الجيش الحر يسقط مروحية للنظام في دوما

إعدامات ميدانية في أحياء العاصمة الجنوبية وانسحاب الجيش الحر منها

مجموعة من الشاحنات العسكرية التابعة للجيش النظامي في طريقها لدمشق أمس (رويترز)
TT

قال ناشطون إن مقاتلين في الجيش الحر أسقطوا مروحية تابعة للجيش النظامي قرب دوما فوق منطقة تل كردي بريف دمشق في الوقت الذي يستمر فيه القصف على أحياء دمشق الجنوبية وانسحاب الجيش الحر من أحياء العسالي والقدم والحجر الأسود بدمشق وسط تصاعد كبير لوتيرة العمليات العسكرية للقوات النظامية. بالتوازي مع ذلك مع تجدد القصف جوا وبرا على حلب وحمص ودير الزور ومناطق أخرى مخلفا عددا من القتلى.

وأكدت وزارة الإعلام أن سقوط الطائرة المروحية صباح يوم أمس الخميس في منطقة دوما بريف دمشق ناجم عن «حادث جوي حيث جرى احتكاك مروحة الطائرة الحوامة مع ذيل طائرة مدنية تابعة لمؤسسة الطيران العربية السورية». وأضافت الوزارة في بيان بثته وسائل الإعلام الرسمية أن «برج المراقبة في مطار دمشق الدولي ومؤسسة الطيران العربية السورية أكدا أن الطائرة المدنية هبطت بسلام في مطار دمشق الدولي ولم يتأذ أحد من الركاب الذين كانوا بالطائرة المدنية والبالغ عددهم 200 مسافر». فيما قالت مصادر أخرى مقربة من النظام إن الطائرة المروحية كانت تحلق في منطقة قرب تل كردي عندما كان مسلحون يطلقون نارا من رشاشات مضادة للطيران فاضطرت للارتفاع وفوجئ الطيار بالطائرة المدينة وحاول التهرب منها إلا أنه اصطدم بذيل الطائرة المدينة، وإن الطيار وثلاثة آخرين كانوا في المروحية قتلوا جميعا لدى سقوط المروحية.

إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد أن المروحية أُسقطت بنيران مقاتلي الجيش الحر في منطقة تل الكردي قرب دوما (13 كيلومترا شمال شرقي دمشق). وتعد هذه المروحية الثانية التي تسقط في ريف دمشق إذ سبق وأسقط الجيش الحجر مروحية في حي جوبر في 27 أغسطس (آب) الماضي.

وتجدد القصف الصاروخي والمدفعي منذ ساعات الصباح الأولى من يوم أمس على عدة مناطق في البلاد وقالت الهيئة العامة للثورة إن أكثر من 98 شخصا قتلوا نهار يوم أمس الخميس معظمهم في حمص وحلب ودمشق وريفها والرقة. وقال ناشطون إن طائرات الميغ قصفت أحياء الصاخور والميسر وطريق الباب والشعار- وجرح أربعة على الأقل بينهم طفل وامرأة نتيجة سقوط قذيفة قرب مخبز بحي الصاخور. وفي حي المرجة قتل نحو تسعة أشخاص وأصيب الكثيرون في حصيلة أولية جراء انهيار ثلاثة أبنية على رؤوس سكانها بسبب قصف ورمي براميل متفجرة من الطيران الحربي فجر يوم أمس الخميس.

وسقط 110 أشخاص بين قتيل وجريح أمس في انفجار محطة للوقود في محافظة الرقة في شمال سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن «110 أشخاص بين شهيد وجريح سقطوا إثر انفجار في محطة للوقود في قرية عين عيسى بريف الرقة»، ناقلا عن ناشطين في المنطقة أنه نجم عن «قصف بالطيران».

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية أن «30 شخصا على الأقل قتلوا وجرح 83 آخرون»، متحدثا عن «معلومات غير مؤكدة» عن تخطي عدد الضحايا 50 قتيلا.

وقال ناشط إعلامي في الرقة عرف عن نفسه باسم أبو معاوية في اتصال مع الصحافة الفرنسية عبر «سكايب» إن طائرة حربية تابعة للقوات النظامية «ألقت برميلا متفجرا على محطة هشام، وهي الوحيدة التي ما زالت تبيع الوقود في المنطقة».

وأشار الناشط إلى أن عددا كبيرا من الناس يصطفون عادة للحصول على الوقود من هذه المحطة «وهذا ما يرجح ارتفاع عدد الضحايا»، على قوله.

وفي ريف حلب قتل ثلاثة أشخاص صباح أمس في غارات جوية على بلدة بزاعة وفقا للجان التنسيق المحلية. وفي مدينة الباب قتل سبعة أشخاص هم عائلة واحدة من آل المشهود - بينهم سيدتان وطفلة، وهناك أكثر من ثلاثين جريحا منهم حالات خطرة، نتيجة القصف بالطيران الحربي على المدينة وتهدم المنازل على رؤوس ساكنيها.

وقالت لجان التنسيق وناشطون إن الجيش السوري قصف صباح أمس أحياء في مدينة حمص بينها حيا الخالدية وجوبر، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن شخصين وجرح العشرات. كما قتلت سيدتان في مدينة الرستن التي حاول الجيش السوري اقتحامها فجر الخميس بالتزامن مع قصف شديد. كما تعرضت مدينة تلبيسة القريبة من الرستن لقصف أسفر عن قتل خمسة عشر شخصا على الأقل بينهم طفلة، وسقط أكثر من 50 جريحا، وقالت الهيئة العامة للثورة إن القصف العنيف تواصل طيلة يوم أمس الخميس على المدينة بالطيران الحربي والمروحي والمدفعية وراجمات الصواريخ في محاولات متكررة من قوات النظام لاقتحام المنطقة من الجهة الجنوبية، ولفتت إلى أن عدد القتلى والجرحى مرشح للارتفاع بشكل كبير بسبب تواصل القصف والنقص الحاد في المواد والكوادر الطبية وسط حالة إنسانية سيئة جدا والأهالي يوجهون نداءات استغاثة.

وتحدث ناشطون أيضا عن غارات شنتها طائرات الميغ صباح أمس على أحياء في دير الزور، مما تسبب في تدمير مبان وجرح عدد من السكان. كما تحدثوا عن قصف بلدة المزيريب في درعاـ واقتحام بلدة إزرع في المحافظة ذاتها. وقتل أربعة أشخاص بينهم طفلة وامرأة وأكثر من 27 جريحا غالبيتهم من الأطفال والنساء نتيجة قصف بالطيران الحربي (الميغ) على تجمع سكني مدني جانب فرن الفيصل. بحسب الهيئة العامة للثورة.

ووفقا للمصادر ذاتها فقد اقتحمت القوات النظامية أمس حي القصور في حماه، في حين قتل طفل برصاص قناص في حي التعاونية بالمدينة. كما جرى انتشار لقوات الأمن في حي الجلاء وحي الشيخ عنبر في حملة مداهمات وتكسير للمنازل واعتقالات عشوائية للمدنيين.

وفي دمشق، تحدث ناشطون عن عمليات جديدة دامية للقوات السورية في مخيم اليرموك حيث سجلت أمس إعدامات ميدانية وقالت الهيئة العامة للثورة إن قوات النظام اقتحمت مخيم اليرموك وشنت حملة مداهمات شرسة في منطقة جامع الوسيم وقامت باعتقال ما يقارب خمسين شابا وشابة. وفي حي العسالي أعدمت قوات النظام ميدانيا شخصين في الحي. وكان ناشطون قالوا إن القوات النظامية أعدمت الأربعاء أربعين شخصا في حي الحجر الأسود ومخيم اليرموك في دمشق، وأكدوا أن بين هؤلاء خمسة عشر فلسطينيا. وقالت مصادر طبية لـ«الشرق الأوسط» إن مشفى المجتهد استقبل عشرات الجثث معظمها من أحياء جنوب دمشق، وأشارت المصادر إلى أن هناك عشرات الجثث المجهولة الهوية متكدسة في براد المشفى الذي لا يكفي لحفظها.

وفي بلدة عرطوز بريف دمشق، قتل شخصان أحدهما جراء التعذيب حسب شبكة «شام». فيما قالت الهيئة إن عددا من الجرحى سقطوا جراء القصف بمدافع الهاون على منطقة طريق (حمورية - عربين) ومنطقة (الأربع مفارق) أسفرت عن تدمير عدد من منازل المدنيين. في غضون ذلك دارات اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي والجيش الحر في محافظة القنيطرة - جنوب - في بلدة طرنجة في جباتا الخشب، أسفرت عن إصابة عدد من الأشخاص، وفي بيت جن سقط قتيل وعدد من الجرحى جراء اشتباكات تدور هناك بين الجيش الحر وقوات النظام في ظل انقطاع التيار الكهربائي عن البلدة.

كما دارت اشتباكات عنيفة في بلدة محجة على أوتوستراد دمشق - درعا بالقرب من الحاجز العسكري.