مستشار الرئيس المصري: نبني سياساتنا الخارجية بناء التحرر من التبعية الغربية

سيف الدولة: يجب سن قوانين تجرم المساس بالمقدسات

TT

قال الدكتور محمد عصمت سيف الدولة، عضو الفريق الرئاسي للرئيس محمد مرسي، إن علاقات مصر «الثورة» الخارجية، ينبغي أن تؤسس على تحرر مصر الجديدة من أي هيمنة أو نفوذ لأي دولة أجنبية. وأشار مستشار الرئيس المصري إلى أن: «الرغبة والإرادة متوافرة لدى الجميع لتأسيس هذه العلاقات». وتابع سيف الدولة: «العائق الوحيد أمام هذا الأمر والذي قد يعطلها بعض الشيء، هي حالة الاحتقان والصراع السياسي الداخلي المرتبط بقضايا الأحزاب والدستور وغيرها من القضايا». وقال سيف الدولة إن الأطراف الخارجية يجب أن تعي أن مصر لم تعد كالسابق وإن النظام الجديد يصر على استقلالية قراره الخارجي.

وذكر سيف الدولة لـ«الشرق الأوسط» أن: «كافة القوى الوطنية المصرية يجب أن تدرك ضرورة التكاتف وضرورة وجود ميثاق وطني يؤكد على الثوابت الوطنية المصرية وعلى الأمن القومي المصري، يتوحد ويشترك فيها الجميع في مواجهة الضغوط الخارجية، لكن إذا لم يوجد هذا الوئام، وتم التركيز على الصراع الداخلي فقط فسيؤدي إلى إضعاف المناعة الوطنية لمصر في مواجهة الآخرين».

وتابع سيف الدولة، وهو ناشط ومحلل سياسي: «لا يوجد أحد يختلف على ضرورة أن يكون النظام الجديد قائما على منهاج، وعن طريق نظام ديمقراطي، وسياسات وطنية يرضى عنها الجميع وعلاقات متزنة مع كافة الأطراف بلا استثناء دون تبعية لأحد أو تنفيذ لأجندات الغير، وهو الأمر الذي يجب أن نرجعه للثورة وشهدائها وهم من قاموا ببناء هذا النظام».

وأوضح سيف الدولة، وهو أيضا باحث في القضية الفلسطينية والصهيونية، قائلا: «رأيي الشخصي وهو الرأي الذي أقوله وأكتبه وأعرضه في اجتماعاتنا مع رئيس الجمهورية هو أن مصر في نظام مبارك كانت تابعة للولايات المتحدة تأتمر بأوامرها في كل صغيرة وكبيرة وكان هناك استسهال في ذلك العصر من أي عضو في الكونغرس الأميركي أو الكتاب الأميركيين أو في الإدارة الأميركية في كيل التهديدات المستمرة لنظام مبارك بقطع المعونات والمساعدات إلى غيره، لكن هذا لم يعد مقبولا الآن، وأتصور أن هناك رسالة رئيسية للنظام الأميركي هي أن مصر تغيرت بعد الثورة، وأن ما كان مقبولا في الماضي لم يعد مقبولا الآن ونحن نعيد تأسيس علاقتنا الخارجية ومصرين على استقلالية اتخاذ القرار».

وأضاف سيف الدولة: «بطبيعة الحال، ونظرا لحالة السيولة الجماهيرية الموجودة في العالم وانتشار وسائل التواصل وغيرها ستكون هناك أزمات، ومن المهم عندما تقع مثل هذه الأزمات أن نتعامل معها بأدب واحترام، أما إنه في كل قضية صغيرة أو كبيرة يخرج من يهددنا بقطع المساعدات فقد ينقلب السحر على الساحر فالشعب المصري تراكم لديه أن المساعدات الأميركية هي أداة لإخضاع وترويض القرار الرسمي المصري ولذلك في أزمة المتهمين الأميركيين في قضية التمويل الأجنبي خرجت ردود فعل غاضبة ضد هذه المساعدات وبدأ البعض يطرح بديلا وطنيا لها لأنها في النهاية لا تتعدى مليارا ونصف المليار دولار، فتكرار هذه النغمة سيخلق رأيا عاما شعبيا يرفض بالفعل استمرار هذه المساعدات».

وزاد قائلا: «هم يهددون فقط ولن يقوموا بقطع المساعدات، ونحن من نريد أن نحرر مصر من أي مساعدات مشروطة، فالجميع في الولايات المتحدة من خبراء وإدارة وأعضاء بالكونغرس يعلمون حقيقة المساعدات فهي في الواقع مساعدات مصرية لأميركا وليس العكس لأن مصر مبارك كانت تقدم في مقابل هذه الخدمات الكثير من الخدمات الأمنية واللوجستية للولايات المتحدة والحديث عن أننا الأمسّ لهذه المساعدات خاطئ، وأتمنى أن تعيد الولايات المتحدة صياغة خطابها تجاهنا».

وأشار سيف الدولة إلى أن الجميع يدين أي عنف. وقال: «نحن نفخر بأن الثورة كانت سلمية، وأننا ضد قتل أي إنسان أيا كان ليس لأنه أميركي وليس لأنه سفير وليس لأنه أجنبي، ولكن أي إنسان له الحق في أن نحافظ له على حياته رغم ذلك وجدنا فجأة عدوانا غير مفهوم ومتكرر على مقدساتنا الدينية فغضب الشعب وعلى الغرب أن يفكر في كيفية سن قوانين تجرم احتقار الثقافات والحضارات والديانات الأخرى وليس فقط الإسلامية، والكونغرس يسن من التشريعات ليل نهار ما يعد تدخلا في شؤون الآخرين فليس من المفهوم: لماذا لا يريدون سن قانون يحرم ازدراء الأديان على غرار معاداة السامية والهولوكوست وأن يراعي اختلاف الخصوصيات والثقافات حتى في تقبل أمر دون الآخر».