انتقد حزب التجمع الوطني للأحرار، المعارض بشدة، الحكومة الحالية التي يقودها الإسلاميون، وقال إن عملها يتسم بـ«التخبط». وقال الحزب الذي يرأسه صلاح الدين مزوار، وزير الاقتصاد والمالية الأسبق، إن حكومة عبد الإله ابن كيران تعيش حالة من «الارتباك والتردد في معالجة عدد من الملفات الاقتصادية والاجتماعية في ظل ظرفية دولية صعبة تتطلب تجديد الرؤية، وإبداع الاستراتيجيات الاقتصادية والاجتماعية المناسبة، مما نجم عنه توقف الدينامية الاقتصادية التي طبعت عمل الحكومة السابقة».
ووجه الحزب في بيان أصدره مكتبه السياسي انتقادات شديدة لحزب العدالة والتنمية، واتهمه بازدواجية الخطاب السياسي، خطاب الحزب الأول الحاكم، وفي الوقت نفسه خطاب الحزب المعارض، مما يخلق التباسا في الممارسة والأعراف الديمقراطية كما هي متعارف عليها، والمبنية على تحمل المسؤولية الكاملة في الدفاع عن العمل الحكومي من طرف الحزب الحاكم، وعدم اللجوء تارة إلى خطابات التجريح والتشكيك والاتهام ضد خصومه السياسيين بحجة محاربة الفساد، وتارة أخرى إلى تقمص دور ضحية اللوبيات المضادة للإصلاح أو ما أصبح يصطلح عليه «التماسيح والعفاريت».
واعتبر المكتب السياسي للحزب أن هذه الازدواجية تعكس في حقيقة الأمر نزوع «العدالة والتنمية» نحو الهيمنة والتحكم في المشهد السياسي الوطني، من جهة، وتطرح إشكالا حول مدى قناعته الراسخة بالتعددية الحزبية الديمقراطية من جهة ثانية، ومدى استيعابه التمييز بين اختصاصات الحكومة واختصاصات الدولة في البنية الدستورية والتاريخية والمؤسساتية المغربية الخاصة، من جهة أخرى.
وكانت خلافات حادة نشبت بين حزب العدالة والتنمية وحزب التجمع الوطني للأحرار، عقب اتهام نائب برلماني من حزب العدالة والتنمية مزوار بتلقيه تعويضات مالية غير قانونية إبان توليه منصب وزير الاقتصاد والمالية، كما اتهم عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة مزوار بتقديم أرقام مغلوطة فيما يتعلق بالموازنة السنوية.