آشتون التقت جليلي في إسطنبول.. ومحادثات بين وكالة الطاقة وإيران الشهر المقبل

إيران تطلق غواصة ومدمرة في الخليج تزامنا مع تدريبات أميركية غربية

رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يستقبل المفاوض الإيراني سعيد جليلي في مكتبه بأنقرة أمس (إ.ب.أ)
TT

تدرس إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية عقد لقاء جديد منتصف أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، رغم تصريحات لرئيس الوكالة الذرية الإيرانية بأن الوكالة مخترقة من «إرهابيين»، فيما التقت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون رئيسة وفد مفاوضي مجموعة «5+1» مع كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي في إسطنبول مساء أمس، في أول محادثات مباشرة بينهما منذ يونيو (حزيران) الماضي.

وقال دبلوماسيون في فيينا إن استعدادات تجرى حاليا لعقد لقاء بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في منتصف أكتوبر، سيعقب اجتماعا آخر بين رئيس الوكالة الذرية الإيرانية فريدون عباسي دواني والمدير العام للوكالة الدولية يوكيا أمانو في فيينا الاثنين المقبل. ولم تشر الوكالة الدولية إلى تواريخ محددة لإجراء مزيد من المحادثات، إلا أن أمانو قال في بيان أمس، إنه أبلغ عباس دواني أن الوكالة «ملتزمة بمواصلة الحوار» وعلى استعداد للاجتماع «في المستقبل القريب». لكنه شدد بعد جولات عدة من المحادثات غير المثمرة هذا العام كان آخرها في فيينا في 24 أغسطس (آب) الماضي، أنه ينبغي الاتفاق على «مقاربة ذات إطار لتوضيح كل المسائل المتعلقة ببرنامج إيران النووي، بما فيها ذات البعد العسكري المحتمل، وتطبيقها بأسرع وقت ممكن».

والتقت آشتون، رئيسة وفد مفاوضي «5+1»، وكبير المفاوضين الإيرانيين جليلي في إسطنبول. إلا أن بيان الوكالة أمس، لم يشر إلى اتهامات عباسي دواني في خطاب أول من أمس، أمام المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 155 دولة بأن «إرهابيين ومخربين» قد يكونون اخترقوا الوكالة. ورأى مارك فتزباتريك الخبير في شؤون الحد من الانتشار النووي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، أن تصريحات دواني «تثير الغضب» و«لا تستند إلى أي دليل مطلقا».

وقال فتزباتريك إن أجهزة الطرد المركزي التي تعالج اليورانيوم بسرعة تفوق سرعة الصوت «هي أجهزة حساسة للغاية لأية تغيرات غير مضبوطة في التيار الكهربائي، وقطع الكهرباء هو هدف طبيعي لأي شخص يرغب في وقف البرنامج (النووي الإيراني) بشكل سلمي». وتحدث تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي استنادا إلى عدد من المصادر من بينها وكالات استخبارات أجنبية عن أدلة على هذه النشاطات التي تعتقد الوكالة أنها جرت في إطار برنامج منتظم حتى عام 2003.

ويستخدم اليورانيوم المخصب لإنتاج الطاقة أو النظائر الطبية التي تستخدم في تشخيص بعض أنواع السرطان، لكن إذا تمت تنقيته بنسبة 90 في المائة، فيمكن أن يدخل في صنع السلاح النووي. لكن إيران تنفي على الدوام أي هدف عسكري لبرنامجها النووي، مؤكدة أن تخصيب اليورانيوم هو لأغراض سلمية. وكان عباسي قال أيضا أمام اجتماع وكالة الطاقة إن بلاده لا تخطط لتخصيب اليورانيوم بأكثر من 20% حسب ما جاء في وكالة «إرنا» الإيرانية. إلى ذلك، أطلقت إيران غواصة ومدمرة في الخليج من ميناء بندر عباس أمس، في الوقت الذي تقوم فيه القوات البحرية للولايات المتحدة ودول أخرى بمناورات في المياه نفسها للتدريب على الحفاظ على استمرار حركة الملاحة في الطرق البحرية في الخليج. وتجري الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وعدة دول في الشرق الأوسط تدريبات بحرية في الخليج هذا الأسبوع تركز على إزالة الألغام التي قد تضعها إيران أو جماعات مسلحة في طريق ناقلات النفط. وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن الغواصة «طارق-901» التي أعيد تجهيزها والمدمرة «سهند» أطلقتا بأوامر مباشرة من المرشد الأعلى علي خامنئي.

وفي الجانب الآخر من البلاد، زار خامنئي مدينة ناوشهر الساحلية الشمالية أمس لمتابعة طلبة البحرية وهم يتدربون على زرع الألغام وتحرير السفن المخطوفة وتدمير سفن العدو والقفز من طائرات الهليكوبتر، حسب ما أفاد موقعه الإلكتروني. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن خامنئي قوله لقادة الجيش: «يجب الوصول بالقوات المسلحة إلى قدرات لا يمكن معها لأحد أن يهاجم حمانا وشعب إيران العزيز». وحول التدريبات الأميركية قبالة هرمز، قال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري لوسائل إعلام محلية: «هذه تدريبات دفاعية لا نرى فيها أي تهديد»، وأضاف: «لن نجري تدريبات ردا عليها».