باريس تمنع مظاهرات الاحتجاج على الرسوم المسيئة.. وحملة لتوزيع المصاحف في الشوارع

حزب فرنسي يرشح مجلة «شارلي إبدو» لجائزة «التفاهة الرجعية»

TT

رفضت السلطات الفرنسية، أمس، طلبا تقدم به مواطن مسلم للحصول على رخصة للتظاهر يوم غد، أمام مسجد باريس الكبير، استنكارا للرسوم التي نشرتها مجلة «شارلي إبدو» وتشكل إساءة للرسول الكريم. كما توالت ردود الفعل على الرسوم التي تحولت إلى الحدث الأبرز في وسائل الإعلام ومناسبة للتحاور حول المعنى الفعلي لحرية الصحافة التي يكفلها القانون.

وبينما دعت شخصيات إسلامية في فرنسا ودول مجاورة إلى التهدئة، أصدر 7 برلمانيين من حزب «اتحاد الحركة الشعبية» المعارض، يمثلون الجاليات الفرنسية في الخارج، بيانا شجبوا فيه ما نشرته المجلة من رسوم أضرت بالفرنسيين المقيمين بـ18 بلدا ممن «باتوا يسيرون بمحاذاة الحائط»، حسب ما جاء في البيان. وأضاف الموقعون: «لن نقول: برافو للاستفزاز». وأوضح البيان أنه في الوقت الذي تحمي الشرطة المجلة في باريس، فإن السفارات والقنصليات والمدارس الفرنسية تغلق في عدد من بلدان أفريقيا وآسيا، خشية ردود الفعل العنيفة من «إسلاميين يحركهم سلفيون من مختلف الأشكال».

وأصدر الحزب المعادي للإمبريالية بيانا رشح فيه «شارلي إبدو» لجائزة «التفاهة الرجعية». وجاء في البيان: «لقد حققت المجلة هدفها وهو دفع الناس للحديث عنها». كما وصف دانييل كوهن بندي، الناشط البيئي البارز وعضو البرلمان الأوروبي، ما قامت به المجلة بالحماقة. ومن جهتها، اتفقت شخصيات إسلامية فاعلة على ضرورة التحلي بالرشد وعدم الانجرار وراء استفزاز «شارلي إبدو»، الذي وصفته رشيدة داتي، وزيرة العدل السابقة المغربية الأصل، بأنه ليس أكثر من خبطة إعلامية وتجارية غير لائقة. وقال الناشط والمثقف الإسلامي طارق رمضان في حديث لإذاعة «أوروبا 1» إن التظاهر أو اللجوء إلى المحاكم لن يجدي شيئا في مثل هذا الموقف. وأضاف: «رغم أن قلوبنا جريحة، فإن الذكاء يحتم الترفع عن الرد، وتجاهل الاستفزاز الرامي إلى إشاعة موجة من الخوف من الإسلام» في الغرب. كما وجه كامل قبطان، عميد المسجد الكبير في مدينة ليون، جنوب البلاد، نداء أمس حذر فيه مسلمي فرنسا من «الوقوع في الفخ» الذي نصبه لهم نشر الرسوم السفيهة.

ورغم دعوات التهدئة، جرت تحركات واتصالات ومشاورات لتحريك دعوى قضائية ضد «شارلي إبدو» بتهمة القذف العلني والتحريض على الكراهية. كما تواصلت، أمس، على موقع «فيس بوك»، الدعوات إلى الخروج في باريس وعدد من المدن الفرنسية الكبرى «لتوزيع نسخ من القرآن الكريم» على المارة في الشوارع. وتطوع عدد من الشبان للقيام بحملة لجمع المصاحف التي نقلت معانيها إلى الفرنسية، بهدف إعادة توزيعها على الفرنسيين وإقامة حوارات معهم حول حقائق العقيدة الإسلامية.

وفي حين تمكن المشرفون على المجلة من إعادة تشغيل الموقع الإلكتروني الذي تعرض للقرصنة، أول من أمس، فقد أوضحت الصحافية فاليري مانتو، المتحدثة باسم المجلة، أن الموقع لم يقرصن، لكنه وقع ضحية هجمة عشرات الآلاف من المستخدمين للدخول عليه. وأضافت أن عدد الأربعاء الماضي بيع بالكامل، أي ما مجموعه 75 ألف نسخة، مضافة إليها 90 ألف نسخة من طبعة ثانية تنزل إلى الأكشاك اليوم، الجمعة. واعترفت مانتو بأن فئة من باعة الصحف رفضوا بيع نسخ المجلة بسبب محتواها، لكنها قالت: «إنهم قلة».