الجزائر تمنع 300 كتاب معظمها «يشيد بالإرهاب» من المشاركة في المعرض الدولي للكتاب

مصدر لـ «الشرق الأوسط»: لأنها تروج للجهاد والتبشير

TT

أعلنت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي أمس أن إدارة «المعرض الدولي للكتاب»، الذي افتتحه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الأربعاء، منعت 300 عنوان من الدخول إلى الجزائر بحجة أنها «تشيد بالإرهاب أو العنصرية أو الاستعمار».

وقالت الوزيرة تومي للإذاعة الحكومية «هناك قانون داخلي للمعرض الدولي للكتاب ينص على منع الكتب التي تشيد بالإرهاب أو العنصرية أو الاستعمار». وأضافت: «نحن طبقنا القانون على 300 عنوان، أغلبها تشيد بالآيديولوجية التي تشكل قاعدة للإرهاب». ويشارك في التظاهرة الثقافية التي تدوم إلى 29 من الشهر الجاري، 750 دار نشر من 40 دولة 14 منها عربية. وفتحت أبواب المعرض للجمهور رسميا أمس. واختار المنظمون الجزائر كضيف شرف الطبعة الـ17 من المعرض، لتزامنه مع الاحتفال بالذكرى الخمسين لاستقلال البلد من الاستعمار الفرنسي. ويقول المنظمون إنهم يترقبون زيارة مليون ونصف مليون شخص على الأقل للمعرض. وزار دورة العام الماضي 1.2 مليون بحسب إحصاءات رسمية. وأصبح المعرض تقليدا ينتظره المهتمون بعالم الفن والثقافة كل سنة.

وأفاد أحد المشرفين على تنظيم المعرض، تحفظ على نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، أن مضامين الكتب التي منعت: «تتنافى مع الأخلاق والقانون ومبادئ المجتمع والدولة»، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بكتب «تروج للجهاد ومؤلفات تبشيرية تبدي السلطات حيالها حساسية كبيرة». وأضاف نفس المصدر أن بعض الكتب المحظورة «تتعارض مع القانون الذي يحظر تبجيل الاستعمار والتمييز العنصري، والترويج للإرهاب والاعتداء الجنسي على الأطفال، والمساس بالديانات والأنبياء».

وتابع ذات الشخص: «القانون الداخلي للصالون يمنع الكتب التي توفرت فيها الأوصاف التي ذكرتها، وهو منشور بالجريدة الرسمية لمن يريد الاطلاع عليه. زيادة على ذلك هناك لجنة مكونة من كل قطاعات الدولة أشرفت على غربلة الكتب عند وصولها إلى ميناء الجزائر العاصمة».

وسبق للسلطات أن منعت الآلاف من الكتب في الدورات السابقة للمعرض. وعلى عكس ما يراه العارضون، ترفض وزارة الثقافة اعتبار ذلك رقابة تتعرض لها دور النشر المعنية. وتتحفظ السلطات عن الكشف عن أسماء مؤسسات النشر التي يطالها الحظر، بدعوى أن ذلك سيمنحها فرصة رفع دعاوى قضائية ضدها، بحجة الإساءة لسمعتها.

يشار إلى أن المقبلين على المؤلفات الدينية يشكلون في العادة العدد الأكبر من زوار المعرض. وتبرر السلطات التضييق على دور النشر المختصة في الكتب الدينية، بكون هذا الصنف من الكتب كان سببا مباشرا في تغذية العنف الذي فجرته جماعات محسوبة على التيار الديني المتطرف، مطلع عقد التسعينات من القرن الماضي.