مرسي يعين شحاتة رئيسا للمخابرات العامة.. ووزير الدفاع يتابع مباشرة العملية «نسر» في سيناء

«السلفية الجهادية» تنفي استهداف الجيش المصري.. وتؤكد أن هدفها هو إسرائيل

TT

بينما نفت الحركة السلفية الجهادية في سيناء أن تكون قوات الجيش والشرطة المصرية هدفا لمجاهديها، مؤكدة أن «جهادهم موجه إلى العدو الصهيوني (إسرائيل) فقط إلا في حالة الاضطرار للدفاع عن النفس والكرامة»، عقد وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي اجتماعا مغلقا أمس مع كبار قيادات الجيش الثاني الميداني بالإسماعيلية، لمتابعة العملية الأمنية الجارية هناك بشكل مباشر، كما عقد لقاء آخر موسعا مع الجنود.

من جهته، أصدر الرئيس المصري محمد مرسي قرارا جمهوريا أمس بتعيين اللواء محمد رأفت شحاتة رئيسا لجهاز المخابرات العامة، بعد أن كان يقوم بإدارة شؤون الجهاز كقائم بالأعمال، خلفا للواء مراد موافي الذي تمت إقالته عقب الهجوم الذي شنه مسلحون على نقطة حدودية برفح المصرية أوائل أغسطس (آب) الماضي، وأسفر عن مقتل 16 ضابطا وجنديا مصريا.

وتشارك قوات الجيش الثاني في تنفيذ العملية العسكرية «نسر» التي بدأتها مصر في سيناء منذ هجمات رفح. ووفقا لمصادر فقد ناقش السيسي مع قيادات الجيش بالإسماعيلية خطوات سير العملية العسكرية بسيناء في ظل التصعيد الجديد بعد سقوط أول قتيل بين قوات الجيش المصري منذ بدء العمليات العسكرية بسيناء، واستهداف طائرة حربية من قبل المسلحين بالرصاص والقذائف الصاروخية. وأصدرت «السلفية الجهادية» في سيناء بيانا لها، بثته مساء الثلاثاء على عدد من المواقع الإلكترونية الجهادية، شددت فيه على رفضها الرضوخ لما سمته «إملاءات صهيونية وتوجيهات أميركية» تهدف إلى «القضاء على العناصر الجهادية لتعزيز أمن إسرائيل». ووصفت الحركة تصريحات القوات المسلحة المصرية عن أحداث الهجوم المسلح على منشآت أمنية صباح الأحد الماضي بشمال سيناء بأنها «قلب للحقيقة، وغير مطابقة للوقائع التي شهدتها قرية المقاطعة بسيناء، وما أعقبها من اشتباكات أسفرت عن مقتل مجند وإصابة 9 بينهم سيدة وطفلتها»، محذرة من شن حملات المداهمات العشوائية. وقالت «إن أي محاولات تقوم بها قوات الشرطة والجيش لقمع وإرهاب وترويع المدنيين في سيناء لن تأتي إلا بنتائج عكسية».

وأكدت الحركة أن «حملة أمنية داهمت قرية المقاطعة في ساعة مبكرة من صباح الأحد، وقامت بإطلاق النار بشكل عشوائي بعدما اعتلت سطح المعهد الأزهري، وألقت القبض على 10 من القرية، بينهم معلمان بالمعهد الأزهري بالقرية و8 من الأهالي تم اعتقالهم من داخل منازلهم، بينهم طالب في الصف الأول الإعدادي، وأن أهالي القرية قاموا بإعطاب مدرعتين من مدرعات الحملة الأمنية وطائرة عسكرية ردا على حملة المداهمات».

وأشار البيان إلى أن ما أثير عن وجود هجوم مسلح على منشآت أمنية، منها مديرية أمن شمال سيناء، غير صحيح، وأن قوات الأمن كانت تطلق أعيرة نارية في اتجاه واحد، وأن إصابة السيدة والطفلة في الاشتباكات كانت برصاص الأمن». وقال البيان «إن الأجهزة الأمنية تتعمد إشاعة جو من الرعب واصطناع حالة من عدم الاستقرار للمواطنين باصطناع عمليات الهجوم على الحواجز الأمنية وإيجاد حالة من الفزع الشديد تعكس صورة مخالفة لحقيقة الأوضاع المستقرة داخل سيناء والتي يحاول الإعلام اصطناعها».

ووجهت الحركة تساؤلات في بيانها للرئيس المصري وقيادات الجيش مفادها «لمصلحة من هذا الافتعال للمواجهات لإشعال الأوضاع وتحويل الأمر إلى حرب لا يريدها أحد؟ ومن الذي يفتعل حالة الفزع والرعب لدى المواطنين؟ ولمصلحة من إشاعة جو عدم الاستقرار الأمني؟ وهل هذه مقدمة لتهيئة الرأي العام بحتمية حرب وقتل وإراقة دماء ليس لها أي داع؟ وهل تصب هذه الأوضاع والأفعال إلا في مصلحة الكيان الصهيوني الغاصب؟».

إلى ذلك، قالت مصادر قبائلية وأمنية بشمال سيناء إن قياديا في التنظيم المسلح بسيناء قتل مساء أمس بالرصاص، في هجوم شنه مجموعة من المسلحين، هم أقارب لشيخ قبلي قتل بالرصاص الشهر الماضي هو ونجله أثناء عودتهما لمدينة العريش قادمين من قرية المهدية برفح عقب حضورهما مؤتمرا لأبناء قبيلتهما كان يهدف لدعوة القبيلة للوقوف إلى جانب القوات المسلحة ضد الجماعات الجهادية التي تلاحقها قوات الأمن بسيناء. وقالت المصادر إن المسلحين أطلقوا الرصاص على القيادي الجهادي مساء أمس أثناء وجوده داخل قريته (المهدية) القريبة من الحدود. فيما قال مصدر أمني «ليس لدينا علم بمكان الجثة، ولكن لدينا معلومات بأنه لقي حتفه متأثرا بجراحه».

وفي السياق ذاته، قالت مصادر أمنية بمحافظة الإسماعيلية إن أجهزة الأمن بالمحافظة اعتقلت فلسطينيين ضبطت بحوزتهما هاتف محمول عليه صور لآليات عسكرية مصرية، وفيديوهات تظهر تدريبات لمجموعة من الأشخاص على إطلاق النيران. وأوضحت المصادر أنه عند فحص أوراق هويتهما تبين أنهما يحملان بطاقات هوية مصرية مزورة، وأنهما محمد عبد الكريم (19 عاما) ومحمد إبراهيم (18 عاما)، واعترفا بأنهما دخلا الأراضي المصرية بطريقة غير شرعية عبر الأنفاق، وأنهما حصلا على البطاقات المزورة من مصري مقيم برفح المصرية مقابل 100 دولار. وتابعت المصادر أنه بفحص الهاتف المحمول الذي كان بحوزتهما تبين وجود صور لأسلحة عسكرية مصرية، إضافة إلى فيديو لمجموعة من الأشخاص يتلقون تدريبات على إطلاق الرصاص، قال أحد الفلسطينيين إنها لشقيقه.

وتجري حاليا أجهزة الأمن تحقيقات موسعة مع الفلسطينيين لمعرفة أماكن وأسباب التقاط هذه الصور، وكيفية دخول الفلسطينيين الأراضي المصرية، ومكان التدريبات التي تظهر في الفيديو.