الجيش الإسرائيلي يجري مناورات مفاجئة بالذخيرة الحية على حرب مع سوريا

الناطق بلسان الجيش يحاول التخفيف من أبعاد التدريب: كان مقررا منذ فترة

مناورات عسكرية إسرائيلية في الجولان المحتلة أمس (أ.ب)
TT

كشف الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، عن إجراء تدريبات عسكرية مفاجئة، أمر بها رئيس الأركان، بيني غانتس، فجر أمس، واستمرت حتى ساعات المساء، وذلك لمحاكاة سيناريو مواجهات حربية مع سوريا. وتركزت المناورات في هضبة الجولان السورية المحتلة.

وأكد الناطق أن هذه التدريبات مخططة منذ عدة أسابيع وأعطي لها اسم «كنز وطني»، ولكن موعدها بقي مفتوحا. واختار غانتس تنفيذها بشكل مفاجئ، أمس، عندما كان الإسرائيليون يهمون بالعودة إلى إشغالهم بعد انتهاء عطلة رأس السنة العبرية. وقال إن هذه التدريبات كانت واسعة النطاق ونفذت بغالبيتها في منطقة هضبة الجولان، وتهدف لاختبار جاهزية عدد من وحدات الصف الأمامي، من الجيش النظامي وكذلك من جيش الاحتياط، من بينها سلاح الجو ووحدات قتالية تابعة لقيادة المنطقة الشمالية، وقيادة المنطقة الوسطى وسلاح المدرعات وسلاح المدفعية. وتم خلالها تفعيل جميع هذه الوحدات واستخدمت فيها النيران الحية.

وأكدت مصادر عسكرية أن هذه هي السنة الثانية على التوالي التي يجري فيها الجيش مثل هذه المناورات، ويختار لها موعدا عشية ذكرى حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973. وأضافت أن القوات الإسرائيلية تدربت على نقل قوات عسكرية إلى هضبة الجولان بواسطة طائرات الهليكوبتر.

يذكر أن وسائل الإعلام الإسرائيلية كانت قد ذكرت الأسبوع الماضي أن إسرائيل عززت من تواجد قواتها في الجولان المحتل وعلى امتداد الحدود مع سوريا تحسبا من إقدام الرئيس السوري، بشار الأسد، على مغامرة حربية قبيل سقوط نظامه على طريقة «علي وعلى أعدائي»، يطلق فيها صواريخ كيماوية أو صواريخ عادية طويلة المدى. كما أن الإسرائيليين يتحسبون من تدفق عدد كبير من اللاجئين السوريين إلى الجولان في حال تفاقم العمليات الحربية الداخلية في الجهة الشرقية من الجولان، أو وقوع أي هجمات أو عمليات أخرى ضد أهداف إسرائيلية تنطلق من الحدود السورية.

إلى ذلك، تواصل إسرائيل التأكيد على متابعتها عن كثب لمجمل التطورات في سوريا، وتأثيرات هذه التطورات على الجبهة الشمالية، لا سيما أن إسرائيل تلعب دورا بارزا، وفق مصادر أجنبية، في التحذير مما يسمى خيار نظام الأسد الكيماوي، وخوفها من «تسريب أسلحة غير تقليدية» من سوريا إلى حزب الله في لبنان. وأعلن الناطق الإسرائيلي أن جيشه يتابع بقلق الأنباء التي وردت من دمشق وأفادت بأن الأسد فحص إمكانية نقل أسلحة كيماوية إلى حزب الله قبل عدة أسابيع وأن التهديدات الإسرائيلية بقصف هذه الأسلحة وهي ما زالت على الأراضي السورية منعته من ذلك.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أجرى تدريبات كبيرة فقط قبل أسبوع، على طول الحدود مع سوريا ولبنان. وربطت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، في موقعها الإلكتروني أمس، ما بين التدريبين الأخيرين وبين تصريحات نائب رئيس أركان الجيش، يائير نافيه، الأسبوع الماضي، التي حذر فيها من «تدهور في الأوضاع الداخلية في سوريا، يقود إلى حرب صغيرة تتطور في وقت قليل إلى حرب إقليمية شاملة». وقصد يومها بالحرب الصغيرة، سيناريوهين، الأول: أن تقوم خلايا من أحد تنظيمي «القاعدة» أو «الجهاد الإسلامي» باستغلال الفراغ الذي سيخليه سقوط الأسد، لتسيطر على الشق الشرقي من الجولان وتستخدمه قاعدة لإطلاق عمليات ضد أهداف مدنية أو عسكرية في إسرائيل. والثاني: أن يتم تسريب صواريخ كيماوية أو صواريخ أخرى ذات نوعية متطورة من الجيش السوري إلى حزب الله في لبنان. وتحدثت مصادر عسكرية يومها عن صاروخ «ياحونت» الروسي، الذي يعتبر آخر صرعة في الصواريخ البحرية ويبلغ مداه 300 كيلومتر، الذي حصلت سوريا على أول دفعة منه مرة قبل عدة شهور. وهو أكثر تطورا من صاروخ «سي 802»، الذي أطلقه حزب الله باتجاه سفينة حربية إسرائيلية إبان حرب لبنان الثانية، فقتل 4 جنود وتسبب بأضرار بالغة للسفينة.

وصرح قائد سلاح البحرية الإسرائيلي، الأدميرال رام روتنبيرغ، أمس، بأن وصول هذا الصاروخ إلى سوريا كان بمثابة نقلة نوعية ومساس جديد بتوازن القوى في المنطقة. لكنه حاول طمأنة سامعيه بأن لدى قواته ردا مناسبا عليه في حال استخدامه ضد إسرائيل. وكان روتنبيرغ يتحدث لموقع «واللا» التابع لصحيفة «هآرتس»، لتعريف قرائه على التعاون القائم بين سلاحي الجو والبحرية في الجيش الإسرائيلي والتدريبات المشتركة التي يجريانها في الآونة الأخيرة وعلى قيام الصناعات الجوية وسلاح الجو بتسليم سلاح البحرية طائرة هليكوبتر تجسسية جديدة مهمتها الكشف عن «تحركات العدو» قبل أن تمس بأهداف إسرائيلية.