واشنطن تكرم «سيدة رانغون» وترفع العقوبات عن رئيس ميانمار

سو تشي تحظى باستقبال أوباما وتتلقى أهم ميدالية ذهبية من الكونغرس

سو تشي (وسط) بعد تسلمها ميدالية الكونغرس من رئيس مجلس النواب جون بونر (يسار)، فيما يقف (من اليمين) زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وزعيمة الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي، في الكابيتول الليلة قبل الماضية (أ.ف.ب)
TT

استقبلت واشنطن السياسية المدافعة عن الديمقراطية في ميانمار، الملقبة «سيدة رانغون»، أونغ سان سو تشي، الليلة قبل الماضية، بكل مراسم الشرف وقلدتها أهم ميدالية ذهبية في الكونغرس قبل لقائها الرئيس باراك أوباما الذي رفعت إدارته العقوبات عن رئيس ميانمار.

وما يدل على مراسم التكريم التي حظيت بها رمز الديمقراطية في ميانمار، الاستقبال الذي خصها به الرئيس أوباما مساء في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. وأفاد بيان نشره البيت الأبيض أن الرئيس أوباما عبر عن «إعجابه بشجاعتها»، وأكد مجددا الدعم الأميركي للجهود التي تبذلها سو تشي ورئيس ميانمار ثين شين «للدفع بالإصلاحات السياسية والاقتصادية» في البلاد. وأمام المصورين الذين خلدوا هذا اللقاء التاريخي بين اثنين من حائزي جائزة نوبل للسلام، لم يدل أوباما وضيفته بأي تصريح واكتفيا بتبادل بعض الكلمات همسا.

وقبل ذلك خص الكونغرس الأميركي سو تشي بأهم تكريم مدني في الولايات المتحدة وهو الميدالية الذهبية التي منحها إياها في 2008 عندما كانت قيد الإقامة الجبرية في منزلها في رانغون. وشكرت سو تشي «من أعماق القلب الشعب الأميركي» وذلك «لأنكم احتفظتم بنا في قلوبكم وأفكاركم طيلة السنوات الصعبة التي كانت تبدو فيها العدالة والحرية بعيدتي المنال». وأضافت «سيدة رانغون» التي قضت 15 سنة محرومة من حريتها أمام النواب الأميركيين الـ500 أنها تعيش «أحد الأيام المؤثرة جدا» في حياتها.

وتعتبر الحائزة على جائزة نوبل للسلام في 1991 في الغرب رمزا للنضال غير العنيف من أجل الديمقراطية، في إنجاز لم يكن ليتصوره أحد قبل سنتين في ميانمار. وقد منح النظام العسكري الذي حكم ذلك البلد في جنوب شرقي آسيا نصف قرن، السلطة في مارس (آذار) 2011 لنظام مدني يشرف عليه جنرالات متقاعدون إصلاحيون. وجرت العملية من دون إراقة دماء تغير إثرها وجه ميانمار لا سيما إثر الإفراج عن مئات المعتقلين ورفع الإقامة الجبرية عن سو تشي نهاية 2010 ثم انتخابها نائبة في أبريل (نيسان) الماضي.

وأقرت سو تشي التي أصبحت اليوم من أبرز الشخصيات السياسية أن «بعض الصعوبات ما زالت على طريقنا» مؤكدة أن «بإمكان ميانمار، الأمة المتعددة الإثنيات المضي قدما في وحدة وسلام». ولدى استقبالها سو تشي يوم الثلاثاء الماضي، حثت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون «المعارضة والحكومة على العمل من أجل وحدة البلاد»، كما أعربت عن قلقها من أعمال العنف العرقية بين البوذيين وأقلية الروهينغيا المسلمة في غرب البلاد وكذلك العلاقات المتواصلة بين ميانمار وكوريا الشمالية.

ودعت سو تشي الولايات المتحدة إلى رفع العقوبات المفروضة تدريجيا منذ التسعينات، رغم أنها قيود أيدتها في حينها من أجل الضغط على نظام العسكر الحاكم. وردا على ذلك أعلنت وزارة الخزانة الأميركية الأربعاء شطب أسماء الرئيس ثين شين ورئيس مجلس النواب في البرلمان ثورا شوي مان عن لائحة الأشخاص المفروضة عليهم عقوبات أميركية لمشاركتهم في القمع السياسي في ميانمار. وقد رفعت واشنطن في نهاية يوليو (تموز) الماضي معظم القيود المفروضة على استثماراتها في ميانمار بما فيها النفط والغاز وعينت سفيرا جديدا منذ يوليو الماضي لأول مرة منذ 22 سنة.

وبدأت سو تشي الاثنين الماضي من واشنطن زيارة تستغرق ثلاثة أسابيع تشمل عدة أنحاء في الولايات المتحدة حيث خصت باستقبال حار. وتتزامن هذه الجولة مع قدوم الرئيس ثين شين المرتقب الأسبوع المقبل إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لأول مرة كرئيس دولة.