضات سلام، وهو يقيم صلات ملتبسة مع حركة طالبان. وصنفت واشنطن حكمتيار في 2003 على أنه إرهابي وتلاحقه لمشاركته في نشاطات تنظيم القاعدة وحركة طالبان ودعمه إياها، كما تقول وزارة الخارجية الأميركية.

وهذا ثاني اعتداء يقع في كابل خلال عشرة أيام. ففي الثامن من سبتمبر (أيلول) فجر فتى نفسه على مقربة من المقر العام لقوات «إيساف» الدولية، التابعة للحلف الأطلسي»، موقعا خمسة قتلى وستة جرحى.

من جهة أخرى، قرر الحلف الأطلسي الحد من عدد عملياته المشتركة مع القوات الأفغانية بعد مقتل 51 من جنوده هذه السنة برصاص عناصر من الشرطة أو الجيش الأفغانيين.

ويعتبر هذا القرار انتكاسة لاستراتيجية الائتلاف الغربي في أفغانستان، حيث يقوم بتدريب القوات المحلية على أمل أن تصبح جاهزة لتولي المسؤوليات الأمنية في البلاد عند استكمال انسحاب الجنود الدوليين في نهاية 2014. وأعلنت جهة تدعى «الحزب الإسلامي»، وهي جماعة مسلحة صغيرة متحالفة مع حركة طالبان، مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت إنه يأتي ردا على إنتاج الفيلم المسيء.

وقالت الجماعة إن امرأة شابة تبلغ من العمر 22 عاما قادت السيارة الملغومة التي تحمل نحو 300 كيلوغرام من المتفجرات وصدمتها بمركبة متوسطة، على الطريق المؤدي إلى مطار كابل الدولي، والهجوم هو رد فعل عنيف آخر على الفيلم الذي انتشر على الإنترنت، وأنتج في الولايات المتحدة الأميركية للسخرية من نبي الإسلام. وبدأت الاحتجاجات ضد الفيلم الأسبوع الماضي، بما في ذلك هجوم على القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية، مما أسفر عن مقتل السفير الأميركي كريس ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين.

وفي وقت تتصاعد الهجمات في افغانستان، نقل نجل ولي العهد البريطاني، الأمير هاري، إلى مكان آمن وتحت حماية مشددة، بعد الهجوم الذي شنه عناصر طالبان على معسكر كامب باستيون، الذي يخدم فيه بأفغانستان, كما أعلن الوزير البريطاني فيليب هاموند، مساء أول من أمس، لهيئة الإذاعة البريطانية. وقتل جنديان أميركيان في الهجوم الذي شنه مساء الجمعة متمردون أفغان على هذه القاعدة التابعة لحلف شمال الأطلسي في ولاية هلمند (جنوب). وأوضح هاموند أن «تدابير إضافية» اتخذت لحماية الأمير هاري, الثالث على ترتيب خلافة العرش البريطاني, الذي يقوم في الوقت الراهن بمهمته الثانية في أفغانستان.

وأضاف الوزير: «بالتأكيد, ثمة خطط بديلة, لكني لا أستطيع أن أتحدث عنها بالتفصيل. لو تجاوز المهاجمون محيط معسكر باستيون, لكان (هاري) نقل بأمان وتحت حماية مشددة». وقال هاموند إنه، خلال الهجوم, كان الأمير هاري على بعد كيلومترين مع عناصر آخرين من طواقم مروحيات «أباتشي»، ولم يتعرض للخطر. وأكد الوزير أن الأمير هاري «ليس أقل تعرضا أو أكثر تعرضا للخطر من أي طيار (أباتشي) آخر» خلال المعارك، لكنه يحظى بحماية قريبة.