آلاف اليمنيين يحيون الذكرى الأولى لـ«مجزرة كنتاكي».. والحكومة تقر تشكيل لجنة تحقيق في «انتهاكات» العام الماضي

فريق عسكري أردني في صنعاء للمساعدة في هيكلة الجيش

TT

أحيا آلاف اليمنيين أمس الذكرى الأولى لمجزرة جولة كنتاكي، التي قتل فيها أكثر من مائة شاب، وأصيب العشرات، من شباب الثورة الشعبية، ويتهم بارتكابها الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح ومعاونوه. وطافت مسيرة حاشدة خرجت من ساحة التغيير بصنعاء، عصر أمس، الشوارع التي شهدت أحداثا دموية العام الماضي، ورددوا شعارات ثورية، رافعين صور الشهداء، ولافتات تطالب بالقصاص من قاتليهم.

وتوعد المشاركون في الاحتفالية التي أقيمت في مكان المجزرة، والتي أسموها «جولة النصر»، الرئيس السابق بمحاكمته، مع أبنائه، وأعوانه، ممن اشترك في قتل شباب الساحات، مطالبين بنزع الحصانة عنه، بينما أكدت اللجنة التنظيمية للثورة الشعبية في بيان صحافي، تمسكها بملاحقة مرتكبي جرائم القتل التي حدثت العام الماضي، وقالت اللجنة، «عهدا لشهدائنا وجرحانا والمخفيين، أن أيادي الغدر التي سفكت دماءهم، لن تفلت من العقاب»، مؤكدة أنه لا يحق لأحد أن يمنح حصانة للقتلة، وأنه لا بد من المحاسبة والمحاكمة للقتلة عن كل جرائمهم التي ارتكبوها.

وكانت الحكومة اليمنية أقرت أمس، مشروع القرار الجمهوري الخاص بإنشاء وتشكيل لجنة للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان للعام 2011. وحدد مشروع القرار تكوين اللجنة وشروط المرشحين لعضويتها، إضافة إلى مهامها واختصاصاتها وصلاحياتها، على أن تكون مهمتها التحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني التي حدثت عام 2011، وممارسة ذلك بحيادية واستقلالية.

في موضوع آخر، وصل إلى صنعاء أمس فريق عسكري أردني لمساعدة اليمن في إعادة هيكلة قواته المسلحة، التي تعاني انقساما بين أنصار الثورة الشعبية بقيادة اللواء علي محسن الأحمر، وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بقيادة نجله العميد أحمد.

وبحث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في لقائه أمس بالفريق العسكري الأردني برئاسة رئيس هيئة القوى البشرية اللواء الركن محمد سليمان فرغل، طبيعة تركيبة القوات المسلحة اليمنية وتصنيفاتها بمختلف مستوياتها والظروف التي صاحبت مراحلها. وقال هادي، إن «اليمن تعيش وضعا صعبا ومعقدا وتحتاج إلى مساعدة لإعادة هيكلة قواتها المسلحة والأمن وفقا لما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة من أجل تجنيب اليمن ويلات الخلاف والانقسام والحرب الأهلية»، مشيرا إلى أن «الجيوش في أي بلد ترتكز على أسس وطنية بعيدة عن الولاءات الجهوية بكل جوانبها وتعتمد على نظام دقيق إداريا وماليا ومنظومة الإمداد والتمويل والإدارة الحازمة للتخزين والمستودعات ومنظومة الاتصالات الحديثة». ودعا هادي إلى أهمية إعطاء القوات البحرية أفضلية عند تنفيذ الهيكلة، نظرا لامتلاك اليمن ساحلا طويلا يزيد على 2500 كم، ومداخل دولية مهمة مثل مضيق باب المندب وما يستلزم ذلك من تنويع للمعدات والتسليح على أسس الاهتمام بالكيف قبل الكم وبما يحقق النمط الحديث المرتكز على سرعة الحركة والدقة والتركيز.

إلى ذلك، هاجم حزب المؤتمر الشعبي العام، الفعالية التي أقامها شباب الثورة الشعبية بمناسبة الذكرى الأولى لمجزرة كنتاكي والتي يتهم فيها رئيس الحزب بارتكابها، مهددا بأن هذه الفعاليات تدفع نحو العودة إلى العنف والصراعات.

واتهم مصدر في الدائرة الإعلامية للمؤتمر نشره موقعه الرسمي «المؤتمر نت» حزب الإصلاح الإسلامي، بتسيير مسيرات فوضوية لا تخدم العملية السياسية.

وقال المصدر، إن «مسيرات العناصر المتطرفة داخل تجمع الإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن) أعمال استفزازية مرفوضة لا تخدم التسوية السياسية والأمن والاستقرار». واعتبر الفعالية: «محاولة للتصعيد لاختلاق أزمات جديدة تقوم بها العناصر المتطرفة داخل تجمع الإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن) وطلاب وطالبات جامعة الإيمان وذلك باستغلال الظروف المعيشية للعاطلين عن العمل واستخدامهم بطريقة غير أخلاقية». وحذر المصدر المؤتمري، «من النتائج السلبية والعواقب الوخيمة لمثل هذه الأعمال الاستفزازية، وأن هذه الممارسات تدفع نحو العودة إلى العنف والصراعات وتعد محاولة للنكوص على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمنة».