ناشطات علويات يتوعدن الأسد ويدعين أبناء طائفتهن للتخلي عن الشبيحة

حركة «نحل الساحل» توزع منشورات مناهضة للنظام في المناطق العلوية

TT

بث ناشطون على شبكة الإنترنت فيديو يظهر مجموعة شابات من الطائفة العلوية ينتمين لحركة تسمي نفسها حركة «نحل الساحل» وهن يقمن بتحضير منشورات مناهضة للنظام، قيل إنها ألقيت في مدينة اللاذقية في المشروع السابع وفي منطقة الزراعة وبعض القرى العلوية، وكما بدا في الفيديو أن المنشورات التي تضمنت دعوات للعلويين للتخلي عن الشبيحة والكف عن دفع ضرائب لهم، كانت على شكل ورقة نقدية من فئة 500 ليرة سوريا، حيث تم طبع الأوراق على وجهين، وجه يحمل صورة لنصف الورقة النقدية ووجهها الباطن تضمن العبارات والرسائل المراد إيصالها للعلويين في الساحل، وجاءت على شكل أسئلة تشكك بالنظام وبتعامله مع الطائفة العلوية منها «من عشرات السنين وهم شبيحة فكيف أصبحوا شرفاء الآن؟ لا تدفع ضريبتهم» و«عندما يمنع فتح تابوت ابنك الشهيد العسكري لتودعه.. لماذا برأيك؟» و«يعطيك نقودا وسلاحا ويأخذ هويتك، وهو نفسه من استباح عرضك سابقا.. فكيف الآن أنت أخوه لماذا؟ أنت كبش فداء».

وتعكس تلك التساؤلات ملامح من ممارسات النظام مع الطائفة العلوية التي دأب على تجنيدها للدفاع عنها وتجييشها ضد الثوار. وحذر ناشطون الأسبوع الماضي من قيام رجل الأعمال رامي مخلوف بتمويل عملية تسليح العلويين في الساحل السوري، حيث تعدى التسليح فرق «الشبيحة» ليشمل الأهالي، وكل من هو قادر على حمل السلاح في معظم القرى العلوية المنتشرة في الساحل والجبال، ويقوم قادة الشبيحة بتجنيد المزيد من الشباب، حتى أصبح لديهم فرق قتل تأتمر بأمرهم بعد أن كانوا عبارة عن مجموعات من الخارجين عن القانون، يستعين بها النظام لحمايته إلى جانب قوات الأمن. وبدأت القرى العلوية تتململ من تزايد أعداد القتلى والمفقودين من الجيش والشبيحة من أبنائهم بمعدل يتراوح ما بين 60 و80 قتيلا يوميا وغالبا لا يسمح لأهل القتيل بإلقاء نظرة الوداع على الجثمان الذي يرسل في تابوت خشبي مغلق.

ومع أن حركة «نحل الساحل» لا تعتبر أول تحرك علوي مناهض للنظام، بل ظهر الكثير من الأصوات العلوية الرافضة لسياسة النظام إلا أنها لم تشكل معبرا عاما عن الطائفة ككل، حيث بقي العدد الأكبر من الشبيحة وقادة الجيش الذين يرتكبون جرائم ذات طابع طائفي بحق المعارضين ينتمون لفقراء للطائفة العلوية.

وتوجهت حركة «نحل الساحل» لهؤلاء الفقراء من خلال جعل المنشور يأخذ شكل قطعة نقدية مطوية تحمل داخلها رسالة التشكيك بممارسات النظام، حيث تم طي الأوراق، كما تطوى الورقة النقدية وتلقى في الشوارع.

والشابات «الثائرات» لم تظهر وجوههن في الفيديو، وهن يقمن بقص المنشورات وطيها على نغمات أغنية جوليا بطرس: «أنا بتنفس حرية ما تقطع عني الهوا لا تزيد كتير علي أحسن ما نوقع سوا»، كما سمع جزء من حوار دار بينهن باللهجة العلوية يسخر من النظام ودعاياته حول المؤامرة الكونية، فقالت إحداهن «نحن العلويون الخونة للنظام، وإذا كانت هذه هي الخيانة فنحن خونة»، كما ضحكن من صور النقود - المنشورات - وقلن إنها من المال الذي يرسله «المتآمرون على سوريا من الشيخ عدنان العرعور ومن بندر بن سلطان وسعد الحريري وأمير قطر. هؤلاء كرماء جدا وهذه الأموال هي نتيجة عملهن بالتظاهر»، في إشارة إلى ما سبق وقاله الرئيس بشار الأسد عن تقاضي المتظاهر 200 ليرة في كل مظاهرة مناهضة للنظام. وأضافت الناشطات «إن المسلح يتقاضى 2500 ليرة». وقالت إحداهن مستهزئة من العبارات التي دأب الشبيحة على ترديدها على مسامع الثوار «هلا هي الحرية اللي بدكن إياها! عرعور وحمد!»، لتجيب أخرى «نعم هي الحرية التي نريدها انتقال المال من يد إلى يد. حمد يده مفرودة ويدفع الكثير». وأضافت «الذي يريد أن ينشق نحن نموله ولله ليقشوا المصاري قش»، ثم سألت إحداهن ضاحكة «أنتن العصابات المسلحة؟»، وكان الرد «نعم وهذا هو السلاح» وهن يشهرن المنشورات.

وختمن حوارهن بالهتاف «الله لا يخلينا يا بشار إذا منخليك» و«جاينك جاينك يلعن روحك جاينك» ولم تقتصر السخرية والاستهزاء على الحوار بين الناشطات الثائرات، بل شمل عنوان الفيديو «اعترافات العلوية الخونة. المؤامرة الكونية تصل للساحل السوري وتجنيد متورطين». ليكون هذا العنوان بمثابة فخ للموالين للنظام ليشاهدوا الفيديو ويطلعوا على مضمون المنشورات.