«الجيش الحر» يسيطر على معبر تل الأبيض ويعزز فرص سيطرته على الحدود مع تركيا

العقيد الكردي لـ الشرق الأوسط»: تحريره يعطينا قوة معنوية لجهة الإسناد وإمداد المقاتلين

TT

عزز الجيش السوري الحر سيطرته على نقاط حدودية جديدة بين تركيا وسوريا، باحتلاله ليل أول من أمس موقع تل الأبيض، بعد يومين من المعارك مع القوات النظامية، التي ظلت تخوض اشتباكات عنيفة طيلة ليل الأربعاء من أجل استعادة هذا الموقع الاستراتيجي، لكن من دون أن تتمكن من ذلك.

ووضع هذا الإنجاز في خانة تعزيز المكاسب الميدانية الحيوية لـ«الجيش الحر» والثوار في المناطق المتاخمة للحدود التركية، ليضاف هذا المعبر إلى أربع نقاط حدودية من أصل سبع مع تركيا، سبق أن بسطت القوات المسلحة التابعة للمعارضة نفوذها عليها. وقد بثت قنوات إخبارية تركية صورا التقطت من مدينة اكتشاكاليه التركية المجاورة، لعلم الثوار مرفوعا على أحد مباني الجمارك في الجهة السورية.

وفي هذا الإطار، أوضح نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي، أن «(الجيش الحر) تمكن من تحرير كامل مدينة تل الأبيض السورية الواقعة تماما على الحدود التركية، بما فيها النقطة الحدودية». وأكد الكردي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «قيادة (الجيش الحر) كانت على علم مسبق منذ أيام بالتحضير لهذه العملية، وواكبت تنفيذها لحظة بلحظة إلى أن تمت السيطرة عليها بشكل كامل». ورأى أن «تحرير هذه النقطة الاستراتيجية يأتي في سياق مخطط يتبعه (الجيش الحر) لإحكام السيطرة على الحدود السورية - التركية كاملة». وقال: «هذا يعطينا قوة معنوية على الأرض لجهة الإسناد والإمداد للمقاتلين، ويسهل الحركة وعبور اللاجئين الهاربين من سوريا إلى تركيا، ويمكننا من إيصال المساعدات الإنسانية، ويعزز لنا السيطرة السيادية على الأرض شيئا فشيئا»، لافتا إلى أن «هذه المنطقة الحيوية المحررة أضيفت إلى أربعة معابر أخرى سبق أن حررها مقاتلو (الجيش الحر)، وهي: معبر البوكمال، باب الهوا، باب السلامة في عزاز ومعبر جرابلس، ومع معبر تل الأبيض». وأشار الكردي إلى أن «الجيش النظامي يعزز وجوده على معبر كسب الذي يقع لجهة المنطقة الساحلية ويعد من أهم المعابر، تحسبا لأي هجوم وخوفا من سيطرة (الجيش الحر) عليه». وكشف الكردي أن «مواقع وأماكن وجود (الجيش الحر) لا تبعد أكثر من خمسة كيلومترات عن معبر كسب، وليس سرا إذا قلنا إننا نسعى إلى السيطرة على كامل الحدود البرية بين سوريا وتركيا والمطارات العسكرية التي تقع ضمن هذه المناطق، لأن ذلك يعزز سيطرتنا الميدانية ويعطينا قوة على الأرض، ويضعف النظام بشكل كبير».

أما السياسي السوري المعارض وليد البني، فاعتبر أن «النظام السوري بات متقهقرا وفقد السيطرة على معظم الأراضي السورية». ورأى في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «محافظة الرقة كانت المنطقة الأكثر هدوءا منذ بدء الثورة، ومع نشوء لواء تابع للمقاومة المسلحة بهذه المنطقة وقدرته على الاستيلاء على مدينة تل الأبيض والمعبر الحدودي، فهذا دليل على أن النظام لم تعد لديه قوات للسيطرة على معظم الأراضي السورية». وأكد أن «قوة النظام ما زالت في القوة الجوية والمدفعية والصواريخ بعيدة المدى، والدليل أنه عندما يواجه على الأرض يخسر، ويوحي بأن النظام يتقهقر، لكن القوة النارية الجوية هي التي تدمر سوريا». وقال البني: «يقيني أن النظام السوري انهار، لكنه يريد أن يسلم سوريا مدمرة بكل مؤسساتها وبناها التحتية ومدنها وقراها»، مشددا على «ضرورة اتخاذ قرار عربي ودولي جاد لتسليح المعارضة السورية، بما يساعد على إسقاط هذا النظام قبل أن يستكمل مخططه بتدمير سوريا بحجرها وبشرها».